الشرطة الإثيوبية: مدير مشروع سد النهضة قتل رميا بالرصاص
أديس أبابا (رويترز) – قالت الشرطة الإثيوبية إن مدير مشروع سد النهضة الذي يشيد على نهر النيل بتكلفة أربعة مليارات دولار والذي عثر عليه ميتا داخل سيارته يوم الخميس كان مصابا بأعيرة نارية
وقال رئيس مفوضية الشرطة الاتحادية زين جمال للصحفيين “تحققنا من أن المهندس سيمجنيو بيكيلي قتل بالرصاص”..
وتعهدت الحكومة الإثيوبية، التي تسابق الزمن لكشف ملابسات عملية اغتيال المهندس الإثيوبي سيميجني بيكيلي، مدير مشروع سد النهضة على مياه نهر النيل، بالاستمرار في بناء السد.
وقال المهندس سلشي بقل وزير المياه والكهرباء، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية، إن عملية بناء السد تجري على قدم وساق، وأضاف «سنواصل في تحقيق رؤى المهندس الراحل حتى ننتهي منه ولا يتوقف المشروع بسبب موته».
وأكد أن موت مدير مشروع السد لن يكون سببا في توقف بنائه، لكنه تحدث في المقابل عن تأخير في بعض العمليات الكهروميكانيكية.
وقال «لحل هذه المشكلة تجري المشاورات مع الجهات المعنية»، معتبرا أنه بعد إجراء المشاورات الثلاثية لحل المشاكل التي أخرت بناء السد فقد حلت المشكلة وتجري عملية بناء السد بشكل جيد. وشهدت مدينة غوندر مسقط رأس بيكيلي، مظاهرات حاشدة، أمس، للتنديد باغتياله، ودعا المتظاهرون الحكومة إلى «سرعة اعتقال الجناة وتقديمهم للعدالة وإجراء تحقيق شفاف لكي يعرف الشعب الإثيوبي من يقف وراء هذه الجريمة المروعة بمعنى الكلمة».
وكان سيميغنيو بيكيلي، يدير المشروع وهو الوجه العام المعروف لسد النهضة الضخم، طوال فترة بناء السد القريب من الحدود الغربية مع السودان، والذي سيكون عند اكتماله أكبر السدود في أفريقيا، والذي أثار مخاوف البلدان المستفيدة من مياه النيل، ومن بينها مصر.
وقال مفوض الشرطة الاتحادية، زينو جمال، إن سيميغنيو أطلقت عليه النار على الجانب الأيمن من رأسه، وعثر على السلاح المستخدم في مكان قريب من المنطقة.
وكان سيميغنيو موجودا في مكتبه صباح الخميس، بحسب ما قاله مفوض الشرطة في مؤتمر صحفي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
وأظهرت الصور المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي سيارة من طراز تويوتا 4×4 ذهبية اللون وقد كسر زجاج النافذة الخلفية فيها، والشرطة تحيط بها في ميدان ميسكل بوسط المدينة.
وتبلغ تكلفة بناء السد 4 مليارات دولار ومن المتوقع أن ينتج 6 آلاف ميغاوات من الطاقة الكهربائية، أي ما يعادل إنتاج ستة مفاعلات نووية.
وفي مايو/أيار اتفقت أثيوبيا والسودان ومصر على تشكيل لجنة علمية لدراسة تأثيرات السد في حوض النيل المشترك بين البلدان الثلاثة.
ويعد سد النهضة واحدا من عدة “مشروعات عملاقة” تسعى أثيوبيا إلى إنجازها، من بينها سكك حديد، ومجمعات صناعية تهدف إلى الارتقاء باقتصاد البلاد وإخراجها من دوامة الفقر المنتشر فيها.
وتعتزم أثيوبيا إنفاق نحو 12 مليار دولار في مشاريع إنتاج الطاقة الكهربائية من أنهارها في العقدين المقبلين.
وبدأ تشييد السد في عام 2011، ومن المقرر أن يبدأ توربينان من 16 توربينا يتضمنها مشروع السد، في إنتاج الطاقة في عام 2018، بحسب تصريح للسلطات الأثيوبية مطلع هذا العام.
وتعد وفاة سيميغنيو ثاني وفاة لمسؤول كبير في الشركة الأثيوبية في الأشهر الأخيرة.
ففي مايو/أيار، قتل مسلحون ديب كمارا، مدير شركة دانغوت النيجيرية للأسمنت في أثيوبيا، مع شخصين آخرين في كمين في منطقة أوروميا خارج أديس أبابا.
وتخشى القاهرة من السرعة التي سيجري بها ملء خزان السد، إذ تعتمد مصر بصفة شبه كاملة على النيل في توفير مياه الشرب والري.
ويلتقي النيلان الأزرق والأبيض في العاصمة السودانية الخرطوم، ليشكلا مجرى نهر النيل الذي يجري في الأراضي المصرية ليصب في البحر الأبيض المتوسط.
ويشكل استغلال مياه نهر النيل مصدرا للخلافات بين مصر والسودان وإثيوبيا، حيث ينبع النهر من إثيوبيا ويمر بالسودان وينتهي في مصر.
وكان قادة الدول الثلاث عقدوا قمة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا على هامش قمة الاتحاد الافريقي في يناير/ كانون الثاني الماضي.
بيد أن اللجان الفنية التي أوصت القمة بتشكيلها فشلت في الوصول إلى تفاهمات حول خلافات فنية، والتأثيرات المحتملة لبناء السد على البيئة، بالإضافة إلى فترة تخزين المياه.
وفي أبريل /نيسان الماضي، حملت إثيوبيا القاهرة المسؤولية عن فشل اجتماع الخرطوم الثلاثي بشأن سد النهضة الإثيوبي.
وكانت مصر قد اقترحت اشراك البنك الدولي في المفاوضات كطرف محايد، وهو أمر رفضته أديس أبابا بشدة.
وقامت الولايات المتحدة بمبادرة وساطة مطلع الشهر نفسه، إذ أرسلت وفدا فنيا ودبلوماسيا إلى عواصم الدول الثلاث من أجل تقريب وجهات النظر.