وبالآخر دق أبوابي.. يوسف غيشان

نحن شعب أحادي الاتجاه تقريبا…. الجميع حاليًا يكتب ويقرأ ويحلل ويحرّم حول موضوع مصانع الدخان وملحقاته، وخلال ذلك ينسى كل ما حوله داخليا وخارجيا، وبذلك يسهل اختراقنا واستغفالنا. وهذه هي عقلية لعبة الكاندي كرش التي يدمن عليها الأردنيون. تعتمد اللعبة على نسيان كل ما في الخارج من مشاكل وقضايا ، ويتفرغون لتبادل الأرواح وتفقيع الطابات الملونة والعقول المسطحة.

يقول المثل الشعبي المتداول في الأردن:
«الباب اللي بيجيك منه الريح سدّه واستريح».
وبالتاكيد فإن لهذا المثل مقاربات في جميع أنحاء العالم العربي، لأنه يعبر عن نمط تفكير ومنهج وأسلوب حياة، نواجه به العالم بكل تعقيداته.
.. يا الله ما أسهل الحلول على المتفرجين  …، فما عليك – عزيزي المواطن – سوى إغلاق الباب أو  الشباك الذي يمرر الريح التي تزعجك ، فتجلس على جاعد الزمن مرتاحا راضيا مرضيا إلى أبد الآبدين، أو على الأقل حتى يأتيك هادم اللذات ومفرق الجماعات، فتريح وتستريح.
بصراحة، لا بل بوقاحة،  أتمنى لو كان الأمر بهذه البساطة، حتى  نعلن عدم حاجتنا لصناديق العالم وبنوكه ونواديه  ودوله القوية والضعيفة  والمسكينة. والماكلة هوا… لسنا بحاجة إلى الديمقراطية ولا الليبرالية ولا الشيوعية ولا الشطّة بطحينية.
ليس هناك من داع لوزارات التنمية السياسية ولا الاقتصادية ولا الاجتماعية… ليس هناك من داع للحكومات أيضا ، فالحل في  متناول يديك… ما عليك سوى إغلاق الأبواب والشبابيك التي يجيئك منها الريح.
– فإذا عجزت عن دفع الاقساط المدرسية للأولاد … فأغلق باب الريح واخرج الأولاد من المدرسة واتركهم يتعلمون في مدرسة الحياة. كذلك افعل مع أولادك في المعهد والكلية والجامعة.
– إذا لم تستطع  ان تدفع فاتورة الكهرباء …. فاذهب إلى الشركة واحصل على قيمة التأمين  وافصل الكهرباء عن بيتك وعد إلى عصر اللوكسات والشنابر :
– التلفون ..افصله وتخلص من وجع الرأس والبنكرياس .
– افصل عداد  الماء واشتر جالونات واملأها من عند الجيران.
– اللحم والفواكه والخضار .. لا داعي لها فجميعها  وسخ بطن.
– لا تدخن ولا تشرب ولا تتعاطى الأراجيل ولا السيجار  .
– البنزين لا داع له…بع سيارتك !!!
– البس كما يلبس طرزان ..من ورق التين أو التوت …وقول لنفسك:- مستورة.
– المواصلات لا تستعملها بل اذهب إلى العمل مشيا على الحوافر .. فهذا أكثر فائدة ولياقة
لجسدك.
– إذا أغلقوا عليك باب الزنزانة  فافتح بوابة الخيال التي لا يصلها الريح ولا الذباب الأزرق.
– إذا فتحوا قلبك ليفتشوه، فأغلق شبابيك عقلك التي تأتي منها الرياح.
كل ما عليك عزيزي المواطن … هو ان تغلق الأبواب والشبابيك … وكل ما يجيئك منه الريح …حتى تستريح إلى ان تموت راضيا مرضيا.
عظم الله أجركم .

مقالات ذات صلة