الإبادة لسحق الإرادة عبدالله الخاطر ديسمبر 7, 2023 عقيدة الدمار الأمريكي حتمت النقل المباشر للإبادة لردع كل من تسول له نفسه طلب الحرية، مقصود ان يقوم الوكيل الصغير ببث نموذج الرعب المطبق والمعتاد من هيروشيما ونجازاكي والسكان الأصليين في الامريكيتين الذي نجح واستقامت عليه عقيدة الرعب، فالاستعمار والابادة عادة متأصلة في الذات الأوروبية كالحمض النووي هكذا تم الاستيلاء على الاراضي من السووالاباشي واقوام امريكا من حضارات الازدك والانكا المتقدمة على برابرة اوروبا، لكن هذه المرة فشلت امريكا لكنها لا تعرف الفشل حتى تفشل، واستأصلوا اكثر من 36 مليون انسان وادعوا بان كولومبس اكتشفها ويعيش على ارضها عشرات الملايين من البشر وغيرهم يتم اجتثاثهم، الجهل بالامم والحضارات جعلهم يسمونهم «هنود حمر» وهم ليسوا بهنود ولا بحمر بل هم السكان الأصليون، وتم احياء روح الاستعلاء وبث المعنويات فيها وتجذرها في الحرب العالمية الثانية خاصة بعد كسر اليابان بقنبلتين ذريتين كان ثمرتهما الانتصار في الحرب العالمية الثانية، وانطلاق حلم الدولة العظمى والامبراطورية الامريكية وتسلم الارث الاستعماري الانجلوسكسوني من بريطانيا والقوى الاوروبية الاستعمارية الاخرى، وفي مركزيتها الهيمنة على العالم والاستيلاء على المنطقة العربية ومواردها وحرمان سكانها من اي مردود، ومن اجل الاحتفاظ بذلك كان لابد من تقسيم الأمة العربية واضعافها واعاقة نهضتها كما وصى بنرمان من قبل وبغرس كيان غريب في وسط هذه الأمة من اجل التحكم في مقدراتها من شعوب وموارد وموقع جغرافي ومضائق بحرية وتسخيرها في خدمة المشروع الامبراطوري الامريكي، واي تهديد لهذا الكيان هو تهديد لامريكا ولذلك اضعاف كل الدول المحيطة والعربية والاسلامية وزرع الفتن وتقسيم المقسم واغتيال العلماء والمفكرين حتى راسمي الكاريكاتير، لذلك دع العالم يعرف من الصين والى روسيا ان هذا هو الخط الاحمر بعد كل التراجعات من افغانستان والعراق والنهوض التركي وبوادر نهضة عربية، جعلهم يرون ما نحن قادرون على فعله من ابادة جماعية وابادة بشرية ودمار وجرائم حرب، نحن صنعنا القانون الدولي ونحن من يسيطر عليه ونحن من ينقضه ونحن من يهيمن على الأمم المتحدة ونحن من يقرر في مجلس الامن ونحن من يلغي كل هذا بقرار من البيت الابيض كما فعل بايدن، انسهم الانسانية وانسهم القانون الدولي انسهم كل ما تعلمته الانسانية بعد الحرب العالمية الاولى والثانية وضرورة الحرص على التقيد بالقوانين الحاكمة لسلوكيات الافراد والمؤسسات والعسكر، انسهم كل هذا لأن الأمن القومي الامريكي على المحك فهزيمة مثل هذه يعني فقدان الهامش الحامي لامريكا فيصبح نطاق الامن القومي على حدود امريكا بعد ان كان في افغانستان والعراق واوكرانيا والآن فلسطين، كل هذا يتهاوى، لا يمكن، يجب ايقاف هذا الانهيار مهما كلف، فإطلاق بايدن آلة الحرب وتذخيرها بالمخزون الاستراتيجي الامريكي وبكل ما انتجه المجمع الحربي الصناعي الامريكي من فظائع وتقنيات بالقائها على الاطفال وكبار السن والنساء دون مبالاة بل محاولة تعظيم الالم والاصابات هو غاية وايمان وعقيدة، ان منطق القوة هو سيد الموقف وهو الفاصل، استحضر كل القوات الخاصة نخبة النخبة من الدلتا الى السيل الى فرق المرتزقة من اوكرانيا الى القوات الخاصة البريطانية والاوروبية، لكن غزة الاسطورة واهلها ومقاومتها الهمت العالم وكشفت كم هو مضلل ومخدوع حتى بكى العالم وتمنى قدماء المحاربين الامريكان زوال سيطرة امريكا وندموا على ما قاموا به من حروب، نعم الآن الشعب الامريكي والشعوب الاوروبية ولكل مرة ترى انها كانت تحارب مع الشيطان، بعد ان كانت تؤمن انها تحارب الشيطان، غزة تشكل الضمير العالمي وترسخ قوة المنطق بدل منطق القوة وتصنع خيارات المستقبل للانسانية وتكشف الحجاب عن عيون العالم الحائر امام المشهد المتبلور امامهم من يتبنى حماية النظام العالمي يتخلى عنه اليوم والعالم يشاهد ما يقوم به، لم يعد من الممكن بعد ان قوض دوره ومكانته الاخلاقية والتزامه بالقانون الدولي اذن اصبح من الضرورة بمكان ان يتم تشكيل نظام عالمي جديد متعدد الاقطاب وقادر على استيعاب التحولات والمتغيرات في العالم والمجتمع الدولي ويحمي المثل والمبادئ الاخلاقية، امريكا يبدو انها على استعداد لفقدان دورها ومكانتها من اجل الاحتفاظ بنفوذها في الشرق الاوسط، لكن ليس عن طريق الشراكات والتحالفات لا بل عن طريق الإبادة البشرية، يا له من ذكاء اورد امريكا ومن معها موارد الهلاك، اسطورة غزة والمقاومة وبناؤها الانساني اذهل الانسانية فكيف لمجموعة في سجن ومحاصرة تواجه عالم الشر وزبانيته وتنتصر وتفضح زيفه واستهتاره بالقيم الإنسانية.