رسالة الإمام.. 5 أخطاء تشعل الجدل حول مسلسل الإمام الشافعي

حرير- أثار المسلسل المصري “رسالة الإمام” موجة من الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي بمجرد بدء عرضه في مصر وعدد من الدول العربية.

ويتناول مسلسل “رسالة الإمام” السنوات الـ6 الأخيرة من حياة الإمام محمد بن إدريس الشافعي، التي قضاها في مصر.
شاعر سوري يفتح النار على “رسالة الإمام”.. “سرقة أدبية”
وبمجرد عرض الحلقات الأولى من المسلسل تصاعدت موجة الانتقادات التي تعرض لها، حيث اتهمه البعض بأنه تضمن معلومات خاطئة وغير صحيحة عن حياة الإمام الشافعي، فيما انتقد البعض أيضا تداول جمل بالمسلسل باللهجة العامية، مؤكدين أنها لم تكن متداولة في وقت وجود الإمام الشافعي في مصر.
نستعرض فيما يلي أبرز الانتقادات التي تعرض لها المسلسل منذ بداية عرضه قبل أيام..
أخطاء تاريخية
شكك أشرف حسن، المحاضر والباحث في اللغة العربية في جامعة بيرن بألمانيا، في صحة حوار جاء بالمسلسل بين الإمام الشافعي والخليفة العباسي، حيث قال في عدة تغريدات: “في مسلسل رسالة الإمام‬ نرى حوارا في قصر الخليفة العباسي، الذي يفترض أن يكون المأمون، مع الإمام الشافعي سنة 198، ويتكلمان فيه عن (خلق القرآن)”.
وأضاف: “حقيقة 1: الخليفة المأمون دخل بغداد سنة 204 هـ، رغم توليه الخلافة سنة 198. حقيقة 2: الخليفة المأمون اعتنق القول بـ(خلق القرآن) سنة 212 هـ، وبعدها بدأ ما عرف بـ(فتنة خلق القرآن) أو (المحنة). حقيقة 3: الإمام الشافعي توفي سنة 204 هـ في مصر، والإمام الشافعي لم يقابل المأمون”.
عرض زوجته على طبيب
من ضمن الانتقادات أيضا التي وجهها رواد مواقع التواصل للمسلسل مشهد عرض الإمام الشافعي زوجته المريضة على راهب قبطي لمداواتها، حيث أكدوا أن هذا المشهد لا يعكس علم الإمام الشافعي بالطب الذي كان يقارب علمه بالشرع.
صلاة الفجر بدون سنة
طال المسلسل أيضا انتقاد آخر تمثل في صلاة الإمام الشافعي للفجر دون أن يصلي السنة، وكذلك استشهاده بحديث للنبي صلى عليه وسلم يقول فيه “رَكْعتا الفجْرِ خيْرٌ مِنَ الدُّنيا وما فيها”، قاصدا به فريضة الفجر، مع أن المقصود بالحديث هو صلاة السنة.
اتهام بالسرقة
واجه المسلسل أيضا اتهاما بالسرقة الأدبية، حيث أكد الشاعر السوري حذيفة العرجي أن بعض الأبيات المذكورة على لسان خالد النبوي في إحدى الحلقات هي من تأليفه وليست للإمام الشافعي، حيث غرد على حسابه بتويتر قائلا: “يرسل بعض الأحبة القراء رسائل بمقطع للممثل خالد النبوي وهو يؤدي دور الإمام الشافعي في مسلسل يُعرض هذه الأيام، وفي المقطع يتغنى الممثل وممثلة معه ببيتين لي من أوائل ما كتبت قبل عشر سنوات، وذلك على أنها للشافعي رحمه الله”.
والبيتان كما جاء بالمشهد الذي أظهر النبوي ينشدهما: وتضيقُ دُنيانا فنحسَبُ أنَّنا.. سنَموتُ يأساً أو نَموت نَحيبا.. وإذا بلُطفِ اللهِ يَهطُلُ فجأةً.. يُربي منَ اليَبَسِ الفُتاتِ قلوبا”.
وأضاف الشاعر السوري حذيفة العرجي: “البيتان شهيران، وطالما نُسبا للشافعي وطالما وضّحت هذا الخطأ، وسبق أن قلت: الإمام أحق بهما منّي، وهو أكبر من كلّ قول يُنسب له”.
لغة المسلسل
تعرض المسلسل أيضا لهجوم عنيف بعد تداول بعض الجمل على لسان الممثلين باللهجة العامية المصرية، وهو ما وضحه الكاتب والمتخصص في التاريخ القديم، محمود سالم الجندي، عبر صفحته على تويتر قائلا: “كان في مصر مجموعتين من اللغات لا ثالث لهما ليس من بينها ما يعرف اليوم (باللهجة أو العامية المصرية)”.
وأضاف: “هي اللغة العربية الصرفة أو ما يطلق عليها “العربية الفصحى وكانت منتشرة في المناطق التي سكنتها القبائل العربية بعد الفتح مثل بلبيس وغيرها من مدن وقري الدلتا وكذا بعض المناطق في الصعيد.
وأهمها الفسطاط حاضرة القطر المصري وأخواتها. وفي هذه المناطق تكلم الناس كما قلنا بلغة القرآن وبشكل أصيل دون شوائب”.
وتابع: “أما المجموعة الثانية من اللغات فهي اليونانية واللاتينية.. وهي لغات الدول السابقة على الفتح والتي انتشرت في المدن الإغريقية في مصر مثل الإسكندرية في الشمال وبطلمية في الجنوب. وكانت لغة الأقباط والتي مزجوها ببعض المفردات المصرية القديمة، ثم بقايا لغات ولهجات مصرية قديمة كان يتكلم بها المصريون والذين عاشوا في قرى ونجوع وأقاليم مصر بعيدا عن مدن الأقباط النصارى ومدن العرب المسلمين”.
وأكد أن “اللهجة او العامية المصرية لم تبدأ في الظهور والانتشار الا بعد فترة طويلة من الفتح الإسلامي لمصر خاصة مع انتشار الإسلام فيها عام 400 هجريا ونحن هنا نتحدث عن بعد الفتح بأقل من 180 عاما فقط.. وبعد قيام الدولة العباسية بأقل من 90 سنة فقط.. لم يكن قد وصل بعد إلى مصر الأعاجم من المسلمين سواء الأتراك او الأكراد أو غيرهم بلغتهم العربية المكسرة والتي كانت بالاندماج مع لهجات السكان في مصر من أهم عوامل ظهور اللهجة أو العامية المصرية”
وأردف: “استمر الناس في مصر لا يتكلمون إلا الفصحى أو اليونانية واللاتينية أو بقايا لغات ولهجات مصرية قديمة لما بعد موت الإمام الشافعي حتى إن المأمون لما جاء إلى مصر من أشهر ما يروى عنه أنه كان يمشي في الأسواق بصحبة المترجمين وكذا كان يستقبل الأعيان ومعه أكثر من مترجم”.
وختم الجندي حديثه قائلا: “الإمام البويطي صاحب الشافعي كان يتكلم العربية الفصحى فهو من قبيلة قرشية استقرت في صعيد مصر وأهم مناطقها بويط التي ولد فيها الإمام أبو يعقوب يوسف بن يحيى القرشي فلقب بها فيقال البويطي”.

مقالات ذات صلة