
الإغتيالات.. اهدافها و من المسؤول عنها
بإغتيال القيادي الفلسطيني خليل المقدح صباح اليوم الأربعاء بمدينة صيدا في جنوب لبنان نفتح ملف الاغتيالات الصهيونية للقادة والعلماء والفنانين والشعراء والأدباء، على طول وعرض الساحات العربية .
أهدافها :
وذهابا بشكل مباشر لأهداف هذه الاغتيالات ومن المسؤول عنها نتجاوز قائمتها الطويلة بدء بإغتيال علماء الذرة المصريين والعراقيين و قادة المقاومة الفلسطينية المؤسسين وصولا لآخر إغتيالات طالت القائد الصابر المناضل إسماعيل هنية وآخرين خلال معركة طوفان الأقصى .
اولا : فإن العدو يعي أهمية القادة القدوة الذين تهفوا إلى نموذجهم قلوب وعقول الأجيال فيصبحوا ملهميها ومربيها كما كان الشيخ أحمد ياسين ملهما ومربيا لإسماعيل هنية ، وكما زرع غسان كنفاني فكرة الطرق على جدران الصهريج “إعلانا عن الوجود الفلسطيني والقضية الفلسطينية وإيذانا بإنطلاق حركات المقاومة الفلسطينية ” التي إنتشرت بين الأجيال الفلسطينية كإنتشار النار في الهشيم والتي دعا إليها في روايته ” رجال في الشمس ” .
ثانيا : يقصد الإحتلال الصهيوني زعزعة ثقة الأجيال بقدرتها على مواجهته و هزيمته ، بإعلان تفوقه مع كل إغتيال يقوم به بقتل رمز من رموزنا ، وكأنه يخبرنا باننا مجتمعات ضعيفة هشة وأن يده طويلة تصل إلى كل من يريد وفي الوقت الذي يريد .
ثالثا : يستهدف الإحتلال القادة العسكريين والشخصيات المؤثرة في المجتمعات العربية التي تقود الرأي العام وتوجهه ، وتحصن الاجيال من الأفكار الهدامة والدعاية السوداء التي يبثها لعدو الصهيوني بين أبناء الأمة.
ويستهدف العدو الصهيوني الشخصيات التي تصنع الوعي ، وتزرع الأمل والعزيمة في نفوس الأجيال ، ومن أجل ذلك فقد استهدف في معركة طوفان الأقصى العلماء والكتاب والشعراء والأساتذة الجامعيين والاطباء، والصحفيين …. وغيرهم .
الإغتيالات من المسؤول عنها
ولعل اهم عامل سهل عملية الاغتيالات الإسرائيلية هم العملاء الذين يوصلون المعلومات للعدو الصهيوني عن الشخصيات المستهدفة بالإغتيال بتحديد مناصبها ووظائفها وأعمالها وإنجازاتها ، وتحديد أماكن تواجدها ومواقع سكنها … وكل المعلومات اللازمة لتحديد الهدف ثم تصفييته .
لكن من المسؤول عن نمو هذه الطبقة من العملاء :
لعل نظم الحكم ومايتبعها من إدارات نفعية طُفيلية إستغلالية هي المسؤول الأول عن نمو طبقة العملاء لأنها السبب الرئيس في شيوع الفقر والبطالة ، ونمو الطبقية الإجتماعية بين فئات المجتمع ، حيث تلاشت الطبقة الوسطى في مجتمعاتنا التي تحولت إلى مجتمعات من طبقتين واحدة برجوازية انتهازية يسهل عليها الخيانة وعقد الصفقات ” دون تعميم ” وثانية كادحة معدمة فقيرة يسهل عليها الخيانة تحت وطأة الحاجة والتطلع والحقد الإجتماعي ” ودونما تعميم ” … ناهيك عن شيوع الطائفية والقطرية والجهوية والعنصرية في معظم المجتمعات العربية عموما وفي بعض دول الطوق على وجه الخصوص وهي مشاعر داب العدو الصهيوني على تاجيجها ورفع وتيرتها للتحكم بها وتحريكها في الوقت الذي يناسبه ويخدم أهدافه .
وعليه فإن على الأمة إعادة النظر بقيم التربية الوطنية ، وتجذير الشعور بالمواطنة ، وإعادة صياغة المناهج التربوية التي تم تخريبها وتدميرها تحت وطأة ضغط المنظمات الدولية ، وعملائها في وزارات التربية والتعليم والتكوين والتنشئة الوطنية في الوطن العربي .
هذه محاولة متواضعة لفتح ملف الاغتيالات التي ينفذها العدو الصهيوني في مجتمعاتنا إيذانا بمناقشتها ، ودعوة لعلماء،النفس والسلوك الإجتماعي للوقوف بأبحاثهم على كل أسبابها وطرق معالجتها .



