فساد إلكتروني.. يوسف غيشان

رغم انني كائن يبدو أقرب للبدائية والمشاعية الأولى، التي توحي بأن آخر اختراعات وصلتني هي النار والعتلة، الا ان لي اسهامات شتى في مجال الشراء الإلكتروني (حرّينكوا)، وسأحدثكم عن تجاربي ، متمنيا أن لا تشمتوا بجناب حضرتي.

التجربة الأولى في هذا المجال كانت مروحة كهربائية للسيارة تشتغل على الطاقة الشمسية، تبدو لك في الصورة لكأنها تعمل بديلا للمكيف المعطل، والذي يحتاج الى مبلغ مالي لا املكه لإصلاحه. المهم دفعنا ثمنها نقدا واستلمناها، ليتبين ان هذه المروحة تعمل فقط اذا كانت في مواجهة الشمس، ولا تخزن الطاقة ولو لثانية واحدة، كما تبين ان الهواء الذي تنتجه المستورة، في افضل حالاتها عاجز عن تحريك خصلات شعري الأشيب حتى لو وضعت رأسي ملاصقا لها.
التجربة الثانية كانت شراء جهاز يقتل البرغش والحشرات الطائرة يوضع على الطاولة ، عرفته عن طريق الفيسبوك وعرضته شركة، ونشهد في الفيلم المرافق المقابر الجماعية للحشرات المارة من مجال الجهاز الحيوي. دفعت ثمنه حوالي 32 دينارا قبل اشهر ، وظلوا يماطلوننا ..اليوم يتم تحميل الدفعة من الصين، غدا تنطلق الباخرة، هناك مشاكل في الباخرة.النتيجة لحد الان لم استلم الجهاز، ولم تتم اعادة الأموال لي من البنك ، كما هو متفق عليه.
التجربة الثالثة، مرتبطة بالثانية ، حيث إني ، وبعد أن يئست من وصول الجهاز قاتل الحشرات الطائرة ، اشتريت عرضا على النت لجهاز صغير يوضع في فيش الكهرباء مكتوب علية كلمةRIDDEX  ، يقولون بأنه يطلق اصواتا تنفر منها الحشرات فتهرب ، وهذا ما لم يحصل اطلاقا، وما زالت الحشرات كما هي ، لا بل اني رأيت بعضها يبول فوق الجهاز.  طبعا اشتريت ثلاثة اجهزة منه بـ55 دينارا ونشرتها في انحاء البيت الذي لا تزيد مساحة الداخلية عن 110 أمتار مربعة، وهي المساحة التي من الممكن ان يغطيها جهاز واحد حسب الفيديو التوضيحي المنشور على فيسبوك.  فقع اول الأجهزة فور استخدامه وما زال الجهازان الآخران، منظر بلا محضر.
هل تقع هذه الجرائم ، او احدها على الأقل،تحت مسمى الاحتيال الإلكتروني ؟؟؟ ولمن من الممكن ان اشتكي؟؟.
أفيدونا.

مقالات ذات صلة