صور من غزة

محمد عماره العضايله

كثيرة هي الصور التي خرجت ورأيناها من غزة فمنها المؤلم التي تظهر حجم المعاناة من دمار وابادة وصور أخرى لرجال المقاومة التي وقفت في وجه كل آلة الدمار والقتل الغربية وجعلت من صمود الأهل هناك مفخرة سيخلدها التاريخ باحرف من نور.
رأيت صورة طفل يحرق كتبه تلك التي كسرت ظهره النحيل زمن المدرسة يحرقها ليس غضبا منها ولكن عله يجد الدفء مما كتب فيها نعلم انه حرق اللغة التي اتضح انها لا تربطه بالامة وحرق كتب التاريخ التي كتبت من خيال المؤلفين وحرق كتب الجغرفيا التي لاتربطه بالعالم فهو في حصار دائم منذ ولادته وحرق المراكب التي قد تحمله ليلتقي بما يسمى بالعرب والغرب انها نار تحرق كل شيء قبل ان تحرقه قنابل العم سام .،كان يبحث عن الدفء الذي افقدته أياها الحرب الهمجية .
لم يعد الغزيون يقيمون بيوت عزاء كالتي نراها في عالمنا ال…. لم يعد لديهم بيوت عزاء فكلهم هدمت بيوتهم و احرقتهم قنابل ومسيرات الغرب وخذلان الامتين فكل غزي حصل على رصيد إضافي من الحياة يبكي وحده على احبابه من أب وأم وزوجة وأخ واخت …..
اما الخيمة والتي هي عنوان النكبة الجديده وعذاباتها …خيمة بدلا البيت الذي أصبح ركاما انها ليست رحلة سفاري مجانية إنها خيمة لسكن بين الارض والسماء انها خيمة لاتحمي من برد وحر ولا من غارات ومسيرات إنها عنوان نكبة وابادة وهي كما قال غسان كنفاني
” خيمه عن خيمة بتفرق ” ولهذا ناضل البعض من أجل الحصول على خيمة من خيرات دولة نفطية احسن من غيرها إنها خيام تقول ان الارض التي ينامون عليها لهم فهم الباقون والصهاينة هم الراحلون طال الزمن أو قصر.
ياوطني كل العصافير لها منازل
إلا العصافير التي تحترف الحرية
تموت خارج اعشاشها.

ألناس في غزة يطبخون كل شيء ماعدا الطبخ فلا يوجد شيء فهم يصومون ليل نهار في أطول صوم عرفته البشرية
كان الأكل اخر هم أهل غزة وصار اليوم اللهم الأول ولاغرابة ان ترى شابا وطفلا وكبيرا في السن ومعلما كانت ترفع له القبعة احتراما تراهم جميعا يركضون خلف شاحنة طحين لا كافيار ولاغيره حيث صارت المعلبات واكياس الطحين اعز من الصداقة والكرامة المهدورة علما ان الصهاينة ودول الغرب يرسلون لأهل غزة كل لحظة شحنة من القنابل الذكية والغبية لأنهاالاسرع في القتل قاتلهم الله وقاتل الله الجوع الكافر .
الأهل في غزة حتى السلام عندهم تغير فهم لايسالون بعضهم كيف حالكم لأنهم ليسوا بخير انه عالم مزيف …عالم يقتل الأحلام والأمال هذه التي تبخرت .

سلام على غزة وأهلها الكرام

مقالات ذات صلة