وفاة السيناتور جون ماكين

تُوفي السيناتور الجمهوري المخضرم جون ماكين، بطل حرب فيتنام والمرشح الرئاسي السابق، عن عمر ناهز 81 عاما.
ولفظ ماكين أنفاسه الأخيرة، السبت، وهو محاط بأفراد أسرته، وفقا لبيان قصير أصدره مكتبه.

وكان الأطباء قد شخّصوا في تموز الماضي إصابة ماكين بسرطان دماغ متسارع النمو، وخضع منذ ذلك الحين للعلاج.

لكن أسرة السيناتور الجمهوري، الذي غادر واشنطن في كانون الأول الماضي، أعلن في وقت سابق أنه قرر التوقف عن العلاج الجمعة الماضية.

وقد شُخصت إصابة عضو مجلس الشيوخ لست دورات والمرشح الرئاسي الجمهوري في عام 2008، بالسرطان بعد أن اكتشف الأطباء الورم خلال عملية جراحية لإزالة جلطة دموية من فوق عينه اليسرى في تموز الماضي.

كان ماكين، وهو ابن وحفيد لقادة بارزين في البحرية الأميركية، طيارًا مقاتلاً خلال حرب فيتنام. وعندما أسقطت طائرته، أمضى أكثر من خمس سنوات كأسير حرب

وأثناء احتجازه في الأسر، قال ماكين إنه تعرض للتعذيب مما سبب له تشوهات دائمة.

وانهالت كلمات الرثاء وبيانات التعازي فور إعلان نبأ وفاته.

وقال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الذي كان ماكين أحد أشد منتقديه، في تعليق له على تويتر: “تضامني الشديد وتقديري لأسرة السيناتور جون ماكين. قلوبنا وصلواتنا معكم”.

وقالت سارة بالين، التي رشّحها ماكين لشغل منصب نائب الرئيس حال انتخابه رئيسا للولايات المتحدة أثناء خوض السباق الرئاسي عام 2008، إن العالم فقد “أميركيا أصيلا”، ونشرت صورة لها مع ماكين، ووصفته بصديق لها.

كما رثته شخصيات بارزة من الحزب الديمقراطي.

وقال الرئيس السابق، باراك أوباما، الذي هزم ماكين في السباق الرئاسي في 2012، إنه على الرغم من الاختلافات تقاسم الأميركيون “الإخلاص لشيء أسمى، المُثُل التي حاربت وصمّمت وضحّت من أجلها أجيال من الأميركيين والمهاجرين”.

وأضاف: “قلة منا اختبرت بهذه الطريقة، أو كان مطلوب منها أن تظهر هذا النوع من الشجاعة التي أظهرها ماكين، لكننا جميعا نطمح إلى أن نتحلى بالشجاعة وأن نضع المصلحة العليا فوق مصالحنا الشخصية”.

ومضى قائلا: “لقد حقق جون أفضل المعاني، وأظهر يكون ذلك”.

وقال نائب الرئيس الأميركي السابق، جو بايدن، الصديق والخصم السياسي لماكين، إن “تأثير ماكين على الولايات المتحدة لم ينته”.

وتابع في بيان له: “حياة جون ماكين دليل على أن بعض الحقائق خالدة لا تموت، كالشخصية والشجاعة والنزاهة”.

وكان ماكين أحد أبرز الشخصيات السياسية الأميركية خلال العقدين الماضيين.

وشغل ماكين منصب عضو الكونغرس الأميركي لنحو 30 عاما، وخاض غمار الانتخابات الرئاسية الأميركية عن الحزب الجمهوري عام 2008 لكنه خسرها أمام مرشح الحزب الديمقراطي حينها باراك أوباما.

ولد جون سيدني ماكين في التاسع والعشرين من آب / أغسطس 1936.

وكان يعد من الصقور في السياسة الخارجية ومن أقوى مؤيدي للحرب على العراق وأيد زيادة القوات هناك تحت امرة الجنرال ديفيد بتريوس.

لكن ماكين انتقد تعامل ادارة بوش مع الصراع في العراق، وعارض بشدة ترحيل المعتقلين إلى سجون سرية في دول تستخدم أساليب تحقيق غير قانونية، وعارض استخدام التعذيب معهم للحصول على معلومات، ونجح في تبني تشريع يحظر استخدام أساليب قاسية ولا إنسانية ومهينة في معاملة المشتبه بهم.

مقالات ذات صلة