عريف: هل تخلو المهرجانات الفنيّة من الشللية والمحسوبية؟

بقلم ماهر عريف

 

فريق العمل الصادق، الذي يمتلك رؤية ثاقبة، وكفاءة حقيقية، ورغبة مخلصة في تقديم ما يدعم صالح الثقافة والفن العام، يمكنه فعل شيء، ولو خطوة على الطريق الصحيحة.
أحيانا، يحاول قائد العمل الذهاب نحو تجاوز اختلالات، وإنجاز خطوات، هذا إذا كان في مكانه المناسب، وكان الفريق يريد العطاء لصالح الفن والثقافة نحو تغييرات حقيقية، لكن إذا لم يكن في مكانه المناسب، أو كان من معه يسعى لأهداف ومصالح شخصية، لن تتحرك الأمور بجدية، ولو شبرا وحدا.
قبل سنوات، تواصل وزير ثقافة بعدما قرأ إشكالات موثقة تتعلق بمشروع فني، وأكد عدم معرفته بالتفاصيل المطروحة، وأنه منح ثقته الكاملة لمن يديرون الأمر، واكتشف بعد مراجعة دقيقة وجود “تكسبات” بالجملة، وعدم تحقيق نتائج تخدم الأهداف المكتوبة، على الورق.
كذلك قبل سنوات، جاء منتج عربي بهدف تقديم عمل درامي، وخلال التحضيرات، تدفقت التدخلات من كل صوب وحدب للظفر بما أمكن، وانعكس ذلك بشكل كبير على ما شاهدناه، حتى أن المسلسل لم يعرض مجددا على الشاشات بسبب تواضع مستواه، وعندما التقينا لاحقا، أكد خسارته ماديا وفنيا، واكتفي بكلمة “توبة” حين سألته هل تكرر التجربة؟!
مدير مهرجان، فتح الباب أمام استرضاءات عدة، إما لإغلاق نوافذ “الطخ الكلامي” عليه من قبل الذين يطبقون مقولة “يا لعّيب يا خرّيب”، أو لأنه يريد البقاء في موقعه أطول فترة ممكنة وتوثيق علاقات تكفل ما بعدها، فكانت النتيجة أخطاء ومآخذ كثيرة، بينما يرّوج من حوله بأن “الأمور آخر تمام ومن ينتقدك يريد هدمك”!
لو راجعنا ملفات مختلفة، ومعلومات موثقة، سنكتشف تكرار ذلك عبر مؤسسات ودوائر ونقابات وروابط، معنية بالثقافة والفنون، ربما في مراحل متباينة، لكنك عندما تبحث في الأمر، ستجد أن العلّة دائما تكمن في سوء إداراة ملف الفن والثقافة، بالدرجة الأولى.
المسؤول الفني أو الثقافي الذي “تفلت” الأمور من يديه هو المتسبب الأول بلاشك، سواء شارك أو لم يطلع على الحقائق كاملة، ولو من باب أنه المعني الأول بقيادة ومتابعة التفاصيل، لكن الفريق إذا لم يكن على “قلب رجل” واحد لصالح الفن والثقافة، يصبح عبئا على الفن والثقافة.

مقالات ذات صلة