جرح السلط…. نصوح المجالي

جرحنا اليوم سلطي يمتد الى كل بيت اردني يألم للتهاون بارواح المواطنين،من نفر خانوا امانة المسؤولية فآذوا الناس والوطن.
فالتهاون الذي اصاب ابناء السلط قد يتكرر ويصيب المواطنين اينما كانوا في الوطن ،ان لم يوضع حد للتسيب والترهل وعدم المبالاة التي تتفشى في ادارة الدولة ، التي للاسف بدل ان تكون قد تطورت بالخبرة والتقادم على مدى قرن من عمر الدولة ، الا انها تردت وتراجعت عبر السنين، ولا تخفى الاسباب لذلك لانها من صنع الحكومات المتعاقبة وخياراتها.
فجرح السلط الغائر يشير الى جرح اعمق واخطرفي الادارة الأردنية ما زال يتعمق وينذر بكوارث متكررة ، لم يكن جرح السلط اولها ولا آخرها.

فليس في دولتنا اي جهاز مكلف بحساب المخاطر المحتملة في كل قطاع، وهذا علم يدرس في الجامعات اليوم، فإدارة الازمات تتم بعد وقوع الحدث او المشكلة ، وادارة المخاطر تقوم على حساب المخاطر المحتملة قبل وقوعها ولو كانت بعيدة استعدادا لإحتمال وقوعها وتلافي خطرها.

نحن اهل فزعة عندما تقع الفأس في الراس وليس التحوط لها مسبقا.
الاستخفاف بالمسؤولية ضرب من خيانة المسؤولية، تودي بارواح الناس، وتهدر المقدرات، وتلحق الضرر بالوطن ولا تختلف نتائجها عن خيانة الوطن مع اعدائه لانها تؤدي لنفس الضرر.

اعوام طويلة تزيد عن الثلاثين عاما ونحن نسمع بإعادة هيكلة مؤسسات الدوله، والإصلاح الإداري، والتنمية السياسية ،  والتنمية الادارية  ، والثورة البيضاء، وهانحن ندخل مئوية  الدولة ونحن نردد نفس المقولات على طريقة الاناشيد الوطنيه تماما كما نفعل عندما نتحدث عن ادبيات الديموقراطية.

حتى هذا فيه تهاون واستخفاف بالمعاني والعقول، ينقصنا الجدية في تناول قضايا الإصلاح الاداري والسياسي.

يجب ان لا نحول الأمن ذريعة لعدم الإسراع في إصلاح شؤون دولتنا ، فهي الانجاز الوحيد الذي حققه الاردنيون خلال قرن ، ولا يستقيم الأمر بالأمن وحده ، لكن بالأمان والوعي الإجتماعي والسياسي .

وقوة الدولة  تكمن في التفاف المجتمع حولها عندما يامن المواطن على حياته وحقوقه .

ولا يتم ذلك الا بالتوازن بين التكليف والواجبات في دولتنا وإتساع المشاركة ومساحة الحرية في تناول الشأن العام.

فهل نجعل جرح السلط عبرة وعتبة لنهج نطل فيه على اسباب تراجع وترهل دولتنا بعد قرن من وجودها؟!

نعم لقد حققت دولتنا عبر السنين انجازات ضخمة تسجل لها، لكنها اليوم معرضة للخطر كما هي دولتنا نتيجة لترهل الإدارة والمحاباة وعدم الجدية، والإستغلال ،وتسرب الوهن واسبابه الى مفاصلها.
الدولة كوادر مؤهلة، وافكار ملهمة وقوانين عادلة وإرادة سياسية حازمة بدون تسلط ، بدونها تترهل الإدارة والدولة، وهذا ما لانرجوه لدولتنا.

نريد لدولتنا صعودا في الانجاز والتقدم وليس تخبطا بسبب ماتسرب اليها من وهن.

والله من وراء القصد ومحبة الاردن.

مقالات ذات صلة