لاجئو الروهينغا يحتفلون بالأضحى .. فرحة تشوبها المرارة

إحتفل نحو مليون لاجئ من أقلية الروهينغا اليوم الأربعاء بعيد الأضحى في أكبر مخيم لاجئين في العالم بـبنغلاديش، بعد سنة تقريبا منذ بدء الحملة العسكرية عليهم، التي أدت إلى فرار أعداد كبيرة من هذه الأقلية.

وأدى اللاجئون صلاة العيد بالمساجد في مختلف أنحاء بنغلاديش وقدموا الأضاحي في الحقول الموحلة قرب المخيمات.

وفي كوتوبالونغ التي لجأ اليها مئات آلاف النازحين من الروهينغا، بدأت الصلاة بينما كان الأطفال يلعبون قرب المكان مرتدين ثياب العيد.

اللاجئون يؤدون صلاة العيد في مخيماتهم (رويترز)

وعيد الأضحى هذا العام هو الأول للاجئين منذ طردهم من ميانمار إثر حملة قمع عسكرية نفذها جيش ميانمار بدعم من مليشيات بوذية وشبهها مسؤولون في الولايات المتحدة والأمم المتحدة بتطهير عرقي.

ويتذكر أحد اللاجئين ويدعى محمد عيسى (19 عاما) كيف أحرقت قريته، متحدثا عن بؤس أحوالهم في بنغلاديش الذي طغى على أجواء العيد، ويقول “في بلادنا كنا نملك المال كان لدينا ماشية وأراض، كنا نشعر بفرحة العيد هناك”.

وفي مدينة كوكس بازار قرب الحدود بين بنغلاديش وميانمار جلبت الماشية إلى الأسواق المحلية حيث قدمت الأضاحي، واستفاد منها النازحون المسلمون، لكن بعض العائلات الميسورة أكثر ساهمت بما توفر لديها من المال لتقديم الأضاحي.

تجارة الأضاحي رائجة في مخيمات اللاجئين (رويترز)

وتعيد مشاهد ذبح الأضاحي إلى الفتى محمد أمين ذكريات الوجبات التي كانت تعد في المنزل والهدايا الخاصة التي كانت تقدم في عيد الأضحى، ويقول الفتى “هنا لا نملك المال لتقديم الأضاحي أو شراء ملابس جديدة”.

في المقابل، فإن تدفق اللاجئين عاد بالفائدة على تاجر الماشية البنغالي أكتر حسين وغيره من التجار الذين حققوا أرباحا في سوق الماشية القريب من المخيمات، وقال “كانت هذه أفضل سنة لي، فقد بعت السنة الماضية 15 رأسا فقط بالعيد، أما في هذه السنة فقد بعت 50 حتى الآن”.

كما ارتفعت عائدات كثير من التجار في قطاعات أخرى حيث يجب تلبية احتياجات مئات الآلاف من اللاجئين الذين يبحثون عن مأوى وغذاء أو سلع استهلاكية، ويملك بعضهم كميات أكبر من المال بسبب وجود أقرباء لهم في الخارج.

أطفال اللاجئين يلهون بما توفر من ألعاب بدائية (رويترز)

في السياق، اعتبرت مستشارة الدولة في بورما أونغ سان سو تشي أمس الثلاثاء أن بنغلاديش هي التي تقرر وتيرة عودة لاجئي الروهينغا إلى إقليم أراكان في ما بدا أنها تلقي اللوم في التأخير على داكا.

ووقع البلدان في نوفمبر/تشرين الثاني اتفاقا لإعادة اللاجئين، لكنه لم ينفذ، إذ يخشى اللاجئون من العودة إلى قراهم المحروقة في غياب ضمانات أمنية بعد تعرض مجتمعاتهم للقتل والتعذيب والاغتصاب.

وتصر بنغلاديش على أنها تستقبل اللاجئين مؤقتا لكنها لا ترغمهم على الرحيل.

أكثر من مليون لاجئ من الروهينغا في المخيمات ببنغلاديش (رويترز)

وفي ميانمار، احتفل المسلمون بقدوم العيد في جو تشوبه المرارة، في ظل الحصار والتضييق المفروض عليهم بإقليم أراكان.

ووفد المسلمون المقيمون في مدينة ستيوي بإقليم أراكان غربي البلاد إلى مسجد تاج الدين، المبني عام 1878 لأداء صلاة العيد، تحت رقابة قوات الأمن.

وعقب صلاة العيد تلا المصلون الأدعية من أجل مسلمي أراكان، الذين قُتلوا أو هُجروا على يد العصابات البوذية، وبقية المسلمين المظلومين في أنحاء العالم.

الميادين نت

مقالات ذات صلة