الأردن يتهم والمطلوب منا

بلال حسن التل

من الحقائق التي جلتها معركة طوفان الأقصى، والعدوان الاسرائيلي الغاشم الذي تلاها على قطاع غزة، والذي مازال مستمرا إلى يوم الناس هذا، حقيقة الدول وجوهر الشعوب، ومنها دولتنا الأردنية وشعبنا الأردني، فبالرغم من فقرنا وجوع نسبة عالية منا كاردنيين، الا اننا برهنا على اننا نؤثر على أنفسنا ولو بنا خصاصة، فنحرم أنفسنا من لقمة الطعام وحبة الدواء ونرسلها إلى أهلنا في غزة، ونسقطها عليهم من الجو لنكسر الحصار المفروض عليهم، ومعهم في الحصار أبناء قواتنا المسلحة من أطباء وممرضيين واداريين في المستشفيات الميدانية التي انشأنها في غزة لمعالجة جرحها.

وبالموزاة مع ذلك وقبله واثناءه وبعده، تبذل الدبلوماسية الأردنية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين جهودا خارقة في المحافل الإقليمية والدولية لحشد الجهود لوقف العدوان الاسرائيلي الغاشم على قطاع غزة.

رغم ذلك كله فإننا نجد من يهاجم الأردن وينتقد مايقوم به لإغاثة المحاصرين في قطاع غزة، و يقلل من قيمته، متجاهلا اننا نطعم اهل غزة مما يأكله قادة وضباط وجنود جيشنا العربي الاردني، وهم اغلى رجالنا واعزهم على قلوبنا، في اشارة واضحة إلى مكانة قطاع غزة واهله في قلوبنا، ونظرتنا اليهم كمرابطين.

وهؤلاء الموترين الحاقدين يأخذونا علينا اننا ننزل جزء من المساعدات لأهلنا في غزة في البحر قريب وقريب جدا من شواطئها، مما يدلل على جهل هؤلاء الحاقدين الموترين، ذلك ان صناديق الاغاثة التي تنزلها طائرات سلاح الجو الملكي الأردني ثقيلة قد تؤذي التجمعات السكانية التي تنتظرها اذا سقطت عليها، فيتم انزالها بالقرب من الشاطئ حيث يقل عمق المياة من جهة، كما يتم تغليف مواد الاغاثة التي يتم انزالها بطريقة تحفظها سليمة حتى يأكلها المحاصرون في غزة، لكنه الجهل الذي يفضح أصحابه ويكشف حقدهم.

وهؤلاء الذين يعيبون على الاردن اغاثته لغزة يزعمون عن جهل ان هذه الإغاثة تتم استجابة لضغط الشعب الاردني، وهؤلاء يمدحون الأردن من حيث أرادوا ذمه، ذلك أن عمليات انزال الإغاثة لأهلنا في قطاع غزة هي تجسيد لتلاحم الاردنيين قيادة وشعبا حول فلسطين واهلها، فهل يعني امتناع سائر الانظمة السياسية العربية عن مساعدة أهلنا في قطاع غزة ان شعوبها لا تريد هذه المساعدة؟!.

أمام هذا التضليل الذي يمارسه الجهلة والحاقدون ممن يحركهم الذباب الالكتروني المسير والموجه، فانه لا ينبغي لنا كاردنيين ان نقف مكتوفي الأيدي بل علينا أن يكون لدينا جيوشنا الالكترونية التي تشرح مواقفنا، لعل بعض النيام يستيقضون فيسيرون على دربنا في نصرة فلسطين و اهلها، من جهة ولنخرس السنة كل من يحاول التطاول على حمى الأردن العربي.

خلاصة القول في هذه القضية :ان الأردن ليس متهما ليدافع عن نفسه، ولكنه في موقف من يتهم غيره لأنهم لايفعلون مايفعله لإغاثة غزة، وبدلا من ذلك يثبطون هممهم، ويشككون فيمن يقف معهم، فهذا زمن الرويبضة حيث يصدق الكاذب ويخون الامين.

مقالات ذات صلة