عاشت غزه .. عاشت لينينغراد
كتب حاتم الكسواني
أثناء مشاركتنا في دورة نقابية عمالية عقدت لكوادر إتحاد نقابات عمال الأردن في الإتحاد السوفيتي تم ترتيب زيارة لنا لمدينة روسية اسمها الآن سانت بطرسبرغ و عرفت في ذاكرة المقاومة السوفيتية بإسم ” لينينغراد ” .
وقد تمت إستضافتنا في فندق سميراميس في المدينة وقد ذكرلنا مرافقونا في هذه الزيارة أن الفوهرر ادولف هتلر قد نزل في ذات الفندق أثناء حصار المدينة .
حوصرت المدينة لأشهر طويلة ولم يكن لها إلا مخرج واحد من جهة البحر المتجمدة مياهه بفعل إنخفاض درجات الحرارة
ومن قصص البطولة التي رووها لنا أن اهل المدينة قد لجئوا من أجل صمودهم والحفاظ على حياتهم خلال فترة الحصار إلى تناول لحاء الشجر وبكمية لا تزيد عن 50 غرام يوميا لكل فرد منهم .
ولكن كيف كان يصل السلاح و الذخيرة وبعض الغذاء لهم ليستمر صمودهم ؟!
لقد كانت في كل ليلة من ليالي الحصار تتوجه قافلة من عشرات الشاحنات المحملة بإحتياجات المقاومين فوق مياه البحر المتجمدة ، وعندها كان يقوم الألمان بقصف هذه القوافل فينشق البحر ويغرقها أو يدمرها والشاحنة حسنة الحظ كانت تشق طريقها فوق المياه المتجمدة إلى لينينغراد .
قالوا لنا بأنه لم يكن يصل إلى بر الأمان أكثر من شاحنة أو إثنتين يوميا مما يعني بأن هناك عشرات الفدائيين الذين كانوا يتطوعون كل يوم لإيصال الإمدادات للثوار ، وكان معظمهم يفقد حياته أثناء هذه المهمة الخطرة .
طبعا كان الحصار قاسيا على اهل المدينة وكانوا يتعرضون للقصف وتدمير الممتلكات والمرافق بشكل يومي تماما كما يجري اليوم في غزة هاشم على أيدي النازيين الجدد الإسرائيليين .
ترى و ع.بلاطه .. هل يجد اهل غزة متطوعين مثل هؤلاء … بل هل يجدون مؤازرين مثلهم .
لقد تم حصار ليننغراد مدة 872 يومًا ، وكانت نهاية الحصار عندما استطاع السوفييت كسره بفتح طريق بري للمدينة .
ولقد كان صمود لينينغراد من نقاط التحول في مسار الحرب العالمية الثانية لصالح الحلفاء وبداية النهاية لجيوش المحور التي كانت قبل عامين على مشارف عاصمة السوفيت موسكو، حيث تم القضاء على الجيش السادس الألماني في ستالينغراد وبدأ منها الزحف نحو برلين.
فهل تكون غزة نقطة التحول في الصراع العربي الصهيوامريكي ، ونبدأ زحفنا إلى القدس عاصمة الأديان .