خطة مصر لإنشاء مصر جديدة

عبد الفتاح طوقان

حرير- لا شك ان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يقود مشروع نهضوي متكامل وغير مسبوق في كافة المجالات الهندسية

من خلال اكثر من 400 مشروع عملاق تشكل قاطرة للتنمية ستخدم الاجيال الحالية والقادمة ويستحق ان يكتب عنها خصوصا في وقت بات الهجوم المستمر غير المبرر ودون اي توثيق علمي او تحليلات اقتصادية مستقبلية وازدادت حالات الانتقادات السلبية التي توجه لمصر و مشاريعها كيفية الانفاق عليها من اعداء النجاح واصحاب الاجندات المعادية وكم متناقض من قوى شد عكسي في داخلها ممن يريدون مصر خاضعة وتحت هيمنتهم ويحاولون فرض سيطرتهم لتبقي عاجزة و يتحكمون فيها وبعضهم يستخدم ادوات الدين في غير مقامها و مكانها الصحيح كدرع في حربهم لطعن مصر وانجازاتها في خاصرتها القومية.

ان مصر ليست دولة اعتيادية فهي دولة تاريخية عظيمة لها قوة سياسية وصلاحيات وليست “دويلة” او ” عزبة استعمارية” و بها كل الامكانات وماكنات الفكر البشري التي تصنع منها نمودجا فريدا في ادارة المشروعات الهندسية جنبا الي جنب السياسة و الاقتصاد.

و عندما اشير الي ما قام به الرئيس عيد الفتاح السيسي و توجيهاته لمصر المستقبلية اكتب ليس كسياسي مهتم بالشأن العربي وهمومه فقط وانما كمهندس بخبرة اربعون عاما في اكبر مشاريع العالم وادرت جائزة دبي لافضل المشروعات مع الامم المتحدة زرت واطلعت من خلالها علي مشاريع هندسية في 175 دوله من دول العالم و تعاملت مع حكومات وبنوك دولية امريكية و يابانية و المانية وغيرها و كنت مستشارا ولا ازال لحكومات ومشاريع دولية من الهند الي العراق و من كندا الي تركيا مما يتيح لي الكتابة بتجرد وامانة علمية عن تلك المشاريع التي تقيمها مصر و التي بلا ادني شك ستخدم الاجيال الحالية والمستقبلية مؤكدا ان اغلب ما يشاع ضد بعض من تلك المشاريع هو عار عن الصحة ومن باب الهجوم المبرمج و المدفوع وانا اتحمل نتيجة كلامي الهندسي.

و اشير هنا الي سبع الاف كيلو متر من الطرق الجديدة في بادرة سبق التخطيط الهندسي التنظيم وانفاق تحت قناة السويس تربط ضفتيها و تفريعه قناة السويس تسمح بمرور سفن عملاقة فياتحاهين دون توقف والتي رفعت دخل القناة مليارين من الدولارات ( من خمس مليارات الي سبع مليارات سنويا) و استصلاح مليون و نصف مليون فدان من الاراض الزراعية و خمس مدن صناعية عملاقة بتكلفة تزيد عن ملياري دولار اضافة الي مشروعات صناعية في قطاع البتروكيماويات ( مطاط صناعي و بولي بروبلين وبولي بيوتادين غير مصانع الاخشاب) ولا بد من الحديث عن تنمية محور قناة السويس ليجعلها من اهم مناطق العالم الاقتصادية . ولا ننسى مشروع العاصمة الادارية الجديدة التي ستساعد في تنمية واتساع القاهرة والاقلال من الازدحام و توفير خدمات متكاملة في موقع واحد .

و اود هنا الاشارة الي واحد من اهم االمشاريع الزراعية و المائية و اقصد مشروع الدلتا الجديدة وهي مبادرة تنموية كبرى بقيمة عشرة مليار دولار تهدف الي انشاء منطقة زراعية جديدة في الصحراء الغربية ستكتمل و تصبح جاهزة بحلول 2037

وسيشمل المشروع بناء قناة جديدة، هي قناة الحمام، التي ستحول المياه من نهر النيل إلى الصحراء الغربية. وسيبلغ طول القناة 114 كيلومترا وستبلغ طاقتها 10 ملايين متر مكعب من المياه يوميا.

وسيشمل المشروع أيضا بناء بنية تحتية جديدة للري، بما في ذلك القنوات والسدود والخزانات. وسيشمل المشروع أيضا زراعة محاصيل جديدة، بما في ذلك القمح والذرة والأرز

ومن المتوقع أن يخلق المشروع 1.5 مليون فرصة عمل خلال عشرين عاما وأن يزيد الإنتاج الزراعي في مصر بنسبة 50٪. ومن المتوقع أيضا أن يساعد المشروع في تقليل اعتماد مصر على الأغذية المستوردة لانه سيزيد الانتاج الزراعي بنسبة 10%.

إنه تحد كبير لمصر و هي قادرة علي التحدي مثلما اثبت التاريخ .وتعبتر تلك المشاريع وغيرها من التحديات التى تواجهها مصر مقدار ما لديها من القدرة على تحويل الاقتصاد المصري للافضل وجعل البلاد أكثر أمنا غذائيا و لها تأثير إيجابي على المواطن المصري.

مشاريع مصر العملاقة مهما كانت التكلفة و مهما كان الوقت لاكتمالها هو نجاح كبير هندسي واداري و يخدم مستقبل مصر. واعتقادي ان مصر بمشاريعها العملاقد تلك تسير على الطريق الصحيح و حين الانتهاء منها في الوقت المحدد لها وفي حدود الميزانية – حتى و ان تعدتها لاموامر تغييريه تخدم المشاريع – لها تأثير إيجابي على الاقتصاد المصري و الدولة العصرية الحديثة.

ومن المتوقع بل المؤكد أن تحول المشروعات العملاقة الاقتصاد المصري الي اقتصاد مزدهر يحقق ثمار مضاعفة لما صرف عليها ويجعل البلاد أكثر أمنا غذائيا و اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا.

مقالات ذات صلة