بين كتلة “إنجاز” وكتلة “الصناعي”

أيام قليلة تفصلنا عن انتخابات غرف الصناعة، وتشتد المنافسة بين كتلة “إنجاز” برئاسة رئيس غرفتي صناعة عمّان والأردن السابق المهندس فتحي الجغبير، وبين كتلة “الصناعي” برئاسة المهندس موسى الساكت عضو غرفة الصناعة الذي قدّم استقالته من المجلس السابق قبيل صدور تقرير تقييمي من مؤسسة طلال أبو غزالة لحملة صنع في الاردن التي كان يرأسها الساكت.

مرشح كتلة “إنجاز” لعضوية غرفة صناعة عمان المهندس فواز الشكعة أدلى بتصريحات سابقة قال فيها “أن كتلة إنجاز هي الكتلة التي أدارت غرفة صناعة عمان والأردن خلال الفترة الماضية وحققت نجاحات قياسية مقارنة بالدورات الماضية”.
وتابع الشكعة “حيث تم إنهاء 94 معيق من أصل 322 معيق تم الاتفاق عليها بمؤتمر صناعي ضم أكثر من 250 صناعي بمشاركة جميع الجهات الرسمية، وحققت غرفة الصناعة بعهد إنجاز أعلى قيمة للصادرات في تاريخ المملكة والتي وصلت 5.6 مليار أردني، وأصبحت الأردن الدولة الأولى بالعالم العربي بالقيمة المضافة لعام 2020، حيث أصبحت الصناعة الأردنية الصناعة الأكثر تعقيداً بالمنطقة، كما قمنا بزيادة فرص العمل التشغيلية التي وصلت 30 ألف فرصة عمل خلال 4 سنوات، وزيادة إيرادات غرفة صناعة عمان بنسبة 13%، وتخفيض نفقاتها بنسبة 10%.”

من جانب آخر، قالت كتلة “الصناعي” في بيان صحفي صادر عنها، بأن “التعامل مع جائحة كورونا خلال الفترة الماضية لم يكن بالمستوى المطلوب، وأن إدارة الملف تمت بطريقة غير منظمة”.
وأكد البيان أن “المرحلة المقبلة سيكون عنوانها (عهد صناعي جديد)، يستند على الانفتاح والتشاور والتناصح، فالعمل العام شرف عظيم لكل من يمارسه بأمانة ومصداقية ومسؤولية وشفافية وعدالة”.

كتلة انجاز اقصائية؟
يتهم أعضاء بكتلة “الصناعي” ان كتلة انجاز مارست دورا إقصائيا، بينما يرد أحد أعضاء الكتلة بعكس ذلك حيث أشار الى ان رئيس كتلة “الصناعي” موجود بالغرفة منذ عام ….. وأنه في اخر دورة برئاسة الجغبير قد تسلم عدّة مناصب إدارية عليا داخل الغرفة منها على سبيل المثال نائب رئيس الغرفة، والناطق الإعلامي باسمها، ومسؤول ملف صنع بالأردن فيها.

أحد أعضاء كتلة “الصناعي” يتهم كتلة “انجاز” بانها أقصت مسؤول ملف صنع في الاردن علما بانه وصل به إلى إنجازات كبيرة، في حين يرد على ذلك احد اعضاء كتلة الصناعي بأن المهندس اياد ابو حلتم الذي استلم الملف بعد الساكت قد عبر اكثر من مرة عبر وسائل الاعلام بأن السياسة القديمة لحملة صنع بالأردن اتسمت بالفردية ووصفها بأنها سياسة “ون مان شو”. بل وصل الامر الى تسجيل شكاوى لدى المحاكم ضد بعضهما ثم ما لبثا في هذه الانتخابات أن تحالفا وترشحا سويا ضمن قائمة كتلة “الصناعي”، فالذي تم اقصاؤه والذي حل محله يترشحان سويا في نفس الكتلة، فمن المقصود بالاقصائي؟ يتسائل احد اعضاء “انجاز”.

رئيس كتلة “الصناعي” موسى الساكت دأب على كتابة عمود اقتصادي في صحيفة الغد وبالرجوع لما كتبه الساكت يرى بعض الصناعيين أن تلك التصريحات والكتابات قد اضرت بالقطاع الصناعي منها مثلا : رفضه لسياسة المعاملة بالمثل مع مصر، ومطالبته الحكومة بتسفير العمالة الوافدة بدلا من اعطائها مهلة تصويب اوضاعها،وتشبثه بالإبقاء على السقوف السعرية للسلع.
فريق متجانس أم متنافس؟
الدعاية الإعلامية والإعلانية لكتلة “انجاز” تركز على ان الكتلة فريق منسجم ومتعاون ويعمل بنسق تام دون خلافات او نوازع شخصية، بل ان الكتلة حرصت على تسمية مرشحيها للقطاعات الصناعية لانتخابات غرفة صناعة الأردن، وكذلك فان كتلة “الصناعي” قامت بترشيح اعضاء في بعض القطاعات على مستوى غرفة صناعة الاردن وركزت في دعايتها بين الصناعيين وفي حفل إشهار الكتلة على توجيه الانتقادات لكتلة “انجاز” برئاسة الجغبير.

استقطاب اعلامي ونقابي:
يلاحظ المراقبون ان هذه الانتخابات شهدت استقطابا واسعا، ففي الوقت الذي تعلن فيه شركات صناعية كبرى دعمها ومؤازرتها لكتلة معينة، فقد تهافتت وسائل الإعلام لنقل أخبار الكتلتين لما لمسوه من رغبة واستعداد لدى الكتلتين لتمويل نشر أخبارهما.
كذلك فان شخصيات عامة أبدت تأييدها لكتلة دون أخرى بشكل صريح وعلني ويرجع بعض المحللين هذا الأمر لمقولة “ليس حبا بعليّ إنما كرها بمعاوية”

الآلة الإعلامية؟ أم الإنجاز؟ ..
بينما تنشر “كتلة إنجاز” عبر وسائل التواصل الاجتماعي أخبارها المتضمنة اجتماعاتها بالمناطق المختلفة مع الصناعيين وعرض برنامجها الانتخابي، وإنجازاتها خلال الفترة المقبلة، اقتصرت دعاية “كتلة الصناعي” على نشر أخبار الدعم الفردي مدفوعة الاجر وتعليق إعلانات الشوارع وتوجيه الانتقادات للكتلة الأخرى، يوم السبت القادم التاسع والعشرين من الشهر الجاري سيقول الصناعيون كلمتهم وسيختارون مجالس غرف الصناعة وممثلي القطاعات الصناعية في غرفة صناعة الأردن، ويأتي هذا الخيار في ظرف دقيق وحساس تعاني منه المنطقة والعالم بشكل عام من تحديات اقتصادية خطيرة تعمد فيه الدول الى تعزيز صناعاتها وتحقيق اعلى قدرة تنافسية.

مقالات ذات صلة