ع بلاطة : اللي استحوا ماتوا

حاتم الكسواني

 تقول قصةمثل ” اللى استحوا ماتوا”  انه عندما  شب حريق بإحدى حمامات النساء   سارعت الكثيرات ممن كن في الحمام إلى الهرب خارجاً وهن عاريات طلبا للنجاة من الحريق ، ولكن بعضهن استحين من الخروج عاريات  فظللن داخل الحمام ليواجهن الموت .
عبارة تتمتم بها وانت تشاهد كثيرا من  وسائل الإعلام العربية التي تروج للتطبيع مع إسرائيل وتزينه .
فتجد شخصا يطل علينا من خلال نافذة برنامج الإتجاه المعاكس على  شاشة قناة الجزيرة  ليقول  لنا ان حال  الدول العربية التي قامت بالتطبيع مع اسرائيل افضل من حال الدول التي رفضت هذا النهج وان حال المواطن الفلسطيني في الوطن الفلسطيني المحتل افضل من اقرانه في باقي الدول العربية .
 هذا الشخص من اولئك الذين لم يستحوا ..ولن يستحوا .
انه يهمل بانه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان ويهمل بانه يرقص على جراح أبناء الوطن المحتل ويزور  بكل صفاقة مشاعرهم وآلامهم وهم يواجهون القتل دون سابق إنذار ودون سبب بشكل يومي ، ويواجهون الإذلال اليومي على المعابر و الحواجز و بوابات التفتيش وخلف اسوار الفصل العنصري وتقييد الحركة والمنع عن العمل والإعتقال والسجن  وهدم المنازل .
بالامس فقط قتلت اسرائيل 11فلسطينيا في نابلس وجرحت المئات .
وما ان تفرغ من تذمرك من قناة فضائية عربية تسمح لممثلي الإحتلال الصهيوني وزبانيته وعملائه ان يدافعوا عن  وجوده وجدواه حتى تطل عليك قناة فضائية اردنية  بشخصية  تطبيعية  تظهر في واحد من برامجها الجماهيرية “تشويش واضح ” بإسم شاليط ووظيفته تقريع كل حديث عن حقوق الشعب الفلسطيني وتزيين الشخصية الصهيونية وتصويرها بانها شخصية حوارية ديموقراطية خفيفة الظل من الممتع التعامل معها  .
بلا حياء اصبحت القنوات الفضائية وإداراتها تلعب دورا عكس التيارات السياسية  الشعبية العربية وإرادة شعوب الأمة  الرافضة للتطبيع وللتغول على حقوق الشعب الفلسطيني والمناصرة لقضيته العادلة والرافضة للإيغال بدماء ابنائه .
بالامس القريب ماكنت نسمع نغمة نشازا فيما يتعلق بعدالة القضية الفلسطينية والمطالبة بتحرير كامل التراب الفلسطيني ، اما اليوم فإن النظام الرسمي العربي يغض الطرف عن كل قتل وتدمير وإذلال وإعتداء يمارس بحق الشعب الفلسطيني وارضه ومقدساته الإسلامية والمسيحية ، بل انها لا تتورع عن وصف اعمال المقاومة الفلسطينية بالفعل الإرهابي ، بل من السهل عليها ان تتنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني ، وبيع قضيته.
انهم يستقبلون الصهاينة في بلادهم ومنازلهم ويرقصون معهم رقصات ” الديك الذبيح” فعاجلا او آجلا سيمتد خنجر الغدر الصهيوني نحو رقابهم فذلك طبعه بعدم الإلتزام بالعهود والوعود والإتفاقيات ، وسيتركهم في اول إنعطافة طريق تتعارض مع مصالحه .
نحن نرفض إصطفاف وسائل الإعلام العربية مع دعوات التطبيع ونعتبره جريمة ترتكب بحق الشعب الفلسطيني ، لان سلاح الإعلام عندما يفتح أبوابه  على مصراعيها لعدونا الصهيوني فهو انتصار لروايته ، وتنكر لنضالات الشعب الفلسطيني ، وطعنة نجلاء في ظهره تاتيه من مأمنه .
 ع بلاطة : يبدو ان حال وسائل إعلامنا اليوم كحال النساء الهاربات العاريات الناجيات من الحريق دون حياء .

مقالات ذات صلة