1336 مستوطنا يقتحمون الأقصى وغنيمات تدين الإنتهاكات الإسرائيلية

دانت وزيرة الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي بإسم الحكومة جمانة غنيمات بأشدّ العبارات الإنتهاكات والاستفزازات الإسرائيلية المستمرة ضد المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف، وخصوصاً الاقتحامات الاستفزازية للمتطرفين والمستوطنين التي جرت اليوم بأعداد كبيرة إلى باحات الحرم القدسي الشريف بحماية الشرطة الإسرائيلية.
وأوضحت غنيمات ان مثل هذه الممارسات المُدانة والمرفوضة التي تتم بحماية الشرطة الإسرائيلية تنتهك حرمة هذا المكان المقدّس، وتستفز مشاعر المُصليّن والمسلمين في جميع أنحاء العالم، كما تمثل إنتهاكاً لإلتزامات إسرائيل، كقوة قائمة بالإحتلال، بموجب القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، وإنتهاكاً أيضاً لجميع الأعراف والمواثيق الدولية التي تؤكد ضرورة إحترام أماكن العبادة للديانات كافة، وشددت على أهمية إحترام إسرائيل، كقوة قائمة بالاحتلال، للوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى المبارك واحترام إدارتها الشرعية المتمثلة بإدارة أوقاف القدس.
وأشارت إلى أن سفارتنا في تل أبيب قدمت مذكرة احتجاج دبلوماسية لوزارة الخارجية الإسرائيلية صباح اليوم تُعبّر عن إدانة المملكة الشديدة لهذه الانتهاكات، وطالبت بوقفها فوراً.
وحمّلت غنيمات الحكومة الإسرائيلية كامل المسؤولية عن سلامة المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف، والانتهاكات التي تُرتكب ضده من الجماعات المتطرفة والمستوطنين، مؤكدة ضرورة التوقف الفوري عن مثل هذه الإجراءات الإستفزازية وغير القانونية.

وكان المسجد الأقصى قد عاش ساعات عصيبة قبل وبعد ظهر اليوم على وقع اقتحامات جماعية نفذها نحو 1336 مستوطنا، في حين أدى العشرات طقوسا تلمودية ونفذوا اعتداءات داخله وعلى أبوابه وفي محيطه.

وشارك 1023 مستوطنا في اقتحام الأقصى صباحا، و313 في اقتحامات بعد الظهر ضمن مجموعات ترافقها قوات كبيرة من الشرطة، بدءا من باب المغاربة الذي يسيطر الاحتلال على أبوابه، وفق معطيات دائرة الأوقاف.

وعلى أبواب المسجد الأقصى وفي محيطه أدى مستوطنون طقوسا تلمودية، واعتدوا على التجار الفلسطينيين في الأسواق، في حين اعتقلت سلطات الاحتلال عددا من الفلسطينيين داخل الأقصى وفي محيطه، بعد حملة اعتقالات أخرى ليلية طالت خمسة مقدسيين.

اعتقالات واعتداءات
وقالت مراسلة الجزيرة نجوان سمري إن من بين المعتقلين فجرا عددا من الناشطين، بينهم المبعدة عن المسجد الأقصى هنادي الحلواني، وذلك استباقا لتنفيذ الاقتحامات.

ودعت مجموعات استيطانية إلى أوسع عمليات اقتحام اليوم بمناسبة ما تسمى ذكرى “خراب الهيكل” المزعوم.

واستبقت قوات الاحتلال اقتحامات المستوطنين بتعزيز وجودها في القدس والمسجد الأقصى ومحيطه.

وأدى مستوطنون صلوات تلمودية أمام باب الأسباط، في حين منع مواطنون فلسطينيون من دخوله.

كما اعتقلت قوات الاحتلال فتى داخل الأقصى وشابا على أحد أبوابه، ومنعت مدير أكاديمية الأقصى الدكتور ناجح بكيرات وآخرين من دخول المسجد.

وبعد انتهاء فترة الاقتحامات الصباحية (بين الساعة 7 و11 صباحا بالتوقيت المحلي) اعتدى مستوطنون على الفلسطينيين وأصحاب المحلات في سوق القطانين داخل البلدة القديمة بالقدس المحتلة.

ودعا نشطاء فلسطينيون والقوى الوطنية والإسلامي

مطالبة بالحماية
وقوبلت اقتحامات المستوطنين بسلسلة بيانات إدانة وتحذير، فقد طالبت وزارة الأوقاف في السلطة الفلسطينية بحماية المسجد الأقصى في وجه الاقتحامات الاستيطانية.

وقال وزير الأوقاف والشؤون الدينية الشيخ يوسف ادعيس إن على المسلمين في فلسطين وخارجها التعامل بحزم مع هذه الاقتحامات وشد الرحال إلى الأقصى، لصد الهجمات المسعورة والخطيرة ومواجهتها حفاظا على حق المسلمين الديني والتاريخي والسياسي فيه.

كما حذرت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس من استباحة مئات المستوطنين المسجد الأقصى، مشيرة إلى مخطط إسرائيلي يهدف لتكثيف الوجود اليهودي في المسجد.

وقالت إن اقتحامات المسجد الأقصى كانت تتم سرا ومن قبل بضعة أفراد من المستوطنين وجنود الاحتلال وعلى فترات متقطعة، ومؤخرا باتت الاقتحامات يومية وعلى الملأ ومن قبل مئات من المتطرفين دون خشية من أحد.

دعوة للنفير
كما دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أبناء الشعب الفلسطيني إلى النفير العام وشد الرحال إلى المسجد الأقصى للتصدي لاقتحامات المستوطنين والعمل على حماية القدس والمسجد الأقصى مهما بلغت التضحيات.

وطالب الناطق باسم حركة حماس فوزي برهوم في بيان الأمتين الإسلامية والعربية بضرورة التحرك السريع لنصرة المسجد الأقصى وحمايته من التهويد والأخطار المحدقة به، مؤكدا أنه لم يعد هناك أي مبرر للصمت.

وقالت حركة الجهاد الإسلامي إن تصاعد وتيرة اقتحامات المستوطنين لساحات المسجد الأقصى “عدوان خطير يمس كل مسلم وعربي وفلسطيني”.

وأكدت في بيان أن ما ترتكبه الحكومة الإسرائيلية بحق القدس والمسجد الأقصى لا يمكن السكوت عنه، وأن استمرار العدوان على الأقصى سيؤدي إلى تصعيد كبير سيصل إلى كل مكان.

ة أهالي القدس وكل من يتمكن من الوصول للمسجد إلى شد الرحال والرباط فيه للتصدي لاقتحامات المستوطنين المتوقعة.

وكان عشرات المستوطنين قد أدوا ليلة أمس صلوات تلمودية عند باب القطانين أحد مداخل المسجد الأقصى داخل البلدة القديمة بعد أن أدى عشرات آخرون في ساعات الظهر صلواتهم داخل مقبرة الرحمة الإسلامية بالقرب من باب الرحمة المغلق.

مقالات ذات صلة