البكاؤون الجدد

محمد عماره العضايله

البكاء صفة ملازمة لكل مولود عند مجيئه للحياة ولكنها تصبح تراجيديا وحزنا دائما عند المسلمين الذين يدينون بالمذهب الشيعي او الذين نصبوا أنفسهم شيعة الامام علي كرم الله وجهه وال البيت الأطهار بعد واقعة كربلاء وما تلاها لمقتل الحسن والحسين وغيرهم فصار البكاء منذ ١٣ عشر قرنا هوية اجتماعية وسياسة واقتصادية لكل معتنقي هذا المذهب وتحول البكاء إلى ثقافة وفكر تلك المجتمعات واصبح لديها طقوس تتمثل بالحسينيات ومايجري فيها من طقوس أصبحت مع الزمن طقسا مقدسا وواجبا دينيا وعلامة يرون انها تظهر مدى حب الفرد لأل البيت حتى أن البعض يتساءل هل نبكي لأننا نؤمن ؟ ام لأننا لانملك خيارا اخر ؟
لقد سيطرت المأساة الكربلائية حتى انها لا تفارق الخيال الشيعي.
ونظرا لذلك دخل على المذهب طقوس فيها الكثير من المغالاة مما لا يفهم مغزاه او أهمية حدوثه ولا يمكن أن يسمى الا تراجيديا الدم والدمع والخوف ..!
ولا ننسى ان الفرد عند أهل هذا المذهب يتعلمون ؛
البكاء قبل القراءة والكتابة .
كل ذلك وغيره جاء في رواية البكاؤون للكاتب البحريني عقيل الموسوي التي صدرت عام ٢٠٢٤
وكأني به يصور اثنتين وعشرين دولة أصبحت كالاغنام تذبح وتتفرج على ذبح اختها في غزة في سيرة يندى لها الجبين لا يعرفون الا البكاء على الضحايا بدون ان يقدموا شيئا .
البكاؤون الجدد نحن السنة الأكثر نفيرا وفقدانا للكرامة والأخلاق .
سنبقى نلعن الخذلان و النفط الذي باعنا بأرخص الاثمان ونبكي دما بدلا من الدموع على الأمة التي اسقطناها وجعلناها مستباحة وسمحنا بأبادة شعب في أطهر بقعة على وجه الأرض .
سنقيم وبطريقة محدثة عن الشيعة بكاء عبر الادب بكل اشكاله ومسمياته من مسرح وروايات واشعار ومقالات وغيرها وعبر متاحف تمتليء بكل صور البشاعة والقتل الذي تعرض له الأهل في غزة العزة والصمود
وسنبقى نلعن من عاصروا المأساة ولم يقدموا شيئا ونلعن إخوة السوء.
كما نكتب واقعنا بأحرف من الخزي والعار والدمع .
نسينا إننا نحن من قتلنا الوحدة والكرامة في الامة هذه التي نادى بها المفكرون العرب لأنهم يعلمون ان الفرقة ضعف وأن الوحدة قوة ومنعة وبدلا منها ارسينا مباديء سايكس بيكو سيئة الذكر كما فرطنا واضعنا الانتصار الذي تحقق في السابع من اكتوبر .

لا أحد يقرؤنا
في مدن الملح
لا أحد يريدنا
من بحر بيروت…إلى
بحر العرب
لا أحد يريدنا
في المدن التي تقايض
البترول في النساء
والتراث بالسجاد
كل الجوازات التي نحملها
أصدرها الشيطان
مسافرون خارج الزمان
والمكان
فلا بنو عدنان يعرفوننا
ولا بنو قحطان
كل العصافير التي
تحترف الحرية
تموت خارج الاوطان

مقالات ذات صلة