إسرائيل تفقد فرص بقائها في المنطقة

كتب حاتم الكسواني

صبت الصحف العبرية جام غضبها على القيادة العسكرية الإسرائيلية متهمة إياها بالتقصير  والإخفاق الذي يكشف وهنا و خللا في الجيش الإسرائيلي لا يتناسب مع تصريحات قادته العسكريين وتصريحات القادة السياسيين حول قدرته في التعامل مع هجوم عسكري يشن على إسرائيل من كل الساحات .

لم تحسب إسرائيل وقادتها المتطرفين بان سلامهم مع الدول العربية هو سلام محصور داخل القاعات التي تم توقيع إتفاقيات السلام داخلها ، وانه لم يغادرها إلى الشعوب خلف أسوار القاعات والقصور التي إستضافتها .

وأعتقدت إسرائيل بأن  إقتحاماتها  المتكررة للأقصى وتنكيلها بأبناء الشعب الفلسطيني العزل  بمهاجمتهم من قبل المستوطنين في منازلهم او إعدامهم من نقطة الصفر  من قبل عناصر الجيش الإسرائيلي وبلا سبب لن يحرك مشاعر أبناء الأمة العربية او يدفعها لأي شكل من ردود الفعل .

ولكن يبدو ان السيل قد بلغ الزبى فجاء الرد من رجل أمن مصري نفذ عملية بطولية ضد قوات الإحتلال الإسرائيلي بدأها بأداء الصلاة والتوكل على الله ، فقتل ثلاثة جنود إسرائيليين وجرح إثنين آخرين قبل ان يستشهد .

اعتقد بان صورة  الأقصى وصور الشهداء  الأطفال من أبناء غزة  كانت  في مخيلة رجل الامن المصري البطل وامام عينيه .

فلا يكاد يمضي يوم دون ان يقتحم المستوطنين الإسرائيليين باحات المسجد الأقصى لخطة محكمة لتقسيمه ثم السيطرة عليه بدعوى إزالته لإقامة هيكلهم المزعوم مكانه ،  كما ان  المؤسسات الحقوقية للدفاع عن الأطفال في فلسطين قد وثقت  استشهاد 2094 طفلاً على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2000 م حتى عام 2019 والعدد يوميا بإزدياد .

ويبقى القول بان من دلالات و تداعيات هذه العملية المفاجئة والطعنة النجلاء لإعتقادات الامن الإسرائيلي بتحييد أي ساحة من الساحات العربية المحيطة بها ، بان إسرائيل بعقلية القلعة التي تحكم نهجها السياسي وتتحكم بخياراتها وقراراتها تضيع فرص بقائها في المنطقة فيوما بعد يوم تضعف اسرائيل ويتقوى الذين نفذ صبرهم  من عنجهيتها وكذبها ونقضها للعهود .

فاسرائيل اليوم كإسرائيل الأمس لم تنجب مؤمنا واحدا بالسلام او تنجب صادقا واحدا يعترف بكذبة  الصهيونية العالمية  بإمتلاك اي حق لها في فلسطين وبالتالي يجنح لسلم عادل … ويبدو ان شعوب المنطقة وقواها الوطنية بعد كل هذا القلق السياسي والإقتصادي والإجتماعي الذي تحدثه دولة الكيان الهجين في بلادنا بدات تعود لحلم تحرير فلسطين ” من النهر إلى البحر “.

 

مقالات ذات صلة