الشهداء أكرم منا جميعا

محمد عماره العضايله

المأساة(الترجيديا)في المسرح الفلسطيني التي فاقت بشاعتها كل تصور ويراها العالم هذا الذي فقد انسانيته وأظهر حالة التوحش والافلاس سياسيا وانسانيا وازدواجية المعايير وفقد بوصلة الحياة وكشف عن إيمانه بالقتل والابادة فهم نازيو القرن الحادي والعشرين وهم أحفاد واخوة هتلر وشولتس وبوش وبايدن وماكرون وترامب …وغيرهم.
اما الشهداء او كما يسميهم غسان كنفاني (رجال من الشمس) يقاتلون الظلام وأهله ويحملون راية التنوير والتحرر لأنهم يؤمنون بأن الدم لايركع وأنه سيحاكم يوما التواطيء والخذلان ويكتب التاريخ من جديد ، سيكتبه بتراب غزة رجال لايخافون من الحرية بل يسعون إليها بالغالي والنفيس فالخوف لا يعرف طريقا إليهم لأنهم مسلحون بالايمان والشجاعة وأن طريقهم في الحياة هي إحدى الحسنيين اما النصر او الشهادة في سبيل الله.
ان ما يبعث على الاشمئزاز هم ذلك النفر من قومنا الذين تعودوا الذل والمهانة ويتباكون على مناظر القتل والدمار الذي خلفته آلة الحرب الاميركية والغربية في غزة ومحملين المقاومة ذلك متناسين ان حركات التحرر هي الحق في وجه الطغيان وأن الدماء هي مهر الحرية إنهم هم الموتى او كما قال أحدهم:
(موتى ولا احد هنا يرثي لنا
قم وارثنا يأخر الأحياء! )
الثورة حق إنساني مكفول في مواجهة الاحتلال ومن العيب اختزال اعداد القتلى والدمار بعملية التحرير لأن ذلك استحقاق عالمي ضد الظلم والعدوان ،
الشهيد يضحي بنفسة ليحيا الوطن وليكون ابناؤه أحرارا مكرمين لا يعرفون طعم الذل والمهانة .
والشهداء هم أكرم منا جميعا لأنهم صورة العزة والشجاعة ، وهم الذين يرسمون لنا طريق الحياة ويصنعون لنا مجد الأمة وكرامتها، فالتراب لا يكون عطرا الا اذا تعمد بدماء الشهداء ، وهم قناديل الحياة ومستقبل الوطن والأمة لأنهم منارات عزة لا تنطفيء وهم الشهود على إدانة الظلم والباطل وهم الحرية والكرامة وهم الذين يبقون راية الوطن خفاقة عالية ،
(اصعد فموطنك السماءوخلنا
في الأرض ان الارض للجبناء )
الشهداء ليسوا ارقاما بل نجوما تزين السماء فهم الذين مرغوا وجه العدو البشع بالتراب وكشفوا لنا صورة الخذلان العربي أولئك الذين كان بإمكانهم إسدال الستارة منذ اليوم الأول لطوفان الأقصى المجيد وتحقيق النصر ولكنهم تعودوا الانحناء ولايملكون الارادة …..فها هي قوى البغي والعدوان تحاول هي إسدال الستارة والقضاء على روح المقاومة وكسر ارادة الشعوب في كل الساحات وحينها لاينفع الندم .
(الا أيها الصديق انا منعنا كيلناوالنفط بحر
ونقتسم المذابح كل عام
تراق مدينة ويهد ثغر
ونأكل خبزنا لنباع نفطا
وتأكل من رؤوس القوم طير )

طوبى للشهداء اينما كانوا
وطوبى للأرض التي تحتضنهم
وطوبى للهامات العالية التي لاتنحني

مقالات ذات صلة