هل نتركهم يستكملون مشروعهم في الضفة وفي غزة

حاتم الكسواني

يمر الصراع الفلسطيني الصهيوني بمرحلة حرجة تقف على حافة الهاوية ، فقد كشفت معركة طوفان الأقصى كل المستور وبالتالي اضحت كل  المواقف والإصطفافات واضحة جدا

ولكن الخطير في الأمر أن إسرائيل بعد انهزامها وهبت قوى الشر العالمية الأمريكية الاوروبية لنجدتها بدأت تغذ الخطى لإعادة عقارب الساعة للوراء وتنفيذ مخططاتها التي ضربتها طوفان الأقصى في مقتل .

يحاول الغرب إفراغ نتائج نصر 7 أكتوبر ونتائجه النهضوية عربيا وعالميا  كما أفرغ  ربيعنا العربي وحوله إلى خريف وذلك  بتدمير غزة عن بكرة ابيها والقضاء على فكرة المقاومة المنتصرة بإضعاف حماس ولو إلى حين .

ولابد ان تستنهض الأمة قواها بمواجهة هذه التوجهات بتبني موقف حماس ، وحماية غزة وأهلها ،  ودعم خلق حركة مقاومة مسلحة في الضفة الغربية لمنع تسريع العدو خطواته  في السيطرة على اراضي الضفة الغربية ، وتنشيط استيطانه فيها وإسقاط سلطتها الوطنية

فاسرائيل لن تتراجع عن استكمال مخططها بعد كل الذي خسرته من تحول صورتها التي سوقتها للعالم بأنها  دولة ديموقراطية إلى دولة فصل عنصري مجرمة نازية قامت بتنفيذ جريمة إبادة جماعية بحق أهل  غزة ، وبعد كل الخسائر التي لحقت بقواتها المسلحة بالجنود والمعدات  خلال حرب ضروس يومية مستمرة  منذ السابع من أكتوبر الماضي  .

وعليه فإنه من واجبنا هذه المرة أن نقف كامة عربية أمام مخططات العدو الصهيوني  وإفشالها لأن الواجب الوطني لحماية الأمة يقضي تقدير خطرها وخطر حلفها الأمريكي الغربي الداهم الذي يستشعر فقدانه لسيطرته على المنطقة وبداية انهياره الحتمي إذا خسر معركة غزة .

ولابد لنا أيضا  من  استنهاض وتصعيد حركة  النضال العالمي المهيأ بأرضية رفضه لعملية الإباده الجماعية الجارية في غزة ودفعه لاتخاذ إجراءات عقابية مشددة ضد إسرائيل لإستمرارها عدم الإستجابة لقرارات الشرعية الدولية المتمثلة بوقف هجمات إسرائيل الإجرامية الإبادية على غزة والإنسحاب منها وإعادة إعمارها .

وقد بات واضحا  سقوط كل إدعاءات الإدارات الأمريكية المتعاقبة  كوسيط نزيه يعمل على وقف القتال وتثبيت الإستقرار في المنطقة ، وإنكشاف عملية الخداع والنفاق الأمريكي الساعي إلى عدم توسع الحرب على  الجبهة الشمالية بين إسرائيل ولبنان ، وتبريد باقي جبهات القتال المقاومة المساندة لغزة لا لحماية حياة المواطنين الفلسطينيين ومنازلهم ومؤسساتهم وسبل عيشهم  بل  سعيا لتمكين إسرائيل من استكمال مخططها بكسر وحدة الساحات المقاومة وإبادة أهل غزة وبالتقسيط اليومي في الوقت الذي نجحت فيه وحدة الساحات من زعزعة الكيان الصهيوني سياسيا وعسكريا  وإجتماعيا .

ومن اجل ذلك وبناء عليه  يجب علينا عدم   تمكين إسرائيل من فصل الجبهات بأي حال من الأحوال حيث أن خسائر إسرائيل البشرية المتعاظمة بين قتيل وجريح على كافة  الجبهات.. ونازح من المناطق الحدودية إلى الداخل الإسرائيلي .. وهارب إلى حيث أتى  يثقل كاهل إسرائيل التي تعمل جاهدة وبدعم وسائل إعلام محلية وعالمية وعربية على تزوير حقيقة وحِدة  خسائرها التي تجعلها تعاني من تراجعا ديموغرافيا يؤثر على قواها العسكرية والإنتاجية والإستيطانية .
وعلى محور المقاومة والأمة مجتمعة  أن ترفض تشتيت الساحات المساندة لغزة ساحًة ساحة ، وهو أمًر  يقصد منه فقط حماية المشروع الصهيوني الذي يقف اليوم على حافة الهاوية .

” تأبى العصي إذا إجتمعن تكسرا .. و إذا افترقن تكسرت  أحادا ”

وبعد….

هل ترى كم صمتنا صمتا مخزيا
و نحن نرقب ذبح أخينا من الوريد إلى الوريد .

هل ترى كم نحن صغاٌر
ونحن نرقب  تقطيع أطفال غزة كتقطيع أضحية العيد.

هل ترى أن يبلغ السيل الزبى
ونحن نشيح بوجوهنا عن صور إبادة يغلي لرؤيتها دم الحر المجيد .

 

مقالات ذات صلة