البتراء ليست للبيع…. حاتم الكسواني

ضجت المواقع الألكترونية وصفحات التواصل الإجتماعي بالحديث عن شركات عقارية إسرائيلية تستهدف شراء الأراضي الفلسطينية بالضفة الغربية وأراضي ومواقع مدينة البتراء الأثرية بطرق التدليس غير القانونية ومن خلال وسطاء محليين مهمتهم الوصول لإبتياع الأراضي بغرض نقلها إلى شركات العقار الإسرائيلية.

وقد حذر نشطاء وكتاب صحفيين أردنيين من الوقوع في حبائل تلك الجماعات والشركات ودعت الأردنيين والفلسطينيين بعدم بيع أراضيهم والتأكد في حالة بيعها من الجهة التي تسعى لشراء الأراضي حرصا على عدم وصولها لملكية شركات ومؤسسات تابعة للكيان الصهيوني.

ونحن نرى بضرورة ان تصدر الحكومة بيانا يوضح الأمر و يكشف اللبس الذي يكتنفه، حيث لا يجوز الصمت عند التعامل مع مثل هذا الأمر الجلل الذي يشكل خطورة على الأمن الوطني الأردني ويعتبر إعتداءا سافرا عليه

ونحن نرى أيضا بأن ترك الحبل على الغارب في الحديث عن بيع البتراء بشكل هزلي، أو بصيغ إخبارية مجردة، يسهل في الأذهان أمر فقدها ويهيأ الأمر لمخططات عدونا الصهيوني لتحقيق أهدافه الشيطانية .
فوفق نظريات علم النفس السلوكي، فإن عدونا ينفذ حملة تشكيل موقف إنهزامي في نفوسنا لطالما إعتمده في كل مرة أراد أن ينقض على ارضنا وممتلكاتنا وتاريخنا ومصادر فخرنا وعزنا.

وما الإفصاح عن شركات تعلن جهارا نهارا عن نيتها شراء أراض في البتراء ومواقع ومرافق تاريخية في قلب المدينة الوردية كالخزنة ومقام النبي هارون إلا شكلا من أشكال التشويش الذي يدق إسفينا في علاقة الثقة بين الحكومة والمواطن الأردني.
ونرى أيضا بأنه يترتب علينا حكومة ومواطنين أن نواجه البروبغندا الإسرائيلية  بموقف رافض مقاوم  بحملة إعلامية وطنية تبني الوعي لدى كل الأردنيين بتاريخ البتراء النبطي العربي وتدحض الأكاذيب الصهيونية التلمودية  بالحقائق والفعل الوطني المتمثل بتأسيس صندوق وطني أردني يتبرع له كل أبناء الشعب الأردني لتنفيذ كل مشاريع التنمية والتطوير السياحي في منطقة البتراء حتى تظل البتراء أردنية خالصة.
ولا بد لنا من تجريم كل أردني يبيع أرضا او يمرر بالباطن اي مشروع ينفذه عدونا في منطقة البتراء… أيقونتنا التاريخية والسياحية وارضنا وأرض أجدادنا.

فالبتراء وبالفم المليان ليست للبيع… ليست للبيع

مقالات ذات صلة