الشباب … الكلمة والسلاح

كتب حاتم الكسواني

أفكار كثيرة تجول في خاطري للحديث عن لعبة الإعلام ودور الشباب العربي المؤثر في خوض غمارها .
وإنني إذ اقدر دور الشباب العربي الذي قاموا به في فضح حقيقة العدو الصهيوني وجرائمه بحق الشعب الفلسطيني بغزة والضفة الغربية بعد عملية طوفان الأقصى ، لإحترافهم مخاطبة المجتمع العالمي بلغته ومنطق ثقافته إلا إنني اسجل حقيقة لابد من أخذها في الإعتبار ونحن نعد رسائلنا ،  وهي أن كل رسائلنا المؤثرة لا تجدي نفعا اذا لم نقول بأننا لا نرضى الهوان ، وأننا نقول الكلمة في الوقت الذي نكون فيه على استعداد لحمل السلاح للدفاع عن اوطاننا ونصرة بعضنا البعض .
فنحن لم نعد أمة كلام ، ولايمكن أن نربي اجيالنا القادمة على أن يكونوا أمة كلام بلا فعل ،  بل أننا  يجب ان نكون إعتبارا من اليوم ، وإعتبارا من لحظة نصر ” طوفان الأقصى ”  أمة كلمة وفعل ، وامة نضال وكفاح .

من اليوم لن نتلقى الضربات ونستمرئ قتلنا بصمت ، لكننا سنرد الصاع صاعين ، ولن نرضى بسرقة اوطاننا واموالنا و مقدراتنا ونصمت ، فكل مافي أرضنا وبحرنا وفوق سمائنا لنا ولنا وحدنا .

اجيالنا اليوم تعي تماما لعبة الإعلام ، فإعلام العدو هو ذلك الإعلام الذي حمله معه بعد ما  اقترف ضده في ألمانيا وبولندا ودول الغرب الأوروبي من جرائم نازية،  حيث حمل معه أساليب الإعلام المضلل المعتمد على نظريتي الكذب والإلهاء .

نظرية الكذب التي صاغها جوبلز وزير دعاية هتلر بعبارة :

إكذب وأكذب واكذب فلابد أن يصدقك الآخرون .
بمعنى أن تكرار الكذبة يشكك الآخر بقناعاته وبمنطق الأشياء ويجعل الكذبة بمثابة حقيقة . وهذا ما حاول الصهيوني ومؤيدوه أن يفعلوه في معركة طوفان الأقصى لكسب تعاطف العالم وتبريرهم لمجازر القتل الجماعي التي يقترفونها ضد مواطني غزة .

اما نظرية  الإلهاء وحرف الإنتباه  أيضا لجوبلز و تقول  :

 إذا إردت السيطرة على الناس أخبرهم أنهم معرضون للخطر وأنهم تحت التهديد  او أنقل إنتباههم لقضايا صغيرة  غير التي تقصدها انت ، كتحويل أنتباه الرأي العام فيها  عن المشاكل الهامة وإشغالهم بقضايا صغيرة تتعلق بعيشهم ومعاشهم ومشاكل مجتمعهم ، أو بتحويل إهتماماتهم نحو جني الأموال ، والوصول إلى الشهرة والمتعة والثراء وكل شيء صغير وتافه  .

لكن حبل الكذب قصير ومن يحمل بين يديه الحق والحقيقة أقوى من كل نظريات الكذب والإلهاء إذا احسن طريقة عرضها وأساليب الإقناع بها .

ونحن إذ نعول في معركتنا الحاسمة مع عدونا الصهيوني على عنصر الشباب الذي،يشكل الغالبية العظمى من مجتمعاتنا العربية والذي بدى جليا استهدافه من قبل عدونا الصهيوني بالقتل والإلهاء والإفساد ، فلابد لمجتمعاتنا أن تعيد تقييم اساليبها في تربية وتنشئة الشباب من خلال العناية بتضمين منهاجنا الدراسية لقيم الوحدة العربية والإسلامية والجهاد والفداء و الأخلاق الحميدة لتحصينهم من كل ما يستهدفهم به أعدائنا

اما ونحن نعيش احداث حرب ضروس قد تكون الفاصلة على صعيد تحقيق النصر العسكري أو إنصياع العالم لعدالة قضيتنا ونيل حقوقنا فإنه لا بد لنا من إستثمار قدرات شبابنا بدعمهم دعما لوجستيا يمكنهم من تجويد رسائلهم لشعوب العالم وإنتاج رسائل أكثر فاعلية معززة بالمعلومات والوثائق والمؤثرات الفنية و الصوتية .

ولابد من إعادة الاعتبار للإنتاج الغنائي الوطني والابتعاد عن البكائيات الغنائية العربية ، والعودة لأسلوب الغناء الذي يبث في الروح العربية العزم والثقة بالنصر ، ولا ضير من إعادة إنتاج أغنيات وطنية خالدة كاغنية خلي السلاح صاحي لعبد الحليم حافظ أو أغنية ” لو أن لي ألف روح فديتها لبلادي ” لمحمد وهيب ومغناة الوطن الأكبر لعبد الوهاب واصبح عندي الآن بندقية لعبد الوهاب وام كلثوم وغيرها كثير

ولا بد ان نسمع صوت شباب الخليج ، فهم عناصر فاعلة تتقن مخاطبة المجتمعات الأخرى لانها خبرت ثقافتها من خلال دراستهم في تلك البلاد او من خلال الجاليات الأجنبية الكبيرة الموجودة في دول الخليج … ولابد من حفز شباب الخليج للمشاركة في حركة النضال الشبابي العربي في هذه المرحلة تحت شعار  عزنا  بعروبتنا .

ولا بد من تداعي خبراء الإعلام العربي من اصحاب الخبرة الطويلة والأكاديميين والنقابيين  وخيرة العاملين في مؤسسات الإعلام العربي الرسمي والخاص  لرسم خطة إعلامية وطنية تعتمد منهجية  التوعية والتحصين و مهارات مخاطبة الآخر ومواجهة الإعلام المضاد و اساليبه الدعائية والتضللية وتعميمها لتكون وثيقة شرف تلتزم بمنهجيتها كافة وسائل الإعلام العربية .

ولابد من تأسيس وتعزيز إنتاجات غرف الذباب الألكتروني العربية وعرض إبداعات المتفوقين والمتنورين منهم في كل وسائل إعلامنا ووسائل تواصلنا الإجتماعي .

ولابد من لجوء السلطات الرسمية لإيقاف  النشطاء الذين يقدمون رسائل تافهة تضر بقضيتنا و عدالتها وتحرف إهتمامات الجماهير عنها تنفيذا لأجندات مرسومة .. غير بريئة ومشكوك بمقاصدها .

ويبقي القول الأهم بأن لكل منا دورا في معركة الوطن ضد سرطان إستشرى واضر بمسيرة وطننا العربي ومنعته ورفاه مجتمعاته لابد ان يقوم به ، وأن لايقلل من هذا الدور مهما صغر ..،فالكلمة هي مفتاح الوعي ، وهي دليل الطريق .. تتقوى إذا رافقها فعل صادق .

مقالات ذات صلة