أخوي الشهيد معاذ الدماني الحويطات،،

أعلم أنك لن تقرأ ما سأكتب على غير العادة ، ولكن متأكد بأنك ستشعر .
يوم أمس على باب المدينة الطبية جلست مع زيد الصرايرة وسلطان الخلايلة ومحمد الشوابكة ، ننتظر أي خبر عنك ، كُلمّا جاءت سيارة إسعاف يتوقف قلبنا لنبحث عنك بين المُصابين ، ولكننا لم نجدك ، وحطّت الطائرة ولم تكن بها أيضاَ ، سمعنا جميعاً نعرف بأنك إستشهدت ولكن الأمل ما زال يسري بنا لعّل معجزةً من السماء تنزل عليك هذه المرة ، ولكنك لم تأتي ، وصلنا خبر إستشهدام هشام رحمه الله وإبتلت عيوننا ولكن زيد قال ” بعون الله ربنا رح يعوضنا برجعة معاذ سالم ” ، كل رفقائك يُنادون إدعوا لمعاذ بيك والشباب ، يدعون لانهم يحبونك بصدق يا من كُنت تأم بهم في الصلاة .
أتى أشقاؤك وزوجتك الصابرة ، حتى خالد نسيبك الأقرب لقلبك كان يرتجف وهو ينتظر معنا ولكن دون جدوى ، لم نتحمل ما حصل ولا أخبار عنك ، جلسنا أربعتنا على الشارع وزيد يُقلّب رسائلك وأنا وسلطان نبحث في صورك القديمة ، ومحمد يستذكر طاقيتك التي أهديتها إياها قبل أيام ، ونذهب من باب لأخر نبحث عن أي شئ يتعلق بك ، ونبكي كالأطفال لفقد أخ شجاع ونشمي أردني إرتقى في عليين ، ليكون له ما أراد ، فانت بحثت عن الشهادة وأقسمت عليها منذ عملية إربد وإستشهاد راشد الروح .

أتذكر عندما قلت أن كلمة “الشهيد : التي ستكون قبل إسمك أفضل من أي لقب أخر ، ويومها قلت يا ” فتى الحويطات ” الشهيد أحسن من ألف عميد وباشا ، يكفي إن اللقب رباني ” ، أتذكر عندما إستشهد راشد الزيود وفي القلب غصة وكيف لم تحبس دموعك في تكريمه.
يا رجل !! كيف ترجل هكذا دون وداع ، كيف تذهب دون رسالة أو إتصال أو حتى لقاء عابر !! كلنا نفتقدك ، وكلنا نُحبك ، لم أرَ شخصاً واحداً يوم أمس لم يسأل عنك ، من يعرفك أو من لا يعرفك يسأل لماذا كُل هذا الإهتمام والسؤال عنك يا رفيقنا ؟ يسالون لأنهم يُحبونك ، بعد كل هذا ترحل عنا !
وكُلنا نُحبك يا اروع حويطي .

الفاتحه على روح الشهداء وشافى الله المُصابين .

حازم يوسف الفقهاء

مقالات ذات صلة