عودة شاليط… تطبيع واضح

حاتم الكسواني

اما وقد عادت هذه الشخصية إلى الظهور فإننا نعتقد بان قرار توقف هذه الشخصية لفترة قصيرة من الزمن ، إنما كان شكلاً من أشكالِ الإستراحة او ” مكافات الشر” من نقد المجتمع لها.

وتثير  عودة هذه الشخصية للظهور في برنامج تشويش واضح أكثر من سؤال :

– فهل وجود هذه الشخصية مرتبط بعقد بين المنتجين وجهة ما.. كما هو الأمر مع كل من يتعاملون مع المنظمات الدولية الإملائية من قبل مايسمى  منظمات المجتمع المدني؟!

– وهل يصدق من يقدم مثل هذه المواد انه يقوم بدور توعوي بين اوساط المجتمع بينما واقع ظهور هذه  الشخصية  يقول بانها شخصية مهيمنة وتتلاعب بمذيع البرنامج  ومحطته فهي تدخل للحدث  فجأة وتخرج متى تشاء… ولهذا دلالات فنية .

– هل تنفصل سياسات المحطة عن سياسات منتجي البرنامج ام أن  المحطة وإدارتها تملي قناعاتها علي شركة  ” فوق الساده” المنتجة للبرنامج؟!

ام ماذا؟!

وعليه فإننا نعيد نشر مقالتنا السابقة ،. التي تزامنا معها تم توقيف ظهور هذه الشخصية في برنامج تشويش واضح، إما بالمصادفة او تخوفا من تأثيرها الذي كان  سيشبه تدحرج كرة الثلج.

وفيمايلي مقالتنا السابقة :

جميل جدا ان تكون فناناً كوميدياً ناقداً يحبه الناس ويؤثر بهم، لكن خطيرٌ جداً  أن  تكون غير واعٍ لما تقدم وخطورة أثر  ما تقدم.

منذ زمن وانا حائر بشخصية اليهودي شاليط في برنامج تشويش واضح الذي تقدمه شاشة رؤيا.

ما الهدف منها… وماذا تقول ؟!

هل هي شخصية عنصرية عنيفة ميكافيلية تقتل وتشرد وتسجن وتصادر الحريات وتحكم أحكاما لم يرى التاريخ مثيلا لها دون أسباب .

هل تقيم الحواجز وتصادر الأراضي وتهدم المنازل على رؤوس أصحابها.
هل تحرق الأطفال أحياءا والآمنين نياما في منازلهم و.. و.. و.. من كل ألوان العسف النازية التي يقترفها اليهود الصهاينة في بلادنا .
شخصية اليهودي في تشويش واضح  أرى أنها  تسوق اليهودي كشخصية مقبولة خفيفة دم ..ألعبان …ذكي .. لكنه مسالم غير عنيف

يتحمل  هجوم  وسلبية المذيع العربي الذي يطرح المفاهيم والممارسات الإسرائيلية ليسمع تبريرها من اليهودي الذكي الذي يقدم بضاعته سريعا، ثم يمضي دون إعطاء المذيع اي فرصة للتعقيب سوى ضحكة بلهاء.
هذا البرنامج ” تشويش واضح”  وبلا أدنى شك  يدعونا منذ إنتاجه قبل عدة سنوات   لقبول الآخر.. اليهودي الصهيوني.. المسالم.. الذكي.. خفيف الدم.

ولأن تكوين الإنطباع من خلال وسائل  الإعلام  يعمل على المدى الطويل بآلية تركيب الصورة المقطعة ، فإن هذا البرنامج هو أحد قطع  الصورة التي أدت  إلى  التطبيع العربي الإسرائيلي ، وأحد ادواتها  .

–  وتبا لهكذا فن .

مقالات ذات صلة