نصرالله: سلاح المقاومة لحماية لبنان وموضوع الرئاسة شأن داخلي

نصر الله : استهداف المدنيين لا يمكن أن يترك

حرير – أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن استهداف المدنيين لا يمكن أن يترك، واستهداف المقاومة لكريات شمونة بعدد من صواريخ فلق وكاتيوشا كان ردًا أولياً، وأقول للصديق والعدو إن نساءنا وأطفالنا الذين قتلوا في النبطية والصوانة وغيرها من قرى الجنوب سوف يدفع العدو ثمن سفكه لدمائهم.

وخلال الاحتفال الذي اقامه حزب الله لمناسبة يوم القادة الشهداء قال السيد نصر الله ان المقاومة من صفاتها ومميزاتها الأساسية أن علماءها وقادتها تقدموا ليكونوا شهداء وأحياناً مع عائلاتهم الشريفة، مؤكدًا أننا نحن اليوم أقوى أملاً ويقيناً بالنصر الآتي.

ورأى السيد نصر الله أن هذه القوافل من الشهداء والجرحى ومن الأهالي الذين هُجروا ودمرت بيوتهم منذ بداية الصراع مع العدو كانت الصفة الأهم أنهم لم يضعفوا مهما كبرت التضحيات وواصلوا الطريق وحفظوا الوصية.

وشدد على أن هذه التضحيات لا تنطلق من حالة عاطفية أو حماسية أو انفعالية بل انطلقت من منطلق الوعي والبصيرة والمعرفة للأهداف والتهديدات والفرص وصحة وسقم الخيارات الأخرى والجهاد في سبيل الله والتجارة الرابحة معه.

وتابع: العدو الذي يظن ان بقتله لمجاهدينا وهدمه للمنازل يمكن ان يدفعنا الى التراجع وان يجعلنا نضعف فشهادة قادتنا تجيب، وما جرى في النبطية امر متعمد لأن العدو كان يستطيع تجنب قتل المدنيين بالطريقة التي حصلت، ونحن في قلب معركة حقيقية وفي موضوع المقاتلين فاستشهادهم جزء من المعركة، وعندما يصل الأمر إلى المدنيين فهذا الأمر له حساسية خاصة وهو ليس بجديد منذ بدايات المقاومة.

وقال: في شباط عام 1992 وضعت المقاومة معادلة حماية المدنيين وتكرّس ذلك في تموز عام 1993، ونحن لا نتحمّل موضوع المسّ بالمدنيين ويجب أن يفهم العدو أنه ذهب في هذا الأمر بعيدًا.
وأشار السيد نصرالله الى ان هدف العدو من قتل المدنيين هو الضغط على المقاومة لتتوقف لأن كل الضغوط منذ 7 أكتوبر كان هدفها وقف جبهة الجنوب.

وأضاف: الجواب على المجزرة يجب أن يكون مواصلة عمل المقاومة في الجبهة وتصعيده وعليه أن يتوقع ذلك، نحن نحمل شهداءنا ونشيّعهم ونقول للعدو أن قتلك لأهلنا سيزيدنا إيمانًا وتصميمًا وأمس ضربنا مستوطنة “كريات شمونة” بعشرات صواريخ الكاتيوشا وبعدد من صواريخ فلق كردّ أوّلي، داعياً
الأمريكيين والصهاينة أن يعرفوا أنهم في فلسطين أيضًا أمام شعب لن يتراجع مهما بلغت التضحيات ومهما بلغ البذل، والمقاومة في لبنان تملك من القدرة الصاروخية الهائلة والدقيقة ما يجعل يدها تمتدّ من كريات شمونة إلى إيلات.

وتابع السيد نصر الله: الإخوة في اليمن واصلوا حتى اليوم استهداف السفن الأميركية والبريطانية ولكن تبقى المعركة الأساسية ما يجري في غزة، ومنذ عام 1984 هناك عنوان مطروح حول كلفة المقاومة وثمنها وتبعاتها والتضحيات المترتبة عليها، وأمام المشروع الأميركي والمشروع الصهيوني في المنطقة نحن أمام خيارين إما المقاومة أو الاستسلام. كلفة الاستسلام كبيرة وخطيرة وباهظة جدًا ومصيرية جدًا، وثمن الاستسلام في لبنان كان يعني الهيمنة السياسية والاقتصادية الاسرائيلية على بلدنا، ولو استسلم الشعب الفلسطيني لكان اليوم أهل غزة خارجها وأهل الضفة خارجها وحتى أهل أراضي 48 خارجها.

وقال السيد نصرالله: المقاومة في فلسطين جعلت الكيان الصهيوني يعيش أزمة وجود وكانت ذروته في طوفان الأقصى، واليوم في غزة والضفة وجنوب لبنان واليمن وسوريا وإيران وكل المنطقة يجب ألا تغيب هذه الحقيقة عنا على الإطلاق حقيقة ثمن المقاومة وثمن الاستسلام، أليس من الذل والهوان والضعف والوهن أن دولًا تحكم ملياري مسلم لا تستطيع أن تدخل الدواء إلى أهل غزة.

