الصمت موافقة .. الصمت مشاركة

حاتم الكسواني

أن المتتبع لما يجري في غزة من خلال مشاهدة شاشات التلفزيون يكتشف أننا وقعنا بفخ إدمان الصورة لدرجة أننا سلمنا بأن الأمر سيستمر على هذه الصورة حتى تقرر أمريكا وأوروبا الإستعمارية على لسان نتنياهو ومجلس حربه بأنهم حققوا أهداف حملتهم .

وفي ظل الصمت العربي الذي نقول انه يشكل نوعا من انواع موافقة البعض على ما يجري للشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية وتاليا في فلسطين المحتلة عام 1948 , بل أنه لعمري شكل من أشكال المشاركة الكاملة في إبادة الشعب الفلسطيني حتى تخلو كل  فلسطين من مواطنيها العرب المسلمين والمسيحيين ليرتع فيها من يدعون بأنهم شعب الله المختار .

أن من لم يحركهم حتى الآن  كل هذا القتل وتقطيع الأوصال الفلسطينية ، ودمع الزلم ، وتوهان الأطفال وصدمة الشيوخ  ،وعويل النساء الفلسطينيات الثكلى ، ولم يحركهم أطفالٌ طمرت أجسادهم أو جزء منها   تحت ركام المنازل أو علقوا بين قضبان حديد البنايات المدمرة بين الموت والحياة أو بين الموت وتقطيع الأطراف لن يحركهم دفع الفلسطينيين الغزيين إلى سيناء ليتوهوا فيها  40 عاما..  أو أكثر .. وأكثر…ليتوهوا بين الرمال مقطعي الأطراف والاوصال ..مرضى .. ينهشهم برد الشتاء وحر الصيف .

إن من لم تحركهم مجازر تتلوها مجازر لن يتحركوا لنصرة أشقائهم الفلسطينيين ابدا ..ابدا ..ابدا … لدرجة انك تشك بأن عداءا محتقنًا بينهم وبين أشقائهم كعداء أشقاء يوسف ليوسف حتى يلقوه تحت وطأة القصف بأعتى الأسلحة الأمريكية .

اكثر من 15500 شهيد فلسطيني حتى الساعة يدفعنا ان نتسائل ما الذي يمنعنا من وقف هذا الهوان العربي .. ما الذي،نخاف منه ..أمريكا ؟! .. نووي إسرائيل ؟!  ..أو أي سبب آخر .. نريد من يتجرأ ليخرج ويقول لنا لماذا لم ننصر اهل غزة ؟!  ونحن نعلم أن هذا الشيلوك السادي الذي لم يخلص لأي مكان حل فيه ولم يَصدق بأي عهد وعد فيه لن يكتفي بما يحصل عليه اليوم لأن عقيدته تقول بأن أرض إسرائيل حيث تتواجد أقدام جندها وبساطيرها … لذا فهي دولة بلا حدود حتى اليوم .

لا أدري كيف ستقنعنا أمة عربية إسلامية  بصدق جهدها ومواقفها ونواياها وهي تقع تحت سطوة وسيطرة القواعد العسكرية الأمريكية ، وكيف ستنتصر أمة لا تؤمن بالوحدة والعمل العربي المشترك وتلغي من قاموسها إتفاقية الدفاع العربي المشترك وهي تواجه نهش الأمم لها ولاراضيها ولخيراتها  من كل صوب وحدب  .

أن المضحك المبكي أن تكتشف خديعة  إيران  وتصريحاتها اليومية المضللة.

فإيران اوقعت المقاومة الفلسطينية بمطب خوض معركتها منفردة خلافا لشعار وحدة الساحات وتهديداتها المتكررة بأن استمرار العدوان سيجر المنطقة إلى حرب إقليمية .. وبعد كل هذا الذي جرى لم يصل  الأمر للخطر الذي يستوجب تدخلها … واغلب ظني أن ما يقوم به حزب الله هو قرار على عاتقه خجلا من صورته التي ستتشوه تبعا لعدم مصداقيته والتزامه بوحدة الساحات ، ومما فعلته إيران … راعية ”  محور المقاومة ”  .

اما تركيا فكل التجارب معها تؤكد تلونها ومناوراتها التضليلية … فكل هذه التصريحات التي اطلقتها آنية سيختفي أثرها بعد إنتهاء المعركة لأن لتركيا مصالح اقتصادية وعسكرية مع إسرائيل تفوق كل مصالح الدول العربية والإسلامية الأخرى .

اما باقي الدول الإسلامية فهي  لم تقدم اي موقف حقيقي لنصرة الشعب الفلسطيني بل انها رفضت في مؤتمر قمة الرياض أن توقع على بيان سحب سفرائها  من دولة الكيان الصهيوني .

والكلام يطول … ندعو الله أن يثبت المقاومين في غزة وأن يمد شعبها بالقوة والصبر وبكل أسباب القدرة على الصمود في أرضهم ونعود للقول:

أن الصمت العربي والإسلامي مشين ، ويصنف تحت باب الموافقة والمشاركة بإبادة الشعب الفلسطيني بصورة من الصور  . .. ونرجو أن يثبت خطأ تقديرنا .

مقالات ذات صلة