خراف بلدية تتنكر بشكل المستورد لمجاراة تزايد الطلب على‘‘الأجنبي‘‘

الأسعار وحدها قادرة على تبديل الأمور من النقيض إلى النقيض.. فبعد أن كنا نسمع عن مخالفات بيع اللحوم المستوردة على أنها بلدية لتحقيق ربح مضاعف، تراجعت هالة الخراف البلدية بسبب ارتفاع أسعار المستورد، وأصبحت تباع البلدية على أنها مستوردة بعد التخلص من إليتها وهي الشاهد الطبيعي على “بلديتها”، بحسب ما كشف عن ذلك الاتحاد العام للمزارعين.

وقال الاتحاد، بعد أن شهدت أسعار الخراف البلدية هذا الموسم انخفاضا حادا، لجأ تجار المواشي واللحوم إلى استئصال إليتها لتبدو وكأنها مستوردة لمجاراة سعر الأخيرة، ولا داعي للدهشة والاستغراب، فالأسباب ترجع لضعف منافسة الخروف البلدي في السوق لعدة عوامل.
ويبين مدير عام اتحاد المزارعين محمود العوران  أن أسعار المواشي البلدية شهدت هذا الموسم انخفاضا حادا لسببين، الأول ضعف القوة الشرائية وانخفاض الكميات المصدرة لدول الخليج لعدم قدرتها على المنافسة، أما الثاني فيعود السبب فرض رسوم جمركية من قبل الحكومة على التصدير لدول الخليج، فيما الدول الاخرى تدعم صادراتها وتفرض رسوما على المستورد.
وأضاف، أن اللحوم المستوردة في السوق الأردني تشهد هذا الموسم ارتفاعا ملحوظا منذ ان فتحت وزارة الزراعة باب الاستيراد بشكل اوسع دون معرفة أسباب هذه الزيادة، حتى أنها تجاوزت في كثير من الاحيان أسعار المواشي البلدية، مؤكدا أن قطاع الثروة الحيوانية والحال هذه يلفظ انفاسه الاخيرة، خاصة بعد حالات الجفاف التي شهدتها المملكة وغياب فصل الربيع وتفشي الأمراض وعدم قدرة المربين على تأمين مستلزمات العلاجات البيطرية.
وأشار إلى خيبة الأمل التي يعيشها مربو المواشي نتيجة ضعف القوة الشرائية على اللحوم البلدية وعدم مقدرتهم على التسويق، ما أدى لدخول أعداد كبيرة من المواشي المستوردة: الحية أو المذبوحة الطازجة أو المجمدة إلى الأسواق المحلية.
وعزا تاجر المواشي سليمان أبو محفوظ ارتفاع أسعار المواشي المستوردة وتدمير قطاع الثروة الحيوانية المحلي الذي يعتاش من ورائه أكثر من ربع مليون مواطن يعتمدون على تربية المواشي بحياتهم كمصدر للرزق، الى فتح وزارة الزراعة باب استيراد المواشي على مصراعيه دون رقابة بذريعة تعويض الاسواق عن الكميات المنقوصة بالأسواق وتخفيف العبء على المواطن.
وبين ابو محفوظ ان فتح باب الاستيراد لا يخدم المواطن بل على العكس تماما فهو يخدم المستوردين، مؤكدا أنه في بعض الاحيان تكون أسعار اللحوم المستوردة أعلى من البلدية.
وأشار إلى أن الاقبال على اللحوم المستوردة أكبر نتيجة قناعة خاطئة لدى المواطن مفادها أن المستوردة اقل سعرا من البلدي، داعيا وزارة الصناعة والتجارة لإصدار نشرة ارشادية عن أسعار اللحوم سواء المحلية او المستوردة. كما دعا ابو محفوظ إلى اتخاذ قرار فوري بوقف الاستيراد لإنعاش الانتاج المحلي، لافتا إلى أن عيد الأضحى يشكل الفرصة الاخيرة لمربي الثروة الحيوانية لاستعادة انفاسهم.
وتساءل “هل يعقل أن يكون سعر كيلو اللحم المستورد قائم بـ 3.7 دينار فيما البلدي بـ 3.4 دينار، موضحا ان الأرقام الصادرة عن وزارة الزراعة فيما يخص عدد المواشي المتوفرة، دفعت لفتح باب الاستيراد لعدم وجود انتاج يغطي احتياجات السوق، في ظل عدم وجود قاعدة بيانات صحيحة.
ويتراوح معدل وزن الخروف البلدي بين 40 – 65 كيلو غراما فيما يتراوح سعر الكيلو القائم منه بين 4 – 4.5 دينار، اما المستورد فيتراوح وزنه بين 40- 50 كيلوغراما، ويبلغ سعر كيلو اللحم القائم منه بين 3.75 – 4.25 دينار، حسب تجار ومزارعين.
وكان وزير الزراعة خالد الحنيفات أكد في تصريح سابق أن أسعار الأضاحي لهذا العام ستكون قريبة من أسعار العام الماضي مع انخفاض قليل على “البلدي”.
وأضاف، هناك انخفاض على أسعار الأضاحي البلدية لهذا العام، بنسبة وصلت إلى 20 %، مؤكدا أن الكميات متوفرة في الأسواق حالياً وأسعارها مستقرة ومناسبة للجميع، متوقعا ان تكون معدلات اقبال المواطنين على شراء الأضاحي قريبة من العام الماضي.
وأشار الى أن احتياجات السوق في العيد تتراوح بين 600- 650 ألف خروف، منها 300 ألف رأس محلي.

مقالات ذات صلة