ترامب يحذّر الملالي: سنجعلكم عبرة للتاريخ

يعلو صوت طبول الحرب الكلامية بين إيران والولايات المتحدة، وبين فصول النزاع تمضي واشنطن في تحركاتها الفعلية لخنق النظام الإيراني وكسر شوكته، بينما تشير طهران إلى أوراق ضغط لا تملكها. آخر حلقات التصعيد أتت بعدما توعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، نظيره الرئيس الإيراني حسن روحاني بمواجهة أسوأ العواقب في حال واصل تهديد الولايات المتحدة، محذراً من مغبة استنفاد صبر بلاده.

ويأتي التصاعد الكلامي بين البلدين، في الوقت الذي تتواصل فيه التحركات الأميركية بين عواصم العالم من أجل فرض عقوبات جديدة على طهران، تعد حتى الآن الخيار الأبرز بالنسبة للأميركيين، لبلوغ هدفهم. وبدأ التهديد والوعيد بين الطرفين، أول من أمس، بعدما حذرت إيران الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، من عواقب ما وصفته بـ«اللعب بذيل الأسد»، لكن يبدو أن هذه العواقب لم ترعب الأميركيين.

فلم تغير تهديدات الرئيس الإيراني، حسن روحاني، بأن «الحرب مع إيران ستكون أم كل الحروب» شيئاً من موقف واشنطن، قائلاً: إن التفاوض مع واشنطن في الوقت الراهن يعد «استسلاماً» من الجانب الإيراني. وكعادتها لوّحت طهران بأوراق ضغط لا تملكها أصلاً، فأشاد مرشدها علي خامنئي بتصريحات روحاني، التي هدد فيها بإغلاق مضيق هرمز، في حال لم تتمكن إيران من تصدير نفطها عبره.

ترامب يرد

في المقابل، أوضحت الإدارة الأميركية أنها ماضية في نهج المواجهة إلى النهاية. وسريعاً جاء رد ترامب على تهديدات نظيره الإيراني، قائلاً: «إياك أن تهددنا مجدداً، وإلا فستواجه تداعيات تشبه تلك التي واجهها قليلون قبلك في التاريخ». وأضاف أن «الولايات المتحدة ما عادت البلد الذي يتهاون مع كلماتك المليئة بالعنف والقتل، احترس».

وبلهجة ليست أقل حدة، حذر وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، من أن واشنطن لا تخشى استهداف النظام الإيراني على أعلى مستوى. وفي نظر بومبيو فإن روحاني ووزير خارجيته مجرد واجهتين براقتين على الصعيد الدولي، لنظام الملالي الذي وصفه بـ«الخداع». وتابع «إيران تدار من شيء يشبه المافيا وليس حكومة، وعلى هذه المافيا أن تدفع الثمن»، مشيراً إلى ما وصفه بأنه ثراء فاحش وفساد بين زعماء إيران. وقال بومبيو في كلمة أمام الجالية الإيرانية في كاليفورنيا، إن واشنطن «ليست خائفة» من أن تفرض عقوبات تستهدف النظام الإيراني على أعلى مستوى، في إشارة إلى العقوبات التي فرضتها واشنطن على صادق لاريجاني، رئيس السلطة القضائية في إيران، معتبراً أن هذا النظام هو «كابوس على الشعب الإيراني».

ويبدو أن الحرب الكلامية لن تهدأ، فصعَّدت إيران من لهجتها، وقال القائد الكبير بالحرس الثوري الإيراني، غلام برور، أمس، إن التهديدات التي وجهها ترامب لطهران تصل إلى حد «الحرب النفسية»، وإن إيران ستستمر في مقاومة أعدائها على حد قوله . وأضاف: «لن نتخلى أبداً عن معتقداتنا الثورية.. أميركا لا ترغب في ما هو أقل من تدمير إيران».

تفكيك

يرى بعض المحللين، أن تحذير السلطات الإيرانية في خطاباتهم من «تفكيك إيران» يأتي لتخويف الإيرانيين من أن سقوط نظام طهران سيؤدي إلى تفكيك بلدهم، في حين يرى آخرون أن استمرار هذا النظام لسنوات أطول سيؤدي إلى تفكيك البلد، حيث فرّق النظام بين مكوناته المختلفة، خصوصاً أن الأقليات الدينية والعرقية أصبحت مهمشة ومقموعة خلال الأربعة عقود الأخيرة.

 

خفض تهديدات

أعرب رئيس مجلس الأمن ، السفير السويدي أولوف سكوغ، أمس، عن قلقه إزاء تصاعد حدة التهديدات بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والإيراني حسن روحاني، داعياً إلى «خفض التصعيد وحدة الخطابة البلاغية».

وكان رئيس مجلس الأمن يرد على أسئلة الصحافيين بمقر المنظمة الدولية في نيويورك، بشأن موقفه إزاء التهديدات التي أطلقها الرئيسان الإيراني والأميركي أخيراً.

وقال سكوغ الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لأعمال المجلس لشهر يوليو الجاري: «إنها (التهديدات المتبادلة بين ترامب وروحاني) أمر يدعو للقلق، فما تحتاجه المنطقة فعلاً هو خفض حدة التوتر وحدة الخطابة البلاغية».

وأوضح السفير السويدي، أن «مجلس الأمن سيعقد اليوم الثلاثاء جلسة مناقشات بشأن الشرق الأوسط سيناقش المجلس خلالها هذا الملف (تصاعد التهديدات بين واشنطن وطهران)».

وفي وقت سابق أمس، هدد روحاني، نظيره الأميركي بـ«عواقب وخيمة»، حال انسحابه من الاتفاق النووي الذي وقعته طهران مع القوى العالمية في 2015.

وقال في خطاب بثه التلفزيون الحكومي: «أقول لمن هم في البيت الأبيض، إنهم إذا لم يفوا بالتزاماتهم، فإن الحكومة الإيرانية سترد بحزم»، بحسب وكالة «فارس» الإيرانية للأنباء.واشنطن.

 

مقالات ذات صلة