العناني :في أي مفاوضات قادمة ستكون حماس في العمارة ولكنها لن تكون على الطاولة .

مع إنتهاء الحرب سنكتشف بأن إسرائيل يعتريها خللا فادحا قد تتطور نتائجه لحدوث حرب أهلية بين القوى والتيارات والجماعات الإسرائيلية

حرير خاص – حاتم الكسواني

 

لَيسَ التّعَلّلُ بالآمَالِ مِن أرَبي

وَلا القَناعَةُ بالإقْلالِ من شِيَمي

ببيت الشعر هذا للمتنبي بدأ الدكتور جواد العناني نائب رئيس الوزراء الأسبق مقاربته حول نتائج معركة طوفان الأقصى وما بعدها أمام جمهور جماعة عمان لحوارات المستقبل تدليلا على واقعية ما سيذهب إليه من مقاربات .

وذكر العناني بأن المقاومة الفلسطينية قد ضربت إسرائيل ضربة شديدة الوقع على الجسم الإسرائيلي بشكل أبقى المسؤولين الإسرائيليين يترنحون تحت أثرها حتى اليوم .

وأكد العناني بأن إسرائيل دولة ليس مستحيلا إصطيادها في ساعة غفلة ووضعها في حالة الانهيار.

ويقدر العناني بأن لا إسرائيل ولا المقاومة الفلسطينية تستطيع لوحدها إنهاء الحرب  ، وتبعا لذلك فإن الرئيس الأمريكي جو بايدن وغيره من داعمي إسرائيل عملوا على  بناء جسور لمصلحة إسرائيل بسبب شدة ضربة المقاومة الموجعة لها .

ولفت العناني إلى حالة الارتباك التي يعيشها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بدلالة إطلاقه تصريحات حرب بسقوف عالية ثم سرعان ما يعود للتنازل عنها ، الأمر الذي يؤشر إلى عدم وجود إدارة سياسية لدى إسرائيل مثل التي تعودنا عليها قبل عملية طوفان الأقصى .

بالمقابل فإن العناني يرى بأن الحاضنة الشعبية لحماس وقوى المقاومة في غزة مازالت تلتف بقوة حولها دون أن يقوم أي أحد بإنتقادها رغم ما أصابهم من آلام وأضرار وقتل وتدمير .

وتعرض العناني للموقف الأردني الذي رأى فيه موقفا متقدما عن باقي مواقف الدول العربية الأخرى مما زاد من شعبيته في عيون الشعب الفلسطيني ملكا وحكومة وشعبا ، ويرونه موقفا صادقا ومسؤولا ومخلصا .

وحول مقاربته لما ستكون عليه الصورة بعد إنتهاء الحرب وصمت صوت المدافع قال العناني :

مع إنتهاء الحرب سنكتشف بأن إسرائيل يعتريها خللا فادحا قد تتطور نتائجه لحدوث حرب أهلية بين القوى والتيارات والجماعات الإسرائيلية .

وقال العناني رغم المدة الطويلة للصدام الإسرائيلي الفلسطيني إلا أن المخزون الاحتياطي للمقاومة الفلسطينية من السلاح والعتاد والتأييد ما زال موجودا ، وأن المقاومة كانت قد خططت لهجومها ومعركتها تخطيطا جيدا .

وعبر العناني عن قناعته بأن أية مفاوضات قادمة ستشارك حماس فيها ولكن  بصورة غير مباشرة معبرا عن ذلك بالقول : في أي مفاوضات قادمة ستكون حماس في العمارة ولكنها لن تكون على الطاولة .

وأضاف قائلا : في تقديري أن إسرائيل ستقبل بحماس كطرف لبناء السلام معه لأنها الطرف القادر على إلحاق الأذى بها .

كما قدر العناني أن المرحلة القادمة بعد الحرب لن يكون فيها بحث لتهجير الفلسطينيين من غزة لسببين :

الأول عدم توفر الدفاعية عند الفلسطينيين لمغادرة بلادهم وتمسكهم بالبقاء فيها تحت كل الظروف حتى لا تتكرر  في حياتهم نكبة جديدة .

