الاحتلال.. التطرف سيد الموقف

محمود خطاطبة

حرير- لم تكتف آلة البطش الصهيونية بما أحدثته من قتل وتدمير بحق الفلسطينيين في الضفة وقطاع غزة، فبعد 270 يوما من “نازية”، لم يشهد التاريخ لها مثيلا، هُناك ما يقرب من الـ122 ألف غزي بين شهيد وجريح، جُلهم من الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين، فضلا عن حرق الأرض بكُل أنواع الأسلحة، أكانت محرمة دوليا أم غير ذلك.

وبالتزامن مع كل تلك الجرائم الوحشية، وحرب الإبادة المُستمرة والعدوان الإسرائيلي الشامل على الشعب الفلسطيني، الذي ما يزال مُستمرا حتى اليوم، يخرج ما يُسمى بوزير الأمن القومي في كيان الاحتلال الإسرائيلي، المُتطرف إيتمار بن غفير، ليُصرح علنا وعلى مسمع العالم، بأنه يُريد “قتل الأسرى الفلسطينيين وإعدامهم بالرصاص، بدلا من إعطائهم المزيد من الطعام”.

العالم أجمع، يعلم وبكُل يقين، أن آلة الإرهاب الصهيوني، تسعى ليلا نهارا إلى مُحاربة الوجود الفلسطيني، واجتثاثه كليا، من خلال ما تقترفه من قتل وتدمير، ناهيك عما ترتكبه من جرائم تعذيب وتجويع وتعطيش وحصار، وإخفاء قسري، واعتقال دموي.. لكن ما الجديد في “معادلة التطرف الصهيونازية”؟ علينا نحن كبشر وإنسانية- باستثناء بني صهيون، فإنهم يستخسرون جرعة ماء، أو كسرة خبز، للمُعتقلين الفلسطينيين!.

ولنعلم، بأن عدد المعتقلين الفلسطينيين في معتقلات النازية الصهيونية، بلغ منذ السابع من شهر تشرين الأول 2023، نحو عشرة آلاف مُعتقل، بمعدل اعتقال يومي يصل الى 37 مُعتقلًا، يتجرعون مرارة الموت يوميا، لا بل في كل ساعة.

المرحلة الآن؛ تشهد تطورات جد خطرة، بحيث تقدم آلة الحرب الإسرائيلية على محو قطاع غزة من على الخريطة، بكل ما أوتيت من قوة، وبدعم غربي يقوده الشيطان الأكبر (الولايات المُتحدة الأميركية)، دون أن تبالي هي، بأمة عربية يزيد تعدادها على 300 مليون نسمة، وستة أضعافهم من المُسلمين.

وبالتزامن مع ذلك، فالاحتلال الصهيوني يمضي قدما في مُخططاته التي رسمها منذ أعوام، فها هو بالإضافة إلى انتهاكاته اليومية للمسجد الأقصى المبارك، يُسرع ببناء المُستوطنات غير الشرعية في الضفة الغربية، المُحتلة أصلا، وكان آخرها قبل يومين، إذ قرر بناء خمس بؤر استيطانية، في تحد صارخ للقوانين والقرارات الدولية.. مع العلم بأن بناء المُستوطنات غير الشرعية وغير القانونية لم يتوقف منذ العام 1967.

مُجرم الحرب، بن غفير، الذي يُريد إعدام المُعتقلين الفلسطينيين، ليس وحده المُتطرف، فكُل أركان الإدارة الصهيونية على شاكلته، فهذه الإدارة تُريد الاستحواذ على ما تبقى من أراضي الضفة، وبالتالي ضمها إلى الإدارة “المدنية” في كيان الاحتلال.

فحالة التطرف هذه التي تُعد سيدة الموقف في الوقت الراهن، ستحدث واقعا خطرا، يكتوي بنيرانه الإقليم كُله، خصوصا الأردن، في حال تمكنت الإدارة الصهيونية المُتطرفة من تنفيذ ما ترمي إليه من جرائم تهجير للفلسطينيين من الضفة الى الأردن.

مقالات ذات صلة