ع بلاطه .. كانوا بخير ، ولسنا بخير

حاتم الكسواني

في مؤتمر لاتحاد الإذاعات الإسلامية في جده أعطيت لمندوب الإذاعة الفلسطينية الرسمية مهمة صياغة البيان الختامي للمؤتمر ، فعاد إلى الحضور من مختلف إذاعات الدول الإسلامية ببيان يدين الإعتداءات الصهيونية على أبناء الشعب الفلسطيني بعبارة ” إن إتحاد إذاعات الدول الإسلامية يدين بأشد العبارات إعتداء سلطات الإحتلال الإسرائيلي على أبناء شعبنا الفلسطيني ” .

وعند مناقشة البيان قلت لمندوب فلسطين : ترى ماهي أشد عبارات الإدانة التي أشرت إليها .. لما لا تذكرها ..هل نخجل ام نخاف من ذكرها … مثلا هل منها أيها الصهاينة الخنازير،.. يا أبناء الكلب .. ياقتلة … يامجرمين.. يا مصاصي الدماء الفلسطينية …. لما لا نذكرها

ع .بلاطه نحن لسنا بخير مادامت لغة خطابنا ضبابية  والتفافية غير مباشرة ولا تعبر عن ما يعتمل في نفوسنا  ،  وفيها ما فيها من المداورة والإبهام .

لسنا بخير لاننا مازلنا نخفي مقاصدنا  ونحن نكتب ونتحدث  ، فمثلا  أن كتبت منتقدا موقف الدول العربية والإسلامية مما يجري في غزة من إبادة فإنني انتقد كل الدول إلا البلد التي أقيم فيها بإعتبار أن  موقفها هو الموقف المثالي والمتقدم ، وهنا  لا بد لي أن أورد بعض العبارات أو الحالات أو الأمثلة التي تشي بذلك .

لسنا بخير لاننا نلجأ دائما إلى التخفي وإيثار السلامة عند التعبير عن أرائنا ومواقفنا ، ولا نملك الجرأة الكافية للتعبير عنها دون لبس وبمنتهى الوضوح .

إن عدم اتخاذ المواقف الصريحة الواضحة و  المباشرة في الدفاع عن مصالحنا والجهر بها تضيع الحقوق وتميع المواقف وتجعل الأعداء يستخفون بنا و يتكالبون علينا ويطمعون بارضنا وثرواتنا .

ع بلاطه نحن لا نريد ديموقراطية الغرب ووصفاته  بل نريد شجاعة العرب و عدالة الإسلام … نريد استعادة اخلاق أجدادنا بمباشرتهم ووضوحهم وجرأتهم وشفافيتهم … فعندهم الكلام لم يكن يحتمل معنيين .

فعن أبو يعلى والطبراني عن أبي قبيل قال:

خطبنا معاوية في يوم جمعة فقال: إنما المال مالنا والفيء فيئنا، من شئنا أعطينا, ومن شئنا منعنا، فلم يرد عليه أحد، فلما كانت الجمعة الثانية قال مثل مقالته، فلم يرد عليه أحد، فلما كانت الجمعة الثالثة قال مثل مقالته، فقام إليه رجل ممن شهد المسجد فقال: كلا, بل المال مالنا والفيء فيئنا، من حال بيننا وبينه حاكمناه بأسيافنا، فلما صلى أمر بالرجل فأدخل عليه، فأجلسه معه على السرير، ثم أذن للناس فدخلوا عليه، ثم قال: أيها الناس, إني تكلمت في أول جمعة فلم يرد علي أحد، وفي الثانية فلم يرد علي أحد، فلما كانت الثالثة أحياني هذا أحياه الله، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سيأتي قوم يتكلمون, فلا يرد عليهم، يتقاحمون في النار تقاحم القردة ـ فخشيت أن يجعلني الله منهم، فلما رد هذا علي أحياني, أحياه الله، ورجوت أن لا يجعلني الله منهم.

و… ع. بلاطه :  كانوا بخير …. ولسنا بخير

مقالات ذات صلة