التعليم العالي: دراسة لمشروع هيكلة الرسوم الجامعية

حرير – قال أمين عام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور مأمون الدبعي “ان هناك دراسة لمشروع هيكلة الرسوم الجامعية في جميع الجامعات الرسمية، وذلك بإلغاء القبول على البرنامج الموازي”.
وتوقع الدبعي خلال مشاركته بفعاليات مؤتمر تحديات واقع التعليم في الأردن الذي رعاه مندوبا عن وزير التربية والتعليم الأمين العام في وزارة التربية الدكتور نواف العجارمة، “إنه وخلال 5 الى 10 سنوات سيصبح كافة الطلبة على مقاعد الدراسة مقبولين وفق البرنامج التنافسي الامر سيحقق العدالة وعدم التمييز وسيؤدي ذلك لتوحيد الرسوم الجامعية في كافة الجامعات الرسمية”.
واضاف الدبعي في تصريح على هامش المؤتمر الذي نظمته مؤسسة الياسمين لعقد الدورات التدريبية في فندق فيرمونوت أمس، ان هذا التوجه يأتي تنفيذا لما ورد في الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية 2016-2025 والتي نصت على العدالة والمساواة وسهولة الالتحاق الطلبة الأردنيين بالجامعات الرسمية وعدم التميز بينهم بناء على قدراتهم الاقتصادية.
واشار الدبعي الى ان هذا التوجه سيتم تطبيقه على الطلبة الجدد حيث نحتاج من5 الى 10 سنوات لاحلال جميع الطلبة في الجامعات الأردنية وذلك بعد ان يتخرجوا من البرنامج الموازي من كافة الكليات.
وبين ان البرنامج الموازي يمثل نحو 20 % من دخل الجامعات الرّسميّة من الرسوم الجامعي فقط، بمعنى ان الرسوم الجامعي تقارب نصف مليار دينار اما الرسوم البرنامج الموازي في جميع الجامعات تبلغ 100 مليون دينار.
واوضح انه من المبادئ العامة التي نأخذها بعين الاعتبار ضمن هذه الدراسة ان تكون الرسوم الجامعية لجميع التخصصات ضمن الكلية نفسها موحدة، كما نسعى لدراسته توحيد الرسوم في الكلية الواحدة لجميع الطلبة بغض النظر عن التخصص.
وبين انه سيكون هناك انعكاس مالي على الجامعات وسنحاول ان ندرس كيفة تعويض الجامعات عن فقدان الايرادات من البرنامج الموازي والذي سيكون بنسبة 20 % سنويا كون الطلبة الجدد هم من سيطبق عليهم الرسوم بعد اعادة هيكلتها اما الطلبة على مقاعد الدراسة سيستمرون في دفع الرسوم البرنامج العادي او الموازي.
واكد الدبعي ان 40 % من الطلبة على مقاعد الدراسة هم على نفقتهم الخاصة وبالتالي فإن إلغاء برنامج الموازي تدريجيا وتحول جزء من الدعم الحكومي المباشر للجامعات الى صندوق دعم الطالب فمن المتوقع خلال السنوات مقبلة ان يتمكن الصندوق من تغطية نسبة 40 % من الطلبة الدارسين على البرنامج العادي من خلال زيادة مواردة المالية سنويا وهذا امر ايجابي ويخدم الاسر الأردنية ذات الاوضاع الاقتصادية الصعبة كما انه يعامل جميع الأردنيين معاملة متساوية كما نص عليه الدستور.
من جانبه اعتبر الدكتور العجارمة، أن التعليم في الأردن يواجه 5 تحديات، بعضها مشترك واخرى اختص بها الأردن دون غيره.
وتمثلت أبرز تحديات التعليم الخمسة، بحسب العجارمة، بوجود فجوة في التعليم بين القطاع العام والخاص وبين القرية والمدينة، وهذا التحدي يختلف من بلد لآخر، مشيرا إلى دور الوزارة في تقليص وتجسير هذه الفجوة.
