صمود لأكثر من 200 يوم

خولة الكردي

حرير- مرت أكثر من مائتين يوم والتعنت الإسرائيلي يتصاعد بعدوان همجي وحشي على قطاع غزة، لم يسلم منه بشر ولا شجر ولا دابة ولا حجر. القصف والدمار متواصل وتخاذل النظام العالمي عن اتخاذ موقف حاسم تجاه الصلف الإسرائيلي المتصاعد يوماً بعد يوم، وسقوط آلاف الشهداء والجرحى ونزوح الآلاف، والتدمير الممنهج لمربعات سكنية سويت بالأرض، لتنفيذ الأجندة الإسرائيلية بجعل القطاع مكاناً غير صالح للحياة.

صفقة تبادل الأسرى ما تزال تراوح مكانها ومن الواضح أن حكومة نتنياهو ترفض القبول بصفقة حتى لو كانت في صالح الأسرى الإسرائيليين لخشية نتنياهو من مواجهة ملف قضية الفساد المتهم بها.

صفقة تبادل الأسرى التي تحاول جهود الوساطة إبرامها، تخلت الولايات المتحدة الأميركية عن دورها كوسيط نزيه كما تدعي وتتهم الجانب الفلسطيني بإفشال إتمام صفقة التبادل، وزادت الإدارة الأميركية من انحيازها الواضح لدولة الاحتلال الإسرائيلي بإعلان الرئيس بايدن إرسال حزمة مساعدات جديدة من الأسلحة والعتاد العسكري لإسرائيل، يشي بأن هذه الإدارة تشارك بشكل صريح وقوي في الحرب ضد قطاع غزة ضد الأطفال والنساء والشيوخ، وما التصريحات التي تخرج من البيت الأبيض لتقديم مساعدات إنسانية لأهالي القطاع سوى ذر للرماد في العيون، ولا يلغي حقيقة أن الولايات المتحدة الأميركية والعديد من الدول الغربية صارت طرفاً في العدوان الإسرائيلي على أهالي القطاع منذ أول يوم أعلن فيه الاحتلال الإسرائيلي عمليته العسكرية في غزة.

تصاعد وتيرة الاحتجاجات في العالم، واتساعها لتشمل هذه المرة سبعة وعشرين من الجامعات الاميركية من بينها جامعات عريقة ككولومبيا وييل ومعهد ماساشوتس للتكنولوجيا وهارفارد، لا يجد آذانا صاغية في أروقة الإدارة الأميركية، التي تدعي دعم المبادئ الديمقراطية وهي تجهز الشرطة الأميركية لفض الاعتصامات في تلك الجامعات ووصف شعاراتها بالدنيئة من قبل الرئيس الأميركي، وما صرح به رئيس الكونغرس الأميركي من أن دعم إسرائيل هو عقيدة يؤمن بها العديد من الأميركيين، وهذا التصريح يوضح بما لا يدع مجالاً للشك الهدف الجوهري من دعم الكيان الغاصب والتشبث بهذا المعتقد يبين أن القضية الفلسطينية لن يكون حلها بحل الدولتين أو إبرام معاهدة سلام جديدة أو حتى وساطة دولية، ربما المنطقة بهذا المنطق العقيم ستذهب نحو فتح باب صراع كبير، قد لا ينتهي بين يوم وليلة إنما له تبعات على المشهد السياسي الحالي برمته.

مقالات ذات صلة