وفاة الروائي السوري الكبير حنا مينا عن 94 عاماً.

نعت وزارة الثقافة السورية اليوم الكاتب والروائي السوري الكبير حنا مينة، عن عمر ناهز 94 عاماً إثر معاناة طويلة مع المرض.
ويعد الروائي الراحل من كبار الروائيين العرب وأحد أهم رموز الرواية في العالم، حيث رصد عبر أكثر من أربعين رواية على مدى نصف قرن قضايا الناس وانتقد فيها الاستغلال والجشع واضطهاد المرأة وتنبأ أن الرواية ستشغل المكانة الكبيرة لدى العرب وستصبح ديوانهم.
ولد الروائي حنا مينة في مدينة اللاذقية عام 1924، وهو أديب الحقيقة والصدق، عصامي ساهم في إغناء الرواية العربية وعمل باجتهاد حتى أجاد وأبدع.
ساهم حنا مينة مع لفيف من الكتاب اليساريين في سورية عام 1951 بتأسيس رابطة الكتاب السوريين، عندما نظمت الرابطة عام 1954 المؤتمر الأول للكتاب العرب بمشاركة عدد من الكتاب الوطنين والديمقراطيين في سورية والبلاد العربية، وكان له دور كبير في التواصل مع الكتاب العرب في كل أنحاء الوطن العربي.
كان أدب حنا مينة واقعياً، وقال عن نفسه إنه كاتب الواقعية الاشتراكية، ويرفض الواقعية باعتبارها مدرسة في التعبير الأدبي تأخذ الواقع كما هو، فالواقع في الحياة في رأيه يصير واقعاً فنياً في العمل الأدبي.
ومن أبرز مؤلفات الروائي الراحل “المصابيح الزرق ، والشراع والعاصفة ،والياطر والأبنوسة البيضاء ، والثلج يأتي من النافذة والشمس في يوم غائم ، وبقايا صور ، وحارة الشحادين ، ونهاية رجل شجاع التي حولت إلى مسلسل درامي أعتبر  من أفضل الأعمال التلفزيونية العربية.

المسلسل من بطولة الفنان أيمن زيدان وموسيقى تصويرية ألأردني طارق الناصر وسيناريو  السيناريست “حسن م. يوسف”، وأخراج نجدة إسماعيل أنزور   .

في عام 1937، وباتفاق بين تركيا وفرنسا كما كان يذكر حنا، “ألحقت الاسكندرونة بتركيا وهجر منها الأرمن والعرب”. ودخل معترك الحياة السياسية مبكرا كما ذكر في سيرته، وناضل ضد الاحتلال الفرنسي وأسس مع مجموعة من أصدقائه نقابات عمال في المرفأ، واستوحى من تلك التجربة لاحقاً روايته الشهيرة ” نهاية رجل شجاع”.

ترعرع مينه في أسرة فقيرة في حي كان يدعى “المستنقع” في لواء الاسكندرون الذي ضمته تركيا إليها عام 1937،وتوقف عن الدراسة بعد انتهائه من المرحلة الإبتدائية بسبب الفقر الشديد الذي كانت عليه أسرته.

لم يكن لوالده عمل ثابت يعتاش منه، فتارة كان يعمل حمالاً في المرفأ، وتارة بائعاً للحلوى وأخرى مزارعاً أو عاطلاً عن العمل. وكانت الكنيسة تقدم لأسرته المساعدات في ذلك الوقت، مما اضطر مينة إلى العمل منذ نعومة أظافره للتخفيف من العبء على والده.

ومن بين ما رواه عن عمله في مرحلة الصبا في أحد الكنائس في الاسكندرون قوله :”كنت أقوم بالخدمة في الكنيسة طوال أربع سنوات، أطفئ الشموع، أحمل الأيقونات، وأنام واقفاً أحياناً “.

وصف مينه نفسه بـ “كاتب الكفاح والفرح الإنسانيين، فالكفاح له فرحه، له سعادته، له لذته القصوى، عندما تعرف أنك تمنح حياتك فداء لحيوات الآخرين، الذين قد لا تعرف لبعضهم وجهاً، لكنك تؤمن في أعماقك، أن إنقاذهم من براثن الخوف والمرض والجوع والذل، جدير بأن يضحى في سبيلهم”.

وعن البحر قال :”إن البحر كان دائما مصدر إلهامي، حتى إن معظم أعمالي مبللة بمياه موجه الصاخب”.

وقال في المرأة:” لو خيروني بكتابة شاهد على قبري، لقلت لهم اكتبوا هذه العبارة، المرأة.. البحر.. وظمأ لم يرتوٍ”.

وقال في والدته :” وأذكر أنني يوم وفاة أمي أحسست بحرقة أيبست عيني، لم أبكِ، شاهدتها مسجّاه ولم أبكِ، قبلتها في جبينها البارد برودة الموت ولم أبكِ، سرت في جنازتها جَلِداً، صبوراً، متفهماً حقيقة الموت التي هي وجهٌ آخر لحقيقة الحياة، مذعناً لها، مُسلماً أمري لقضاء مبرم، هو قضاؤنا جميعا”.

ووصف حالة الفقر التي عاشها في طفولته: “كنت أعاني البطالة والغربة والفقر والجوع وأحسد الكلب لأن له مأوى”.

ومن أبرز أعماله التي تجاوزت 40 رواية، تحول العديد منها إلى أعمال درامية وسينمائية، رواية المصابيح الزرق، الشراع والعاصفة، الياطر، الأبنوسة البيضاء، حكاية بحار، نهاية رجا شجاع، الثلج يأتي من النافذة، الشمس في يوم غائم، بقايا صور، القطاف، الربيع والخريف، حمامة زرقاء في السحب، الولاعة، فوق الجبل وتحت الثلج، مأساة ديميترو، المغامرة الأخيرة، والمرأة ذات الثوب الأسود.

 

 

https://youtu.be/j7XrfV0yhcc?t=4

مقالات ذات صلة