الفاسدون خطر داهم .. حاتم الكسواني

هذا الكشف غير المسبوق لحالات الفساد الصادمة في بلدنا تؤشر بان قرارا عاليا كان وراءه وهذا مافسره قول جلالة الملك عبد الله الثاني أمام جلسة مجلس الوزراء يوم أمس الأحد 5 / 8 / 2018 … ” نريد كسر ظهر الفساد في البلد ”

فالفساد إستشرى وخرج عن كل الخطوط الحمراء لدرجة أنك ترى وتسمع ما لايصدق .

واضح تماما بأن الفساد أصبح شلليا ومنظما إداريا  ولوجستيا ، فهناك من يفكر ، وهناك من ينفذ ، وهناك من يسهل ، وهناك من يتدخل ويحمي ويلملم عند حدوث أي خطأ فسادي طارئ ، وأن خلية إعلامية تسانده في كل الأوقات والظروف  .

فمثلا نجد في قضية الدخان بأن عوني مطيع هو الشخص البارز والمنفذ ولكن هناك من هم بالخفاء وهناك من سهل له كل العمليات اللازمة لإدخال معداته ومواده الخام وهناك من غض الطرف عن نشاطه غير المشروع ومنع التفتيش على أوكاره الصناعية غير المرخصة ،  وتاليا من قام بتهريبه ، بل من أفسح المجال له  للتحدث لأجهزة الإعلام الأردنية وهو خارج البلاد ليدافع عن نفسه ويشكك بكل الإجراءات التي إتخذت ضده وضد جماعته ،  ويقول بأنه غير فاسد وإن قالت الأجهزة الأمنية بأنه فاسد .

وفي حالة أخرى وبعد أن بث تلفزيون المملكة حلقات متتالية عن صور من الفساد الموثقة التي طالت رئيس وزراء ووزراء ونواب نجد بأن حجم الفساد قد إستشرى في بلدنا ويمارسه من كان من واجبهم أن يكافحوه ويمنعوه .

لكننا نتفاجئ بأن صحفيين يظهرون وثائق تدحض ما ذهب إليه تلفزيون المملكة كحصولهم على وثائق قرض غير مسدد بقيمة مليون دينار مصروف من بنك الإسكان  لصاحب مصنع دباغة الجلود في محافظة معان  الياس الحاج البرت ووثائق من مديرية الأمن العام / دائرة التنفيذ القضائي لمجموعة قضايا مرفوعة ضده لتقول بانه فاسد وأن قالت كل الدنيا بأنه مظلوم  وغير فاسد .

وهنا نتسائل من يمرر المعلومات والوثائق المحصنة عن الفساد والفاسدين ،  ومن يمرر المعلومات والوثائق للمدافعين عن الفساد والفاسدين .

نتسائل من الشريف .. و من الفاسد ؟ !

 

ونتسائل أيضا   :

ـ هل صدرت الأوامر العليا لكسر ظهر الفساد بعد أن إستشرى وأوصل البلاد إلى مديونية ال39 مليار دولار .

ـ هل إختلف الفاسدون مع بعضهم البعض فطفت على السطح فضائحهم .

ـ هل أصبحت البلاد بين خيارين كسر ظهر الفساد أو الإنهيار الإقتصادي .

ـ هل نشهد حرب تصفية بين قوى الفساد في بلدنا لأنها ضاقت ذرعا ببعضها البعض ، أم أننا نشهد صراعا بين قوى الخير والفساد في مجتمعنا  .

أغلب الظن أن كل ذلك يحدث دفعة واحدة ، ويحتاج إلى كل قوى الخير في مجتمعنا بأن تتتبعه وتلاحقه حتى لايتوقف عند حد ولا تبرد نار إوار مكافحته وقطع دابره وإجتثاثه من جذوره ، فالفاسدون خطر داهم اطاحوا بالوطن وأضروا بسمعته وسمعة مواطنيه ، الذين ينظر لهم العالم العربي بكل إحترام وإعجاب ،  لأنهم بنظره النشامى أهل النخوة والأصالة والخلق القويم .

 

 

مقالات ذات صلة