الاحتفال باليوم العالمي ” للعصا الابيض”

يشارك الأردن العالم اليوم، الاحتفال باليوم العالمي للعصا البيضاء، والذي خصصته الأمم المتحدة لدعم المكفوفين؛ لزيادة فهم قضاياهم والتعرف على حقوقهم واحتياجاتهم.

وتكمن أهمية “العصا البيضاء”، في كونها إشارة للشخص الكفيف، والشعور بالأمان عند المشي عبر معرفته بما قد يواجهه أمامه في الطريق العام، والشعور بالاستقلالية وعدم الاتكال على الآخرين عند الذهاب لأي مكان، وبذلك تعزز “العصا البيضاء” ثقة الشخص الكفيف بنفسه.

وبحسب الناطق الإعلامي بوزارة العمل محمد الخطيب؛ فقد أولت الوزارة اهتماما خاصا بمسألة تشغيل ذوي الإعاقة، عبر استحداث قسم للإشراف على الاعمال المتعلقة بتشغيلهم، ومتابعتها، لدمجهم في سوق العمل، ومن ضمنهم الأشخاص ذوو الإعاقة البصرية.

وقال إن مهام وواجبات القسم؛ تتمحور في تطوير مهارات الموظفين وبناء قدراتهم؛ لتعزيز دورهم بتضمين قضايا الإعاقة في اعمال الوزارة بالتعاون والتنسيق مع الجهات المعنية، وأبرزها المجلس الاعلى لحقوق الاشخاص ذوي الاعاقة، وكذلك تضمين قضايا الإعاقة في سياسات واستراتيجيات وبرامج الوزارة، ووضع آليات عمل تنظم عملية تشغيلهم.

واضاف ان الوزارة تحدث قاعدة البيانات دوريا؛ من حيث الباحثون عن عمل، والمشتغلون من الأشخاص ذوي الاعاقة والشركات، وتمويل برامج تدريب مدعومة لتشغيلهم.

ولفت الخطيب الى إصدار دليل حول تشغيل الأشخاص ذوي الإعاقة، وتدريب مدربين عليه، وتهيئة الدليل بالأشكال الميسرة للأشخاص ذوي الإعاقة، مشيرا الى أن الدليل يتضمن كيفية التفاعل مع هذه الشريحة من صاحب العمل وموظفي الوزارة.

وأشار الى تأهيل مدخل مبنى الوزارة وعدد من المديريات، ووضع لاصق اصفر على الأبواب الزجاجية لضعاف البصر ومانع الانزلاق على الأدراج، ولاصقات أخرى على طريقة بريل، على لوحة مفاتيح المصعد بالوزارة، وتنفيذ زيارات ميدانية للمديريات للتحقق من أماكن تقديم الخدمة ومدى ملاءمتها للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية، والتوصية بإعادة تأهيلها لهذه الغاية.

ولفت الى ان مديريات واقسام التفتيش تعمل وباستمرار، على التحقق من مدى تطبيق المادة 13 من قانون العمل لدى مؤسسات القطاع الخاص، حول تشغيل النسب المحددة في قانون الاشخاص ذوي الاعاقة.

مسؤولة برامج في مشروع التمكين الاقتصادي والمشاركة الاجتماعية للأشخاص ذوي الإعاقة نايفة الكردي، قالت ان “المشروع يهدف إلى بناء قدرة الوزارة على تقديم الدعم والمساندة للأشخاص ذوي الإعاقة، وتطوير آليات تعزيز تشغيلهم”.

وبينت الكردي ان المشروع الذي بدئ به بالتعاون مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا) يهدف لتطبيق خدمات مدرب العمل في الأردن والوصول إلى 50 % من معدّل استمرار الأشخاص ذوي الإعاقة في العمل.

واشارت الى مجموعة أنشطة رئيسة، يحتويها المشروع من حيث تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة باستشارة النظراء والأنشطة الجماعية، اذ يعتبر مفهوما مبتكرا وجديدا، يسعى لتمكينهم بتشارك الخبرات، لإعادة بناء العلاقات الاجتماعية والعودة للمشاركة المجتمعية.

المدربة في المركز السعودي لتأهيل وتدريب الكفيفات الدكتورة اسراء ابو الكشك قاله إنه بهذه المناسبة، اقام المركز دورة تدريبية حول فن التعامل مع المكفوفين، استقطبت فيها مؤسسات مجتمع محلي وجهات معنية، لإلقاء الضوء على الاعاقة البصرية واسبابها وانواعها، والتعريف بالعصا البيضاء ومفهومها وقانونها وكيفية استعمالها.

واضافت ان هذه الدورة، تأتي في سياق التعريف بمفهوم فن الحركة والتنقل وأساسياته للكفيف والمرشد، والتعريف بالمفاهيم الخاطئة حول الكفيف وحركته وطرق مساعدته، لكون الحاجز الأكبر الذي يعوق تفاعل الكفيف مع مجتمعه، يتجسد في مواقف المبصرين منه.

مديرة الموارد البشرية في شركات خاصة بالملابس والأزياء آلاء العوايشة، قالت ان المعنيين بتشغيل ذوي الاعاقة في الشركة، عينوا منذ ثماني سنوات مضت، أشخاصا ذوي إعاقة من باب العمل الإنساني، لكنهم ما لبثوا ان ادركوا بان هؤلاء الأشخاص، لديهم روح العطاء والابداع وحب العمل والقدرة على منافسة أقرانهم الآخرين بالعمل.

واضافت العوايشة؛ وجدنا فيهم الجد والإخلاص واحترام المواعيد والتقيد بالانظمة والقوانين، والالتزام بساعات العمل، منوهة الى شعورهم بدورهم الفاعل والمنتج في المجتمع، اذ تمكن احدهم بعمله لدينا قبل ثلاث سنوات، من اكمال مشوار حياته وبناء حياته الزوجية.

(بترا)

مقالات ذات صلة