والثاني بسبب توجه الدول المحيطة خاصة  الأردن ومصر لمنع  أي عملية تهجير  إليهما .

وحول تقديراته عمن سيلي نتنياهو لقيادة الحكومة الإسرائيلية فقد رجح العناني أن يكون يوسي بيلين السياسي من حزب العمل هو الأوفر حظا بذلك و طبقا للترجيحات  الإسرائيلية .

ويرى العناني بأن الحرب ستنتهي بخروج إسرائيل من غزة مع شروط تقيدها وحركات المقاومة الفلسطينية بعدم اللجوء إلى الحرب والصدام العسكري ، كما يرى بأن غزة ستشهد حركة إعمار كبيرة جدا بعد الحرب يتم معها على الأرجح فتح ميناء غزة وذلك تمكينًا لعملية إستخراج كميات الغاز الكبيرة المتوفرة بالقرب من شواطئ غزة مدللا بالنظرية الإقتصادية القائلة بأن ” الشعوب تبدى مقدرة كبيرة على البناء بعد الحروب ”

ويرجح العناني أن تشهد المرحلة القادمة إتفاق بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية على مشروع وسط بين مشروعيهما الحزام والطريق الصيني و الممر الاقتصادي الجديد الذي سيربط الهند بدول الخليج وإسرائيل ثم أوروبا .

ويرى العناني بأن إيران خسرت من سمعتها ووزنها السياسي أثناء معركة طوفان الأقصى وهي الآن تحاول أن تبيض وجهها والحد من خسارتها نتيجة عدم وضوح مواقفها وترددها وتراجعها عن شعاراتها وتهديداتها القوية لإسرائيل قبل طوفان الأقصى .

ولفت العناني بأن إيران هي التي عطلت مشاريعنا الإقتصادية مع العراق ، وأن الأردن يطمح أن لا تقف إيران في طريق علاقاتنا مع الدول العربية التي تدور في فلكها.

ويرى العناني بأن أي مصالحة بين تركيا والعراق فهي مصالحة حول المياه ، وحول إعادة تدفق مياه نهر  دجلة  التي تحتجزها تركيا إلى مجاريها الطبيعية بالشكل الذي يعيد إحياء شط العرب وينهي جفافه ويعيد ثرواته الزراعية .

وحدد  العناني عدة خطوات لابد للأردن أن يتخذها  لتحقيق عملية بناء وتطور اقتصادي فاعلة ومنها :

– حل مشاكل الشركات والمشروعات المتعثرة .

– الإستفادة بكفاءة عالية من رأسمالنا البشري وكفائته

– الإعتماد على الذات وتوفير إحتياجات مجتمعنا ذاتيا دون اللجوء إلى شراء  حقوق الامتياز (Franchisee) وحقوق  استغلال العلامات التجارية (Brand name) .

– أن يصبح الأردن مركزا أساسيا بسلسلة  التزويد الدولية، وما يتطلبه ذلك من مهارات في تكنولوجيا المعلومات والبرمجيات والذكاء الاصطناعي وخدمات النقل والتخزين والخدمات اللوجستية  الأمر الذي يتيح توفير حوالي 40الف فرصة عمل

– السعي لتوقيع إتفاقيات تجارة حرة مع السعودية ودول الخليج العربي.

– إعادة النظر في نظامنا التعليمي لتطوير المهارات والعودة الى وضعنا الريادي  السابق  في مجالات السياحة العلاجية والتعليمية .

ودعا العناني إلى عدم التسليم بالرواية الإسرائيلية ورسم صورة عقلية لها في اذهاننا وكأنها صورة حقيقية ، لأننا أيضا نملك روايتنا التي تقول بحتمية زوال إسرائيل .

 

مقالات ذات صلة