من هو “المتنفذ” ولماذا يخشى الجميع ذكر اسمه ؟.. علي سعادة 

في كل حكاية عن الفساد أو اعتداء على مستثمر أو على المال العام أو على أمن ورزق المواطن وغيرها من سفالة وبلطجة واستقواء على الوطن وأمنه واستقراره، يقفز أمامنا مثل حاوي أو ساحر أو مشعوذ أو جني شخص اسمه “متنفذ”.. من هو “المتنفذ”؟.
هل هو شخصية اعتبارية غير موجود تلصق به التهم، ولم يخلق مثل، الغول والعنقاء والخل الوفي، هل هو شخص أكبر من القانون والدولة بحيث لا يستطيع أحد المس به أو الاقتراب من منطقة نفوذه؟.
هل له مركز في الدولة يحول بينه وبين وصول يد العدالة ووسائل الإعلام إليه، هل له قبيلة أو عزوة أو عائلة تعصمه من الناس وتمنع من إنزال العقوبة المناسبة به على خسته وغدره وخيانته للأمانة.
هل له جاه ومال وضيع وجنات آتت أكلها فاشترى بها صمت من يشترى بالمال، ومن يشبهه في الخسة، فتحول بقدرة قادر إلى “متنفذ” بلا ملامح وبلا وجه وبلا هوية، تخوف به الأمهات أطفالها حين يعصون أوامرها أو لا ينامون مبكرين، أو حين يرفضون تحضير دروسهم.
وحين نتحدث هنا بلغة المفرد عن “المتنفذ” فنحن نقصد صيغة الجمع “المتنفذون”.
ما هي هيئته/ هيئتهم، هل له أطفال يجلسون في حجره ويقبلهم ويركبون على ظهره تماما مثلا أي أب محب لعائلته. من أي منبت سوء خرج، وهل يهنأ حين يطعم آل بيته من السحت (المال الحرام).؟
إلا يشعر بالعار والخزي ووخز الضمير حين ينظر إلى آل بيته وقد أطعمهم جمرات من نار، كأنه يسحت دينه ومروءته، إلا يعلم أن كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به.
متى ستعلن لنا الحكومة الاسم الكريم للمدعو “متنفذ” حتى ننعم برؤية طلعته البهية، ونصافحه ونلقي عليه السلام، فحري برجل مثله تخافه الحكومات أن نحظى بشرف مصافحته والسلام عليه بعد أن قتلنا الشوق لمعرفته فنحن نعرف تماما بأنه لن تناله/ تنالهم في الدنيا أية عقوبة. فهم سيساقون، ومعم الصامتون، والخائفون، إلى سجن جهنم، ويسقون من عصارة أهل النار طينة الخبال.
ويكونون في غاية من المذلة والنقيصة يطؤهم أهل الحشر بأرجلهم من هوانهم على الله وعلى الناس.

 

مقالات ذات صلة