نتنياهو يجر إسرائيل إلى هلاكها

منذ شبابه جهر نتنياهو بافكاره المتطرفة التلمودية ونواياه الحاقدة القاضية بتنفيذ مخططات الجماعات الصهيونية والمسيحيين الإنجيليين في إحتلال أراضي الوطن العربي من الفرات إلى النيل بل إلى كل مكان في الوطن العربي  تواجد اليهود فيه  إمتدادا نحو الغرب العربي “تونس وليبيا والمغرب ” وجنوبا لبلاد الحرمين وصولا لليمن .

فنتنياهو يقول أننا قوم لا يستطيع أن يتعايش معهم وأنه يريد البلاد بلا سكانها وأن تكون لليهود واليهود فقط ، أما الفكر الصهيوني والمسيحي الإنجيلي المنقاد للصهيونية العالمية يريد أن يحرق المراحل في إحتلاله للأرض العربية ” أرض الميعاد ” إستعجالا بل تعجيلا لقدوم مسيحهم المخلص الذي سيقود عملية القضاء على الأعداء ” المسلمين والعرب ” …  وهذا ما يدعونا اليوم لنؤكد باننا نحن أيضا  كفلسطينيين وعرب ما عدنا  نستطيع التعايش مع كيان عنصري  عدائي في منطقتنا ، ولابد من إجتثاثه كفكرة وجيش معادٍ من جذوره .

المهم في الأمر أن نتنياهو جر المنطقة لصراع بين روايتين دينيتين ،  روايتنا التي لم يشوبها شائبة والمستندة إلى القرآن الكريم الذي لم يطاله أي تحريف أو تزوير ،  و روايتهم الدينية المختلف عليها بين اليهود الصهاينة  و اليهود المعادين للحركة الصهيونية كحركة ” ناطوري كارتا ”  التي ترفض أن يكون لليهود دولة لأن الله كتب عليهم الشتات في الأرض  ، كما يرفضون  الرأي القائل بأن المسيح عليه السلام ستكون له وظيفة سياسية تتضمن استعادة إسرائيل واستقلالها، وإنما قدومه إلى الأرض سيكون وفقا للمعجزات الإلهية .

كذلك جر نتنياهو إسرائيل إلى خلافات وتفكك بين أفراد المجتمع الإسرائيلي بين المتدينيين اليمينيين المتشددين و العلمانيين ، وبينهم وبين الداعين لتجنيدهم ، وخلاف بين عائلات الأسرى وصقور الحرب ومؤيديهم ، ومؤخرا بين الطيف السياسي والطيف العسكري في حكومة الحرب وبين حكومة الليكود والمعارضة السياسية لها .

كل هذا مع جيش متهالك متعب مرهق تحت أثر ضربات المقاومة وما احدثته من خسائر كبيرة في الجيش الصهيوني في العناصر والعتاد  ، لدرجة ان القرارين السياسي والعسكري الإسرائيلي يشهدان حالة من الارتباك أدت إلى إستقالات في الجيش وإنشقاق في حكومة الحرب تمثل بزيارة جانتس للولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا دون التنسيق مع نتنياهو وإصدار نتنياهو لسفارة الكيان في لندن بعدم التعاون مع جانتس أثناء زيارته لها .

وفي ظل تواصل النزف الإسرائيلي الإقتصادي ،  والنزف العسكري بمشاغلته على أكثر من جبهة في جنوب لبنان ومن اليمن والعراق ، وظل الهجرة الطوعية  العكسية الكبيرة  لمستوطني  الإحتلال الصهيوني إلى بلادهم الأصلية ، وتحت وطأة التأييد العالمي للقضية الفلسطينية ومساندة الشعب الفلسطيني بخروج شعوب العالم إلى الساحات والميادين تنديدا بالجرائم الإسرائيلية بحق أبناء الشعب الفلسطيني  ، وتزايد أعداد رؤساء الدول المنددين بإسرائيل والذين يعتبرونها دولة فصل عنصري مجرمة مارقة …ناهيك عن قضية دولة جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية التي يجمع كل الخبراء أنها ستنتهي بإعتبار إسرائيل دولة إبادة جماعية وفصل عنصري لابد من عزلها ومقاطعتها  عقابا لها على كل ما أقترفته ضد أبناء الشعب الفلسطيني العزل .

ومن المؤكد اليوم بأن الجيش الإسرائيلي منهك لدرجة أنه ماعاد  يستطيع  مقارعة حركات المقاومة العربية مجتمعة ، وأنه سيسقط سقوطا مدويا  إن إنضمت إليها  جيوش دول الطوق في سوريا ومصر والأردن ، وأنه لولا  دعم التحالف الأمريكي والأوربي له  لما صمد حتى اليوم

ومن كل ذلك نستنتج بأن نتنياهو قد جر إسرائيل إلى هلاكها  وإلى تدمير أحلامها التلمودية ،   و  أن مصلحة عالمية قد تشكلت  تقضي بتحييد نتنياهو إما فيزيائيا أو سياسيا  ، وأن دولا عديدة سيتغير نهجها وفكرها السياسي مستقبلا ، وأن كثيرا من القيم التي خادعت العالم وسيطرت عليه بإدعائها ستسقط وإلى الأبد .وأن نظاما عالميا جديدا أصبح ضرورة من ضرورات إستقرار العالم وأمنه وسلامه ستعمل الأمم عاجلا على إقراره .

وأن الله يسبب الأسباب …  وإن النصر صبر ساعة

 

مقالات ذات صلة