علماء يعيدون هندسة “الخلايا التائية” لمحاربة السرطان

حرير- في مواجهة مرض السرطان، ينشط علماء في إعادة هندسة “الخلايا التائية” للتعرف على الخلايا السرطانية وقتلها.

إدارة الغذاء والدواء الأميركية “أف دي أيه”، كانت قد وافقت على علاج سرطان الدم في عام 2017 باستخدام خلايا تائية معدلة عرفت باسم “CAR-T”، ومنذ ذلك الحين تم الموافقة على خمسة منتجات مماثلة، وحصل عليها أكثر من 20 ألف شخص، بحسب تقرير نشرته مجلة “نيتشر العلمية”.
ويعرف “CAR-T” باللغة العربية باسم “العلاج بالخلايا التائية خيميرية المستضد” بحسب الموقع الإلكتروني لمايو كلينك.
العالم كريستال ماكال، من جامعة ستانفورد في كاليفورنيا يعمل ضمن فريق يطور مثل هذه الخلايات لعلاج أورام الدماغ، يتوقع أن العلماء سوف يذهبون لعلاجات أبعد من أمراض السرطان في السنوات القادمة باستخدام مثل هذه الخلايا المعدلة.
أفيري بوسي، باحث في علم المناعة في جامعة بنسلفانيا في فيلادلفيا قال إن تطور تقنيات إعادة هندسة هذه الخلايات “وسع مما يمكنهم القيام به باستخدام استراتيجية ستأخذ هذا النوع من التكنولوجيا إلى الأمام”.
ويشير تقرير المجلة إلى أن التقدم الذي يحرزه العلماء في “تحرير الجينوم” باستخدام تقنيات مثل مقص “كريسبر”، زاد القدرة بتوصل الخلايات البيولوجية ما سمح بتعديل الخلايا التائية.
وتقنية مقص كريسبر هي ببساطة أشبه بالمقص الجيني، وهي إنزيم يقوم بإجراء قطع في سلسلة الحمض النووي، بما يتيح للعلماء التعديل عليه، وإجراء الأبحاث خاصة تلك التي تستهدف إيجاد علاجات للأمراض، من خلال جعل الإنسان حصينا منها.
المقص الجيني كريسبر أحدث ثورة في الهندسة الوراثية
“أداة لإعادة صياغة قانون الحياة”.. ما هي تقنية “مقص كريسبر” التي فازت بجائزة نوبل؟
قررت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم، الأربعاء، منح جائزة نوبل للكيمياء للعام 2020 لعالمتي الوراثة، الفرنسية إيمانويل شاربانتييه، والأميركية جنيفر داودنا بسبب تطويرهما أكثر أدوات تكنولوجيا الجينات دقة “المقص الجيني كريسبر”.
ونقلت المجلة عن علماء قولهم إنهم لا يزالون يواجهون تحديات في “إيجاد الدواء” المناسب، إذ لا تزال هناك مشاكل في عمليات السلامة والتصنيع، والتي تحتاج إلى أختيار المرشحين بكفاءة.
ويقول موقع مايو كلينك إنهم أحد المراكز التي نجحت فيها علاج المرضى ضمن التجارب السريرية والتي دفعت إلى موافقة “أف دي إيه” على علاج “مستقبلات المستضد الخيمرية للخلايا التائية”.
ولتبسيط هذه العلاج بالخلايا التائية، فهي تعتمد على “إزالة بعض خلايا الدم البيضاء من المريض نفسه، بما في ذلك الخلايا التائية”، ومن ثم يتم تحضيرها وإعادة هندستها لإنتاج نوع من المستقبلات الخاصة تسمى “مستقبلات المستضدات الخيمرية”، والتي يشير لها العلماء باسم (CARs).
وتسمح هذه المستقبلات للخلايا التائية بالتعرف على الخلايا السرطانية، وتنشطها على قتلها.
الخلايا التائية للمتعافين من كورونا تتعرف على الفيروس المتحور
بشرى سارة للمتعافين من كورونا.. “الخلايا التائية” تتعرف على الفيروس المتحور
كشفت دراسة جديدة نشرها موقع “يوريك أليرت” العلمي أن “الخلايا التائية للمتعافين من كورونا تتعرف على الفيروس المتحور”.
وحتى الآن أجريت تجارب ناجحة على علاج بعض أنواع السرطان بالخلايا التائية بهذه التقنية، وهي تضم: سرطان ابيضاض الدم الليمفاوي الحاد، وسرطان الجهاز اللمفاوي، وسرطان الخلايا القشرية المنتكسة”، وأنواع أخرى من السرطان لا تزال تخضع للتجارب السريرية.

مقالات ذات صلة