فيلم حياة الماعز والعجز العربي الدائم

حاتم الكسواني

حياة الماعز فيلم هندي يروي قصة عامل هندي عمل لدى رب عمل سعودي وتعرض لقهر وظلم شديد من قبل صاحب العمل .
من الواضح أن الفيلم ينقل حالة فردية ، لكنه إمعانا في تشويه الشخصية العربية يسقطها على عموم الهنود الذين يعملون في السعودية وباقي  دول الخليج العربي الأخرى ، رغم ان الهنود في دول الخليج الأخرى غير السعودية يتبوؤن مواقع إدارية قيادية وهم بارزون في القطاع الطبي ، وقطاع تكنولوجيا المعلومات وفي كثير من المواقع المتميزة ، بل أنهم يملكون شركات واعمال خاصة يشتغل فيها مستخدمون هنود وعرب ومن جنسيات مختلفة .
ولا يخفى على احد هدف إنتاج هذا الفيلم ومستوى إنتاجه الضخم الرفيع وتوقيت عرضه ، فابسط هدف لهذا الفيلم أنه يأتي إستمرارا لسلسلة الأفلام المشوهة للشخصية العربية التي كانت تاتينا دائما من هوليوود الأمريكية .. لكن هذه المرة فإن هذا الفيلم يأتينا من بوليوود الهندية ليشكل تحالفا أمريكيا غربيا هنديا ضد الأمة والشخصية العربية في ظل حالة العداء للعرب والمسلمين التي يقودها رئيس وزراء الهند المتطرف ” ناريندرا مودي ” المنتمي للطائفة السيخية والمؤيد لإسرائيل .
وتكمن الخطورة في العودة إلى تفعيل إستخدام حملات وسائل الدعاية والإعلام لتشويه الشخصية العربية وخلق حالة من عدم التعاطف والانسجام معها ، ووصمها بالتخلف والهمجية والغباء  في ظل حالة إبادة للشعب الفلسطيني ترفع شعار محاربة وقتل وحوش بشرية  تستدعي إستحضار مشاعر عدائية من قبل شعوب المعمورة ضد شعوب الأمة العربية ومواصفات شخصيتها الموسومة بالتوحش،و السلبية .
وهنا تاتي المأساة الكبرى التي تتفاقم وتستمر عبر الأجيال وهي عجز الأمة العربية ووسائلها الإعلامية والإعلانية بكل ما تملك من كوادر قادرة وادوات متقدمة أن ترد ولو مرة واحدة على مثل هذه الإدعاءات وصور التشويه المقصودة.
وليس تعرضا لوظائف هيئة الترفيه السعودية فإننا نطالبها بالرد الحاسم من خلال وسائلها وامكاناتها المتعددة الضخمة . كما نطالب الدولة السعودية ذات الشأن الكبير في الحياة السياسية والإجتماعية والإقتصادية العربية والإسلامية الرد بإستخدام ثقلها السياسي والإقتصادي بمعاقبة مثل هذه الجهات ودولها إقتصاديا وسياسيا كوقف استخدام العمالة الهندية وتقييد إستمرار المتواجد منها في سوق العمل السعودي لإستبداله بأيدٍ عاملة عربية ، وتحديد عدد من العقوبات الإقتصادية لكل من يتبنى هذا  الفيلم ويقوم بعرضه بل الطلب سحب الفيلم وإيقاف عرضه من كل الجهات نظرا لحمله فكرة سلبية مبالغ بها وإسقاطها على عموم العمالة المتواجده في البلاد السعودية من غير وجه حق .
ويرى المتخصصون والنقاد السينمائيون الأردنيون في الفيلم فكرة صهيونية اريد منها سحب التأييد والتعاطف الناشيء دوليا مع أبناء الشعب الفلسطيني لاستكمال عملية إبادتهم دون معارضة شعوب العالم لها ، ويرون بأن الفيلم هو من جنس الأفلام التي تشير صراحة أو بالتلميح إلى إظهار سلبية الشخصية العربية والإسلامية وغبائها وهمجيتها وجشعها وجوعها الجنسي. وحبها لإمتلاك السلطة و المال .
ولابد من الإشارة إلى أن تواجد العمالة الهندية خاصة والآسيوية عامة بلا ضوابط وسيطرة على أعدادها وقطاعات العمل التي تشغلها ينطوي على خطورة بالغة على دول الخليج العربي بسبب محدودية عدد سكانها الأصليين

ويكمن الخطر في أمر تزايد إعداد العمالة الهندية والآسيوية حسب خبراء إقتصاديين وسياسيين  بإكتظاظ دول الخليج العربي بالعمالة الهندية والآسيوية من فئة الطائفة السيخية المعادية للعروبة والإسلام .. ولهم فيها معابدهم ، ومواقعهم في سوق العمل وفي الإدارات العليا … ووفق رأي هؤلاء الخبراء السياسين والإقتصاديين فإن هناك مخططا تم تسريب تفاصليه مؤخرا يهدف إلى ان يبدأ العالم الغربي بالمطالبة من دول الخليج العربي بانصاف هذه الفئة من العمالة الوافدة بالمطالبة بتجنيسها ، ثم المطالبة بتطبيق النظام الديموقراطي في البلاد ، وما يتبعه من حتمية إجراء إنتخابات برلمانية ورئاسية ” الحجة المزعومة دائما للسيطرة على دول العالم الثالث ” .
ولان هذه الفئات تفوق بعددها عدد السكان الأصليين أهل البلاد فإننا سنرى مستقبلا يوما تحكم فيه الجالية الهندية وبالتعاون مع جاليات شرق آسيوية دول الخليج العربي ، وربما يتم طرد العمالة العربية منها بعد ذلك .

وبكل الاحوال فإنه يجب الإنتباه إلى أن تشكيل الصورة والإنطباع في الإعلام يتم تماما كعملية تركيب الصورة المقطعة ، حيث تتشكل الصورة حول القضايا والمفاهيم والإنطباعات ومواصفات الشخصية  يوما بعد يوم وفيلما بعد فيلم ،  ومسلسلا بعد مسلسل ،  وإعلانا بعد آخر .

 

مقالات ذات صلة