لماذا اهمل العالم المناطق السورية من جهود الإنقاذ

كتب حاتم الكسواني

ببساطة أدار العالم ظهره لتقديم العون للمناطق السورية المتضررة من الزلزال المدمر الذي اثر على مناطق شمال غرب سوريا في محيط مدن حلب وادلب واعزاز واريافها.

وقد تركزت الجهود الدولية المتمثلة بإرسال المساعدات المادية والعينية وجحافل فرق الإنقاذ للجانب التركي من الحدود السورية التركية التي إصابها الزلزال .

ورغم تعاطفنا مع المواطن السوري في شكواه المريرة جراء هذا الأهمال إلا انها فرصة حتى نضع النقاط على الحروف .

– ذهبت كل المساعدات للجانب التركي بسبب وجود حكومة وهياكل ومؤسسات وطنية خاطبت العالم ووضعته بصورة إحتياجاتها بينما تضيع هوية الوطن السوري في تبعية مناطقه لأكثر من جهة ” النظام السوري ، المعارضة السورية في مناطق الزلزال ، الإحتلالات الروسية والأمريكية والتركية والإيرانية ” .

– غياب الوفاق والإتفاق العربي العربي وغياب المشروع القومي العربي ،حيث تستعر الخلافات العربية العربية بين دول المشروع الإخواني الإسلامي ودول التبعية الأمريكية مع دول محور المقاومة المرتبط بالمشروع الإيراني في المنطقة ، كما تستعر الخلافات بين دول التطبيع الخليجي والعربي مع دول محور المقاومة المرتبط بالمشروع والأجندة الإيرانية والدول العربية الرافضة لمنطق وجدوى التطبيع مع العدو الصهيوني ، و خلافات بين الدول الباحثة عن الفوز بقيادة الأمة العربية والظهور امام العالم كدول محورية في المنطقة  تملك  مرجعية  رسم مواقفها وسياساتها ” كمصر والسعودية والإمارات العربية ” .

– إعلاء المصالح القطرية وسيادتها  على المصالح القومية بين اقطار الوطن العربي

” مصر اولا ، السعودية اولا ، الاردن اولا ”

وهنا يبرز السؤال ماذا لو كان الوطن السوري وطنا موحدا ينعم بالحرية والديموقراطية ووحدة الموقف .

وماذا لو كانت الأمة العربية أمة واحدة موحدة تملك مشروعها القومي وأهدافها المشتركة …ماذا لو كانت الأمة أمة كل أخ عربي أخي .

هل كانت المناطق السورية المتضررة تندب حظها على المحطات التلفزيونية الفضائية ووسائل التواصل الإجتماعي ، بينما المواطنين فيها عالقون تحت الأنقاض ولسان حالهم يقول ” نحن الذين لا بواكي لنا ” .

لوكانت الأمة أمة واحدة لهب العرب من كل صوب وحدب لنصرة السوريين ودعمهم ماديا ومعنويا وبفرق الإنقاذ ، ولما احتاج السوريون طلب الدعم من عالم صم آذانه عن سماع نداءاتهم ولتقاطر أبناء سوريا من دمشق ودرعا و دير الزور للمساعدة في جهود الإنقاذ كما فعل المواطنون الأتراك …ولكن كيف يصل السوري لنجدة أخيه ..كيف يمر من مناطق تتواجد فيه قوات معادية هنا وهناك وفي كل مكان على الأرض السورية .

هذه فرصة لمعاينة المشهد المؤلم الذي يعيشه وطننا العربي دون مبرر ، بل لان الأمة فيه فقدت عقلها ومعه إرادتها ..فرب ضارة نافعة .. ربما هذه المرة نقيم الموقف ونعيد حساباتنا .

مقالات ذات صلة