أمانة يا دنيا أمانة.. أحمد حسن الزعبي

اعتاد رجل على شراء “باكيت علكة” في الصباح وهـو في طريقه إلى العمل

بقي على هذا الحال لشهور طـويـلـة إلـــى أن اسـتـيـقـظ بـداخـلـه المستثمر الذكي والاقتصادي الفذ، فقال في نفسه: مـاذا لو اشتريت مصنع العلكة ً كاملا؟ بهذه الطريقة أقـــوم بـتـوفـيـر ثـمـن الـعـلـكـة التي اشتريها بشكل يومي وسوف أسترد ثمن المصنع بعد مليون وأربعمئة ألف سنة فقط .
بالفعل ّقدم على قـــرض بـنـكـي كـبـيـر بــفــائــدة ّ مـركـبـة واشــتــرى الـمـصـنـع، وبـعـد أن رهـن منزله وسيارته وأرضه الزراعية، صار يدفع راتبه ً كاملاويعمل ً عملا إضافيا لـيـسـد قــســط الــقــرض مــقــابــل أن
يحظى”بعلكة مجانية” مدى الحياة ..
هذا الحال يشبه نيّة أمانة عمان شراء 100ســيــارة جـديـدة بقيمة مليونين و239 الف ٍ دينار فقط، وعمل مجزرة “سكرابية” لسياراتها العاملة ونقلها إلـــى مــثــواهــا الأخــيــر فــي سـاحـة “الشطب”..

بعد أن دققت بتفاصيل السيارات المنوي ابتياعها وجدت أنها سيارات صغيرة تعمل على الكهرباء مهمتها

الإشـــراف والـرقـابـة.. وأن الـضـرورة الملحة غائبة عن قـرار الـشـراء.. فلا وجـــود لـلـكـابـسـات أو الــقــلابــات أو كاسحات الثلوج أو حتى أي ّ معدات خدمية أخــرى، وإنما جـاء هـذا القرار الغريب ليبدل أسطول مكان أسطول .

ويـا ليت التبديل كـان عند الضرورة فـقـط، سـيـارة بــدل سـيـارة او عشر سيارات مقابل عشر سيارات.. وإنما اقــتــراف مـقـبـرة جماعية لأسـطـول كامل من السيارات، وعليه يجب ان يوضع أكثر من خط تحت هذا التوجه..
لا أدري كـم يشكل هــذا الــقــرار من “الضرورة” لدى الأمانة حتى تجتمع وتنسب بـه لرئاسة الــــوزراء، بينما أذرعـهـا الاستثمارية معطلة…!!
على سبيل الـمـثـال حــدائــق الـمـلـك عبد الله في الرابية منذ سنوات وهي مدينة أشباح حقيقية، محلات مغلقة مدينة ترفيهية مهجورة، زجاج مكسر، ومــكــان جميل واسـتـراتـيـجـي لكنه مهمل ومـنـسـي ويــنــزف كــل يـوم فرصا ضائعة…
أليس الأجدر أن توجه الملايين “المتوفرة” لإعـادة تأهيل هــذه الـحـدائـق ورفــد خزينة الأمـانـة بأموال ّ تتبخر ببيروقراطية القرار ..
أليس الأجدر تأمين المعدات الضرورية للخدمات اليومية التي تقوم بها فرق الأمــانــة مـن صيانة طــرق وتنظيف واستعداد لموسم الشتاء القادم… سـيـارات الكهرباء تـرف مقدور عليه يأتي بعد تأمين “الكريكات” والعربات والـكـابـسـات الــلازمــة..
ثـم إنـنـي لا استطيع ان أتـخـيـل ان 100ســيــارة تعطّلن فجأة ويجب استبدالهن دفعة واحدة…
يعني لو “رشيتوهم” بــ”بف باف” وسكرتوا عليهن الباب ما خربن مع بعض!

مقالات ذات صلة