الفيتو وحكاية الدولة

محمد عماره العضايله

من خلال قراءتنا للتاريخ نعرف ان الشعوب التي تتعرض للاحتلال والقهر لاتنتزع حريتها واستقلالها من خلال معركة او ضربة واحدة بل يحاولون بكل الوسائل والحروب طالت المدة او قصرت وفلسطين ليست استثناء بل هي الأكثر تميزا ونضالا في العالم حيث طال انتظارهم لرؤية شمس الحرية سواءجاءت من خلال مؤسسات الامم المتحدة او عبر النضال بكل اشكاله والثورات التي لم تتوقف منذ ما قبل النكبة حتى وصلنا لطوفان الأقصى في السابع من اكتوبر ٢٠٢٣ وحرب الأبادة والقتل التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع فكانت محاولة التقدم لمجلس الآمن للحصول على عضوية كاملة في هيئة الأمم المتحدة وفرضها على دولة العدوان وإنهاء الصراع الذي اكل الأخضر واليابس ليظهر الوجه البشع والمخيب للأمال كعادته فهذا هو وجه الدولة العظمى كعادتها حيث كان الفيتو لأبطال المشروع وهذه ليست الأولى حيث وقفت عشرات المرات في وجه العدالة انتصارا لدولة الابادة ، انها الدولة العظمى التي نشرت الظلم والقتل في العالم كله .
الدولة الفلسطينية المستقلة حلم فلسطيني جعلت منه أمريكا( دولة الاستكبار ) اضغاث أحلام فهي شريكة للعدوان وشريكة في النكبة والقتل الذي يتعرض له الأهل في غزة الذين دفعوا ثمنه غاليا في إبادة لم يشهد التاريخ مثلها.
جاء الفيتو ليفضح صورة دولة الاستكبار والنازيين الجدد وليكون درسا للعالم بعدم الاستسلام والعمل معها فهي لاتحترم حرية الشعوب وهذا هو ديدنها منذ الحرب العالمية الثانية وما القنابل النووية في هيروشيما ونكازاكي و ما حل في العراق وافغانستان والبلقان وفيتنام وغيرها الا غيض من فيض وشواهد على عبقريتها وايمانها بالقتل والابادة والدمار.

ان تعرية الموقف الأمريكي والغربي واجب وطني مقدس على كل الشعوب الحرة والحكومات التي ترتبط معها بعلاقات تجارية ونفطية وقواعد عسكرية كبيرة وغيرها مما يجعلها تشكل قوة رادعة لهتلر العصر ويحسب حسابها حاضرا ومستقبلا لكنها الارادة المفقودة والسيادة المنقوصة.
فالابادة الجارية وضح النهار لاتعرف افقا قادما إليها ولاتعرف ما يخبئه المستقبل.
نعلم جميعآ ان معركة طوفان الأقصى هشمت وكسرت هيبة الجيش الصهيوني وداعميه ومؤيديه ولهذا نرى التواطيء والهيجان العالمي الغربي للوقوف مع الصهاينة لاستعادة قوة الردع التي تحطمت على صخرة الصمود والصبر لدى شعبنا في غزة العزة والكبرياء.
غزة التي فضحت الدور الأمريكي ودفعت الثمن غاليا من دماء أبنائها وقالت لجيش الصهاينة ان صورة النصر الذي تبحثون عنه من خلال القتل والدمار صورة بشعة وموهومة وسيبقى الأقصى عنوانا وهوية ورمز ا وكرامة لكل الأمة.
ان الإعتراف بدولة فلسطينية مستقلة هو تصحيح للظلم وحق تاريخي طال انتظاره لشعب الجبارين الشعب الذي لايركع ولايستسلم فهو كطائر العنقاء سيعود من الرماد ليعلن الأمل والنصر والتحرر

ماذا أقول؟ فمي يفتش عن فمي
والمفردات حجارة وتراب
محمد العضايله

مقالات ذات صلة