استعادة دور الجيش

بلال حسن التل

من اهم المحطات التي يجب التوقف عندها في حوار صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني مع قناة العربية، والتي يجب الإسراع في تحقيقها في واقعنا العملى، هي قناعة سموة بضرورة عودة خدمة العلم، لتربية جيل جديد يكون منضبطا ومرتبطا بارضه.

دعوة صاحب السمو الملكي ولي العهد لخدمة العلم، هي دعوة لاستعادة جيشنا للكثير من اداوره، ذلك ان جيشنا هو مدرسة للانضباط، الذي صرنا نفتقده في معظم مكونات حياتنا، فالادارة العامة في بلدنا صارت تفتقد للانضباط، ومن ثم الى الإنتاجية. كما فقدنا الانضباط في سلوكياتنا العامة، من ذلك على سبيل المثال لا الحصر ان قيادة السيارات صارت عبارة عن حرب يسقط فيها قتلى وجرحى، وصار صغيرنا لا يحترم كبيرنا، باختصار صارت الفوضى سمة من سمات مجتمعنا.

ومع فقداننا للانضباط فقدنا، الولاء لكل شئ، فلم يعد لدينا ولاء  للوظيفة العامة،، لم يعد لدينا ولاء لقيم المجتمع وللنظام العام، والاخطر هو فقداننا للولاء للارض كوطن.

لكل ما تقدم تبرز اهمية ايمان سمو ولي العهد بضرورة عودة العلم، فمن خلال هذه العودة يستعيد جيشنا للكثير من ادواره، واهمها انه سيعلم من خلال خدمة العلم كل الشباب الاردني الانضباط في كل مناحي حياتهم، وسيزرع فيهم روح الولأ، كما ان خدمة العلم ستعلم شبابنا اهمية احترام الوقت واحترام التراتبية، والاقدمية،كما ان خدمة العلم ستشعرهم باهمية المساواة والعدالة الاجتماعية، ففي صفوف الجيش لا فرق بين ابن الوزبر وابن الغفير، وفي الجيش قد يصبح ابن الجندي قائدا لابن الضابط.

وخدمة العلم ستعيد شبابنا الى. ممارسة العمل اليدوي والمهني، فتعود قواتنا المسلحة كواحدة من اهم روافع التنمية الوطنية المستدامة، فالجيش الاردني هو الذي وطن الرحل، وهو الذي بنى المدارس والمستشفيات ونشر الوعي الصحي، وشق الطرق، وكان له دور تنموي متميز يجب ان يوثق ، وهو ماسبق ان دعا اليه الاستاذ الدكتور محمد عدنان البخيت عندما كان رئيسا لجامعة مؤته، وهو ماحاولنا ان نفعله في جماعة عمان لحورات المستقبل، فلم نجد تعاونا، وكأنه لا يراد لجيشنا ان يكتب تاريخه،خاصة في مجال التنمية، فلنساعد على استعادة ادواره من خلال خدمة العلم.

مقالات ذات صلة