رواج واسع لحملة كويتية تدعو لمقاطعة الشركات الداعمة لإسرائيل يتصدرها #ماكدونالدز #كارفور

حرير – بـ4 كلمات فقط حققت حملة إعلانية كويتية تدعو إلى مقاطعة الشركات الداعمة للاحتلال الإسرائيلي حضورا كبيرا على الساحة المحلية التي تشهد حراكا شعبيا مستمرا لدعم غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

رسالة الحملة جاءت على شكل سؤال هو “هل قتلت اليوم فلسطينيا؟” وأسفله وسم “#مقاطعون” مصحوبا بصور لأطفال غزة تعكس معاناتهم جراء العدوان، وهي الرسالة التي تفاعل معها الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي.

وجاءت كلمات الإعلان معبرة وحاسمة بحسب وصف أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت الدكتور عبد الله الشايجي، وهو “ما يجعلها تستفز الهمم، إذ يشعر من يقرؤها بفداحة ما يرتكبه من جُرم بحق الضحايا جراء شراء منتجات شركات تشارك في قتل الأبرياء في وقت تكثر فيه البدائل الأخرى للمنتجات نفسها”.

وقال الشايجي للجزيرة نت إن حراك المقاطعة -بما فيه حملة إعلانات الشوارع تلك- هو جزء من موقف كويتي عام دائم ومبدئي تجاه القضية الفلسطينية بدءا من القيادة السياسية مرورا بمجلس الأمة وانتهاء بعموم الشعب الكويتي.

دعوات عفوية

وبحسب نشطاء، تشهد الساحة الكويتية حاليا الكثير من الدعوات العفوية والمنظمة أيضا للمقاطعة، والتي تستهدف دعم صمود أهالي غزة والشعب الفلسطيني، وذلك من خلال مقاطعة المحال والسلاسل التجارية التي يعرف عنها دعمها للاحتلال الإسرائيلي.

وبداية الحراك كانت بسلسلة المطاعم الأميركية الشهيرة “ماكدونالدز”، وذلك في أعقاب دعمها جيش الاحتلال، وهو ما دفع مطاعمها في الكويت إلى الإعلان في 14 أكتوبر/تشرين الأول الجاري عن تقديم تبرع لغزة بقيمة 250 ألف دولار.

وتأثير المقاطعة -بحسب الشايجي- يظهر جليا من خلال فراغ بعض المحال والسلاسل من مرتاديها، وهو درس عملي بشأن فاعلية سلوك المقاطعة وتأثيره.

أما أهميته -يقول الشايجي- “فتكمن في كون هذا الموقف حق يكفله القانون لكل إنسان كنوع من التضامن مع قضية عادلة يرى فيها ظلما وقهرا يقع على شعب أعزل”.

ويضيف الشايجي أن “رافضي المقاطعة في الكويت باتوا يشعرون بأنهم أقلية وسط موجة جماعية داعمة ومؤيدة”، فيما الحديث عن تضرر الشركات المحلية صاحبة التوكيل مردود عليه بأن أصحابها يدفعون سنويا رسوما نظير تلك التوكيلات، فضلا عن جزء من الأرباح، وبالتالي فإن التأثير يصل إلى الشركة الأم لا محالة، متوقعا تصاعد حملات المقاطعة في ظل استمرار العدوان.

رفع الوعي

وعن هدف الحملة الإعلانية في الشوارع، يقول أستاذ العلاقات العامة والإعلان في جامعة الكويت محمد صبري البلوشي إنه يتمثل في رفع الوعي بشأن القضية، مشيرا إلى أن تأثير أي حملة يتطلب بداية رفع الوعي وتغيير أجندة أولويات الشأن العام لدى الجمهور.

ووفقا للبلوشي في حديثه للجزيرة نت، فإن أحداث غزة أعادت القضية الفلسطينية إلى الوجدان العربي مجددا بعد تصدرها واجهة الأولويات على مستوى الشأن العام.

ولفت البلوشي إلى أن حملة المقاطعة عبر إعلانات الشوارع تأتي مكملة للحضور الكبير لدعوات المقاطعة على وسائل التواصل، وهي دعوات ذات تأثير وحضور لافتين على الساحة الكويتية خصوصا والعربية عموما.

ويحرص النشطاء على رصد خلو الكثير من السلاسل التي جرت الدعوة لمقاطعتها شعبيا، وذلك من خلال الصور ومقاطع الفيديو التي تبين خلوها من الرواد أو محدودية عدد من يترددون عليها مقارنة بالوضع قبل العدوان على غزة.

وإلى جانب سلسلة مطاعم “ماكدونالدز” تشمل دعوات المقاطعة سلاسل مطاعم عالمية أخرى، أبرزها “بيتزا هت” و”برغر كينغ” ومقاهٍ مثل “ستاربكس” وكذلك سلاسل تجارية، بينها سلسلة “كارفور” الشهيرة والعلامة الرياضية “بوما”.

وفي حديث للجزيرة نت، قال عضو حركة مقاطعة إسرائيل في الكويت “بي دي إس” مشاري الإبراهيم إن فرع الحركة في الكويت “يضع سنويا قائمة بـ10 شركات داعمة للكيان يجري استهدافها خلال السنة، ليتم بعد ذلك تحديد قائمة أخرى، لكن في ظل الأحداث الحالية هناك العديد من الشركات التي تتم الدعوة لمقاطعتها”.

ويضيف الإبراهيم أن أثر حملات المقاطعة الحالية يظهر جليا في حرص تلك السلاسل على الإعلان عن عروض يومية لجذب المستهلكين في ظل تراجع المبيعات منذ بدء الحرب على غزة.

تأثير قوي

بدوره، أكد الناشط والباحث المختص في الشأن الفلسطيني عبد الله الموسوي للجزيرة نت أن الجولات على عدد من الأماكن المستهدفة حاليا تظهر التأثير القوي لحملات المقاطعة في تراجع مبيعاتها، ولا سيما في ظل ردة الفعل القوية بين الشباب الذين يمثلون أغلبية جمهور المقاهي والمطاعم المستهدفة بالمقاطعة.

أردنيا خرج اليوم الناشط الأردني الدكتور معن القطامين صاحب الحضور القوي بفيديو يبين فيه أهمية المقاطعة بالنسبة للشركات التي تدعم الكيان الصهيوني وكان بعنوان هل قتلت فلسطيني اليوم ؟

مقالات ذات صلة