وأضاف: انطلاقًا من ذكرى شهادتهم فإن من نقاط قوة المقاومة هو التبيين والشرح والوضوح، واليوم من جملة الأمور الملقاة على عاتقنا تبيان الحقائق لأن ما جرى من 7 تشرين إلى الآن تزوير إسرائيلي هائل للحقائق، والإعلام الإسرائيلي عمل على تشويه صورة المقاومة وحماس في 7 تشرين وأن تجعل منها «داعش»، ولم يستطع الإسرائيلي أن يقدّم للعالم طفلًا واحدًا مذبوحًا أو فتاة اغتُصبت بل إن المستوطنين الذين حُرقوا قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي، وإذا فُتح تحقيق حول 7 أكتوبر سينهار الأساس الأخلاقي والقانوني الذي يدّعيه نتنياهو وبايدن بإصرارهما على القضاء على حماس.

وأشار الى ان كثيرين صدّقوا التزوير التاريخي الإسرائيلي بخصوص 7 أكتوبر بما في ذلك دول تقول أنها صديقة لحركة حماس، و«إسرائيل» في كل يوم تقتل وتجرح المئات من النساء والأطفال والعالم ساكت، والمقاومة الفلسطينية تعرّضت منذ 7 تشرين الأول إلى اليوم لأبشع عملية تزوير وإهانة تعرضت لها مقاومة في تاريخنا، وأكبر ظاهرة نفاق يشهدها العالم اليوم هو موقف الإدارة الأميركية مما يجري اليوم في غزة، والمال والسلاح والصواريخ والقذائف المدفعية لدى الإسرائيلي الآن يأتي من واشنطن وإن أوقفت الولايات المتحدة الجسر الجوي إلى الكيان سيتوقف العدوان على غزة، والذي يصر على هدف القضاء على حماس هي أميركا أكثر من «إسرائيل».

وقال السيد نصر الله: المسؤول عن كل قطرة دم في المنطقة هي الإدارة الأميركية أما المسؤولون الإسرائيليون فهم أدوات تنفيذ، وكان الهدف الإسرائيلي هو تهجير الفلسطينين من فلسطين المحتلة أهل الضفة إلى الأردن وأهل غزة إلى مصر وأهل الـ٤٨ إلى لبنان، وعملية «طوفان الأقصى» كشفت هذا الهدف الإسرائيلي الذي كان يعمل له منذ سنوات لإقامة دولة يهودية خالصة من البحر إلى النهر، ومشروع الدولة اليهودية الخالصة يستهدف الفلسطينيين بشكل رئيسي وهو أيضًا يشكل خطرًا على الأردن ومصر ولبنان.

وقال: نحن نطالب أن يكون الجيش اللبناني جيشًا قويًا مقتدرًا لكن أميركا هي التي تمنع أن يكون الجيش اللبناني قويًا. والمقاومة الشعبية أثبتت جدواها في إنجاز التحرير في فلسطين وفي العراق. ومهما قلنا وشرحنا ستكون ألسنتنا عاجزة عن توصيف المقاومة الأسطورية في غزة والصمود الأسطوري لهذا الشعب.

وأضاف: في بلد كلبنان يجب أن نتمسك بالمقاومة وسلاحها وإمكاناتها أكثر من أي وقت مضى لأن هذا الذي يجدي وهذا الذي يجعل العدو يرتدع ويخاف وهذه ميزة المقاومة الشعبية، والإسرائيلي والأميركي لم يتوقعا أن تكون لدى المقاومة في لبنان الإرادة والشجاعة لفتح الجبهة لمساندة غزة، وهدفنا جميعًا في محور المقاومة دولًا وشعوبًا وحركات ومقاتلين كان وسيبقى أنه في هذه المعركة يجب أن يهزم العدو ويجب أن تنتصر غزة.

وقال: المقصود بهزيمة العدو في هذه المعركة هو فشله في تحقيق أهدافه، ومعركتنا هي إلحاق أكبر قدر من الخسائر المادية والبشرية بالعدو لنفرض عليه الهزيمة والانسحاب، وهدفنا صمود المقاومة وصمود أهل غزة وصمود جبهات الإسناد سواء الإسناد العسكري الميداني أو الإسناد السياسي واللوجستي، والمعني بالتفاوض السياسي هو الفصائل الفلسطينية التي فوّضت حماس ونحن لا نتدخل بما يجري في المفاوضات.

وحول ملف رئاسة الجمهورية قال السيد نصرالله: لا حزب الله ولا حركة أمل ولا أي فصيل مشارك اليوم على الجبهة تحدث عن فرض رئيس جمهورية أو تعديل بالحصص أو النظام السياسي على ضوء الجبهة، وموضوع المقاومة هو خارج هذه الحسابات كلها وهذه مسألة ترتبط بالدفاع عن لبنان والجنوب وشعبنا وكرامته.

وأشار الى ان سلاح المقاومة ليس لتغيير النظام السياسي والدستور ونظام الحكم وفرض حصص طائفية جديدة في لبنان، وسلاح المقاومة لحماية لبنان وموضوع الرئاسة في لبنان شأن داخلي، وسلاح المقاومة هو لحماية لبنان وشعبه وكل اللبنانيين سواء قاتل على الأرض اللبنانية أو بمواجهة «إسرائيل» أو بمواجهة التكفيريين في سوريا.

وختم السيد نصر الله قائلا: الحدود اللبنانية البرّية مرسّمة وأي مفاوضات ستكون على قاعدة «أخرجوا من أرضنا اللبنانية»، وثقافة مقاومتنا هي ثقافة حياة وكرامة وليست ثقافة ذلّ وهوان واستسلام.

مقالات ذات صلة