قناعات …. بلال حسن التل

قناعات كثيرة ازادت رسوخا عندي، بعد تسع سنوات من العمل في إطار جماعة عمان لحورات المستقبل، يحملها أعضاءها الذين ينتمون إلى معظم المحافظات، كما انها عملت في معظم المحافظات، خلال تنفيذها لنشاطاتها التي زادت عن الف نشاط منها خطط وبرامج عمل وطنية في مجالات التعليم، والاقتصاد والأسرة والشباب،وفي مجال التحذير من التمويل الأجنبي. اما في مجال الصحة فقدكان للجماعة دورا مشرفا أثناء جائحة كورونا على سبيل المثال.
مع ذلك فهناك  من مازال  يتسائل لماذا عمان؟ وهو سؤال اجبنا عليه عشرات المرات بوسائل مختلفة كالنشر في الصحف و في المقابلات المسموعة والمقرؤة، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، وقلنا انه في المجتمعات المتحضرة، التي تنشط بها جماعات التفكير والتفكر، فإن الكثير من هذه الجماعات تتسمى باسماء مدن، رغم أنها تعمل على امتداد دولها، ولعل من أشهر هذه الجماعات الجماعة التي تعرف باسم مدرسة فرانكفورت، هذا بالإضافة إلى أن عمان عاصمة الأردن، وفيها كل الوان الطيف السكاني الأردني، لذلك كانت أول القناعات التي تكونت لدي،هي ان الكثيرين في مجتمعنا لايكلفون أنفسهم عناء البحث في القضايا التي يودون ابداء رأي بها اواتخاذ موقف منها اواتهامها، لكنهم يصرون على الاحتكام إلى جهلهم ويسعون إلى تعميمه.
ثاني القناعات هي أهمية العمل الجماعي وروح الفريق، فهذا النوع من العمل فوق انه يشفي مجتمعنا من احد اهم امراضه ،وهي الانانية والأنا المتضخمة، فان العمل الجماعي، وبروح الفريق يجمع المكونات الصغيرة والأفكار الوليدة، فيجعل من الأولى جسدا قويا متكاملا قادرا على الحياة والفعل والتأثير، ويجعل من الثانية خططا ومشاريع وبرامج لها أثر على الأرض، عندما تاخذ طريقها إلى التنفيذ من خلال العمل الجاد.

ومثل الافكار الوليدة كذلك الرجال والنساء، فربما كان تقييمنا لأحدهم اواحداهن سلبيا، لكنه عندما ينخرط في عمل جماعي يصبح او تصبح ذا وزن نوعي ويصير لجهده أثرا في إطار العمل بروح الفريق، مصداقا لقول الشاعر
ترى الرجل النحيل فتزدريه
وفي اثوابه أسد مزير

وهكذا هو الإنسان فهو منجم، سواء كان هذا الإنسان رجلا اوامرأة، فالمهارة تكمن في القدرة على اكتشاف واستخراج مافي اعماقه من ثروات. ومما يزيد من أهمية العمل الجماعي بروح الفريق هو الصبر والاستمرارية، فكثيرة هي المشاريع الكبرى والاستراتيجيات المتميزة و البدايات الناجحة التي سقطت لنفاذ صبر اصحابها وعدم رغبتهم بالاستمرار، لتعجل رغبتهم بقطف النتائج قبل أوانها، متناسين أيضا الحكمة التي تقول “من استعجل الشيئ قبل أوانه عوقب بحرمانه “.
والصبر فوق انه عنصر اساسي من عناصر الاستمرارية، فإنه يساعد كذلك على النجاة من حالة الاحباط و السلبية المسيطرة على المجتمع. وعلاج هذه الحالة لايكون بالإكتفاء بتشخيصها، ثم الندب على ما وصلنا اليه، و الاستسلام له، بل بالتمرد عليه من خلال العمل الجاد للخروج منه، وهو ماتحاول جماعة عمان لحورات المستقبل فعله. وهو مسؤولية فردية تقع على كاهل كل أردني و اردنية.

مقالات ذات صلة