اعدام الصورة والكلمة

محمد عماره العضايلة

ان الصورة والكلمة هما السلاح الأسرع في نقل الواقع والحقيقه ومواجهة القهر والعدوان ليكون التوثيق اكثر مصداقية في غزة التي تعيش تحت وطأة العدوان والقتل والدمار في ظاهرة وحشية لم تعرف البشرية مثلها .
الصهاينة والنازيون الجدد ممثلين بالكيان الصهيوني واميركا والغرب هم تلامذة غوبلز وزير الإعلام زمن هتلر في ألمانيا صاحب نظرية ان على الاعلامي ان يكذب ويزور الحقيقة ويرددها حتى تصبح حقيقة في اذهان المستمعين والمشاهدين ولهذا فهم لايريدون اعلاما حرا ونزيها وصادقا لأنه الأكثر ايلاما لهم كما الحرب ومجرياتها وهو الاقدر على توجيه الصفعة للعدوان وأعوانه وفضح مواقفهم واعمالهم التي يندى لها الجبين.
انهم يريدون التخلص من كل اعلامي لايعمل معهم علما ان الاعلامي مهمته نقل الواقع بكل صوره دون تزييف او تجميل وهذا يتعارض مع توجههم لتغيير وضرب الواقع من هوية وانسان متناسين انهم ان قتلوا صحفيا او اغلقوا مؤسسة إعلامية فمواقع التواصل الاجتماعي ستصل لكل الدنيا التي وثقت لصور الدمار وبشاعة مافعلوه بأيديهم الملطخة بدماء واشلاء المدنيين العزل في قطاع غزة الباحث عن الحرية والاستقلال.
بالتزامن مع اليوم العالمي لحرية الصحافة أظهر الكيان الصهيوني حقدة ومسيرة التضليل للرأي العام العالمي وذلك باتخاذ قرار بإغلاق إحدى اكبر المؤسسات الاعلامية (الجزيرة) ومنعها من البث لأسباب كثيرة منها الضغط على قطر كدولة ولأنها لا تريد إلا رؤية واحدة هي تتحكم فيها حيث أصبحت ثقلا عليها.
انه تشريع قمعي وضيع يهدف لاسكات الأصوات و منع الصور التي تظهر بشاعة الفعل وانحطاطه.
انه يوم مظلم للصحافة العالمية والديموقراطية ولكل المواثيق الدولية التي تكفل الحق الإنساني في الوصول إلى المعلومة .

لقد دفع الصحفيون ضريبة العمل في قطاع من دمهم ودم عائلاتهم الطهور حيث استشهد اكثر من مئة أربعين صحفيا لتكون وحدة الدم في أبهى صوره على أرض العزة والشرف والكبرياء

ان تكميم الافواه واسكات الأقلام هو تحدي وتعدي على حقوق الإنسان في الوصول للمعلومة من صورة وكلمة علما ان الصحافة لا تهدد ولاتعتدي على الدول لأنها المرأة التي تنقل الصورة والواقع بدون تزييف او تغيير ولكن الذي يهدد الأمن والسلم هو جيش الاحتلال وعصاباته.
إنها جريمة بحق الصحافة والصحفيين وبحق الإنسان الذي يسعى للوصول للمعلومة وهو يرى الجريمة البشعة من قتل ودمار وابادة ولكنهم يقولون :
ننام على الجراح
نجوع ونعرى
ولايغتال صبري
مستبد

مقالات ذات صلة