الصمادي: الصناعة الأردنية قادرة على القيام بدورها الوطني في أصعب الظروف

نراعي أعلى المعايير العالمية للمحافظة على سلامة المستهلك

حسن الصمادي

 

اثبتت الصناعة الأردنية قدرتها على القيام بالدور المطلوب منها في كل الأوقات واصعبها، لتكون عوناً للوطن والمواطن في تجاوز محطات صعبة في حياته، باتت ذكرى.

لقد كانت صناعة المنظفات ومواد التجميل في ازمة وباء كورونا حاضرة وبقوة، فلم تخلو رفوف التسوق في الأردن، من مواد التطهير والتعليم بكافة اصنافها، لا بل تم ادخال أصناف جديدة اعدت في فترة الازمة لتلبي الحاجة الملحة حينها للمعقمات والمطهرات.
ولم تغفل المصانع الاردنية عن دورها العربي والاقليمي والانسانب حينما استجابت لنداءات الأسواق في الدول الشقيقة والصديقة ولبّت احتياجاتها وسارعت للتصدير لدول عدة.

لقد اصبحت قناعتنا ثابتة أن مؤتمر ديتكس 2022 بات ضرورة توفر للمصانع الأردنية فرصة الالتقاء مع الشركات العالمية الموردة للمواد الأولية، وهو ما يسمح للاستماع الى الأفكار الجديدة و الحلول المبتكرة واخر ما تم التوصل اليه في مجال تكنولوجيا صناعة المنظفات.

 

تلعب المحاضرات المتخصصة التي يقدمها مجموعة من ممثلي الهيئات والشركات المشاركة و هم أصحاب خبره تحترم في بلدانهم والعالم، فرصة ثمينة لتلاقح الأفكار والخبرات والبناء عليها، وصقل الخبرات المحلية.

تتصف الصناعة الأردنية بأنها دائمة التطور والتحديث لتعمل على أن يلبي انتاجها احتياجات المستهلك وطموحه، من خلال التزامه بتطبيق احدث المعايير الدولية المطلوبة وتوفير افضل المواد الأولية اللازمة.

إن التزام الصناعات المحلية بأعلى المواصفات يتزامن مع وجود جهات رقابية وطنية راقية، مثل، مؤسسة المواصفات والمقاييس الأردنية والمؤسسة العامة للغذاء والدواء اللتان تتمتعان
بمهنية رفيعة ومصداقية عالية في منطقتنا والعالم مما ساهم في تقدم الصناعة الاردنية ككل حتى باتت بهذا التميز وهذا الحضور في الأسواق العربية والعالمية.

 

شكلت الزيارة الملكية لمجموعة العملاق الصناعية ولعدد من المصانع الاردنية، هلال أزمة كورونا، دافعا للتميز والارتقاء وبعثت برسالة للعالم ان الاستثمار في الأردن هو استثمار ناجح ومستقر وانه مكان الرعاية والعناية من راس الدولة الأردنية حفظه الله.

استطاعت مجموعة العملاق الصناعية ضمن نظرتها التكاملية أن توسع نشاطها في صناعة المنظفات المنزلية والصناعية الى صناعة المواد الأولية.
فقد اطلقتزادارة “العملاق” دراسة عميقة لحاجة السوق المحلي والمنطقة، ووضعت رؤية قائد الوطن جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله نبراسا ومنارة بالتوسع في انتاج المواد الأولية اللازمة للصناعة، وتعاقدت مع كبرى الشركات العالمية، شركة مارسينا الإيطالية لتوريد ثلاثة مصانع عالمية، منها مصنع السلفنة في عام 2019 الذي انطلق تشغيله في نهاية 2020 ليكون ثامن مصانع المجموعة، ولينتج مادة الكيل بنزين سلفونات ومادة الصوديوم لوريل.

وتأكيدا لالتزامنا بانتاج مواد تراعي افضل المعايير العالمية، تعاقدنا في “العملاق” مع الشركة نفسها “مارينا الإيطالية” لإضافة
وحدة إزالة مادة DIOXAN 1,4 ذات الأثر الصحي السلبي على المستهلك،
وبدأ تشغيل هذه الوحدة بتطبيق تكنولوجيا متقدمة في مصانعنا في منتصف العام الماضي 2021، وتنتج “العملاق” الآن مادة الصوديوم لوريل باقل من 10 اجزاء من المليون، وهي اقل بأربعين جزءً من المسموح بها عالميا.
لقد باشرنا – بتوفيق من الله- بالتوريد لمصانع المنظفات في الأردن و فلسطين والمملكة العربية السعودية وجمهورية لبنان وجمهورية العراق.
كما تتطلع مجموعة العملاق الصناعية الى التوسع في صناعة المواد الأولية، حيث وضعت خطة لذلك، بعد دراسة تحدد حاجة المملكة، ودول المنطقة، بالشراكة والتعاون مع شركات عالمية متخصصة.

تواجه الصناعة هذه الأيام تحديات جمة وتمر بفترة صعبة، نظرا للعديد من المصاعب التي تواجهها، ومن اهمها،
ارتفاع اسعار المواد الخام، وارتفاع كلفة الشحن، وارتفاع كلفة الطاقة والغاز
وارتفاع أسعار الفائدة.
ولأن حكومات العالم أجمع تولي القطاعات المتميزة ذات الأثر الواضح على اقتصادها عناية خاصة بأكثر من طريقة، فإننا نتطلع الى الدعم والرعاية لقطاع صناعة المنظفات ومواد التجميل، حيث رفعت العديد من المصانع الطاقة الإنتاجية لتواكب حاجة البلد وأكثر. كما عملت على تطوير اغلب المنتجات، مع وجود محاولات جادة و دائمة للوصول لأسواق جديدة. ومع توجهنا للتوسع في التسويق محليا وخارجيا في قطاع المنظفات فإن ارقام تصديره ومبيعاته المحلية تعكس مدى قوته وقدرته على النمو وتوظيف الكفاءات الأردنية وتطويرها، والاستثمار الناجح لراس المال الوطني.

إن الافكار في الافق عديدة، والنقاش فيها يخلق حلولا كثيرة للخروج من حالة الضيق الى انفراجة فيما يواجه الصناعة الوطنية من صعاب، لتكتمل مسيرة العطاء.

مقالات ذات صلة