ووفق العجامة، فإن التحدي الثاني يكمن في مشكلة الانتماء للمدرسة والتي تعتبر الساحة الفعلية الرئيسة والمسؤولة عن إحداث اثر التعلم، فيما اعتبر ان التحدي الثالث يأتي ضمن مهارات القرن الحادي والعشرين من حيث ضرورة تطوير وتحديث المناهج، لاقتا الى ان المركز الوطني لتطوير المناهج بذل جهودا كبيرة بهذا الشأن لإعداد الإطار العام لعدد من المباحث الدراسية ويجري الآن استكمالها لباقي المباحث ومن المتوقع الانتهاء منها قريبا.
وفيما يتعلق بالتحدي الذي خص به الأردن، تمثل بقضية اللجوء التي تعامل معها الأردن طوال السنوات الماضية حيث فتح ذراعية للجميع وعامل الطلبة اللاجئين نفس معاملة الطالب الأردني وبذات الامتيازات. اما التحدي الاخير، فقد تمثل وفق العجارمة بالتجاذبات الاجتماعية والايديولوجية البعيدة عن قطاع التعليم.
وأكد العجارمة أن طموحنا ان نرتقي بالتعليم المهني ليواكب التطور العالمي ويلبي حاجة سوق العمل، كما ونوعا، لذا نحن نعمل على إعادة النظر بالتخصصات والمناهج والبنية التحتية وتدريب الكوادر التعليمية والتدريبية، ونتوسع بالمدارس والمختبرات والتجهيزات المهنية، ونتابع الخريجين ونفتح الكليات التقنية، الى غيرها من متطلبات التطوير.
من جهته، قال الأمين العام المساعد لاتحاد الجامعات العربية الدكتور عبدالرحيم الحنيطي إن التعلم عن بعد استراتيجية تم اتباعها خلال جائحة كورونا في ظل المحاولات العالمية للحد من انتشار الفيروس.
وتابع نجد ان الكثير من الجامعات العالمية بما فيها الأردنية اتخذت اجراءات سريعة من اجل ضمان استمرارية العملية التعليمية التعلمية وكان الملاذ الوحيد لتوفر التعليم للجميع هو التعلم عن بعد.
مساعد رئيس هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي للجودة الدكتور زياد البشايرة قال ان التحديات التي يواجها قطاع التعليم العالي تكاد متشابهة بين الدول العربية.
واشار البشايرة إلى اهمية وجود هيئات لاعتماد المؤسسات التعليمية لمساعدة الجامعات للتميز والوصول الى التنافسية المحلية والعالمية.
واوضح البشايرة ان الأردن قد حصل على الاعتمادية الفيدرالية الامريكية للتعليم الطبي (WFME) وهي جهة تعتمد خريجي كلية الطب واي خريج لا يعتمد منها بعد العام 2024 لن يسمح له بالتدريب او العمل في الولايات المتحدة الأميركية وبعض الدول الاوروبية.
وقدم علاء جرار من منصة جو اكاديمي عرضا توضيحيا عرض خلاله التحديات التي واجهها التعليم خلال جائحة كورونا، إضافة إلى عرضه التوجهات والبرامج التي تم تنفيذها التي أتمتة التعليم والتعليم الالكتروني خلال الجائحة.
وخلال الجلسة الأولى التي تناولت محور تحديات واقع التعليم العالي في الأردن واثر جائحة كورونا على منظومة التعليم، قدم وزير التربية والتعليم الاسبق الدكتور ابراهيم بدران عرضا إلكترونياً بعنوان “التعليم المستقبل والاستدامة” قال فيه ان الظروف التي نمر بها تتطلب التفكير بعمق في التعليم وفيما يواجه من تحديات وما يحتاجه من اصلاحات.
رئيس الجامعة الأردنية الدكتور نذير عبيدات قال يجب ان نحدد احتياجاتنا من التعليم الجامعي وهل الجامعة تأتي لتوفير العمل والوظيفة للطالب، مشيرا إلى أن دور الجامعة ليس هذا الدور بالتأكيد.
واضاف أن دور ووظيفة الجامعة هي إعادة تشكيل الإنسان خلال 4 سنوات وامداده بمهارات تساعده على الدخول في سوق العمل.

 

الغد

مقالات ذات صلة