الملحمة الفلسطينية

قرأنا في المدارس والجامعات الكثير عن نوع من الادب العالمي وهو ما يسمى بالملاحم العالمية كالالياذة والاوديسه والشاهنامه وغيرها والتي هي من نتاج الخيال العالمي وليس الواقع المعاش انذاك فابطالها هم أشخاص أنصاف بشر وآلهه وكم كان تأثيرها عميقا في الأدب والثقافة العالمية على مر الزمن ولكننا نعيش والعالم معنا اليوم ملحمة فلسطينية كتبت وانتجت في السابع من أكتوبر وابطالها من البشر من شعب سعى و يسعى نحو الحرية والاستقلال فالابادة “الهولوكست الفلسطيني ” والمظلومية الفلسطينية صور لاتنسى وقد حفرت في عمق الوعي العالمي مما يبقيها ملهمة لكل أديب وروائي ومثقف عربي وعالمي حرا و كتابات لاتنسى وتحليلا لاهميتها وأثرها .
ملحمة عرت الحضارة والفكر الغربي وكشفت ازدواجية المعايير وحقوق الإنسان كما حفرت في الذاكرة صور الاجرام بحق الأطفال والنساء القتلى والدمار في كل شبر على أرض القطاع الثائر .
السابع من اكتوبر ايقظ وحرك الحس العالمي الحر بالظلم الواقع على كل فلسطيني منذ مئة عام وأن المشهد بكل مافيه من بشاعة يقابله في غزة مشهد الشجاعة والإصرار على تغيير الوا قع و يبعث على الأمل بأن الحرية والتحرر هي عنوان كل الشعوب وأن الاحتلال إلى زوال فهم الصورة الحقيقية لطائر الفنيق الذي يولد من الرماد وهم شعب يحلم بالحرية والتخلص من الطغيان فمن طفل قاتل بالحجارة إلى صانع ملحمة إنسانية لم يشهدها العالم وأنهم وأن ولدوا في مخيم سيموتون فيه ومن أجله.
كشف السابع من اكتوبر اوالملحمة الفلسطينية الوجه الحقيقي للغرب واعوانهم وبأنهم خسروا الحرب الاخلاقية والإنسانية التي يدعونها وجعلوها سيفا مسلطا على الدول والشعوب وكشفت الملحمة عن صراع الحضارات الني روج لها العالم وعشعش في فكرهم الصهيوني وأنهم الصورة الحقيقية للنازيين الجدد القائم على الاستغلال والقتل وسرقة الفكر والثروة للشعوب .
ان الملحمة الفلسطينية في السابع من اكتوبر جعلت من القضية الفلسطينية معيارا اخلاقيا انسانيا وساهمت في تغيير الرؤيا لكل الاحرار في العالم وأنها طريق النصر وبزوغ الفجر والحرية لكل الشعوب المقهورة وأن الربيع المزدهي بالدحنون وكل شقائق النعمان والمرتوي بدماء الشهداء سيزهر على أرض القطاع طال الزمن او قصر .
الملحمة الفلسطينية قالت للصهاينة والنازيين ان لا أرض لكم عندنا ولا أمس لكم ولا غدا فهذا زمن النصر والفجر والحرية.